بوابة السياحة العربية
دبي – تواصلت فعّاليات النسخة الافتتاحية من مهرجان “ضيّ دبي” الفني حتى مساء اليوم الأحد ، والذي نظمته مدينة إكسبو دبي بالشراكة مع مؤسسة AGB Creative ودعم هيئة الثقافة والفنون في دبي، و القت من خلاله الضوء على المواهب الإبداعية الإماراتية من خلال برنامج حافل بالعروض الضوئية الآسرة والتركيبات الفنّية المبتكرة والحوارات القيّمة إضافة إلى ورش العمل التطبيقية.
وحصد المهرجان في أيامه الأربعة العديد من ردود الفعل الإيجابية في أوساط الفن الإماراتي، وشهد إقبالاً متميزاً من العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، التي سلطت الضوء على القطع الفنية المشاركة من تنفيذ سبعة فنانين إماراتيين، وبكون المهرجان ركّز بشكل وحصري على المواهب الفنية الإماراتية والتراث الإماراتي بأسلوب جمالي يجمع بين الفن والضوء لكل قطعة.
أخوات الصحراء
ومن أبرز فعاليات المهرجان العرض الضوئي المذهل “أخوات الصحراء”، الذي حوّل قبّة ساحة الوصل الشهيرة إلى لوحة فنّية غامرة ونابضة بالحياة.
ظبية جمعة لملح
وتمثل هذه الفعالية تحيّة تقدير لأعمال الفنانة الإماراتية الراحلة ظبية جمعة لملح التي كانت نموذجاً للعزيمة والإصرار إذ تحدّت حالة صحية أفقدتها الحركة والنطق لتتواصل مع العالم الخارجي بخطوط ونقاط خاطبت بها قلوب الناس وعقولهم حتى أصبحت لغتها الخاصة، فاختارت بذلك الفنّ كوسيلة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها الداخلية وروت قصتها وذكرياتها عن بحر وصحراء دبي عبر أكثر من 200 عمل أبهر العالم.
والجدير بالذكر أن الفنانة ظبية جمعة لملح هي والدة الفنان الإماراتي المعروف مطر بن لاحج، الذي يشارك أيضاً في مهرجان ضيّ دبي الفني من خلال تحفته الفنية “حركة السكون”.
أوجه التشابه مذهلة
وقالت آمنة بالهول، المخرج الإبداعي التنفيذي للفعاليات والترفيه في مدينة إكسبو دبي، “عندما رأينا الأنماط في أعمال ظبية، أدركنا على الفور أوجه التشابه مع فنّانات أخريات في المناطق الصحراوية حول العالم.
لقد عدت للتو من أستراليا، حيث اختبرت تجربة غامرة من الفن المحلي الجميل، وكانت أوجه التشابه مذهلة، من حيث الأنماط القبلية والهندسية، مروراً بالرموز التي تملأ اللوحة من الزاوية إلى الزاوية، وصولاً إلى الألوان العديدة الزاهية، فخطرت في ذهني الفكرة: لماذا لا نجمع في قبة الوصل أعمال هؤلاء الفنانات اللواتي يشتركون في الموهبة والعزيمة كأنهن أخوات؟ وهكذا ولدت فعالية أخوات الصحراء.”
روح مهرجان “ضيّ دبي”
وقال أنتوني باستيك، الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي في AGB Creative: “عرض أخوات الصحراء تعبير عن روح مهرجان “ضيّ دبي” كمكان يحتفل بالنور الذي في داخلنا جميعاً.
ونحن نؤمن بأنه عندما يجتمع الناس معاً، بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه، فإنّ كل نور في داخلهم يتوهج أكثر.
ورغم أنّ هؤلاء الفنّانات يتحدّرن من ثقافات مختلفة ولهن تجاربهن وقصصهن الفريدة ومنظورهن الخاص، لكن قوتهن وعزيمتهن توحّد في ما بينهن.
وهكذا تكتسب أعمالهن معاً حياةً خاصة بهن من خلال هذا العرض الرائع.”
فن “التجوكوبا”
وتشارك في “أخوات الصحراء” أيضاً فنّانات مبدعات من مناطق صحراوية أخرى حول العالم، مثل الأسترالية ريني كوليتجا والجنوب أفريقية د. إستر مالانغو.
حيث علقت الفنانة ريني كوليتجا على مشاركتها بالقول: “يسرني جداً المشاركة في الدورة الأولى من هذا المهرجان الذي يجمعني بفنانات من مناطق صحراوية أخرى، ويسعدني أن أعرض قصتي ليستمتع الناس والزوار بفني الذي أسلط من خلاله الضوء على فن “التجوكوبا” أو رواية القصص في أستراليا”.
العرض الفني
والعرض الضوئي البالغة مدّته خمس دقائق يشمل أربعة أعمال، بدءاً من ليلة مضاءة بالنجوم وعاصفة رملية تجسيداً لعمل ظبية الأول، ثم عملي كوليتجا ومالانغو قبل الختام بعمل آخر لظبية.
وتم تصميم العرض الفني ليجعل الزائر يشعر وكأنه يقف في قلب إناء من الرمل، حيث تمتلئ الجدران الداخلية للقبّة من الكوّة إلى الأسفل مع بروز الرمال وتحوّلها إلى ألوان نابضة، ثم يملأ صوت الحبيبات المتطايرة أجواء الساحة.
وتظهر الانعكاسات الضوئية المؤثرة كذلك توقيع ظبية جمعة لملح المميز، “الله كريم”.
روح التنوّع الثقافي والتعاون الدولي
وتعرض أعمال الفنّانات على سطح مداره 360 درجة بدقة عالية ومؤثرات صوتية باهرة، وتجسّد قوة الروابط التي توحد العالم وأهمية الفن في مد جسور التواصل بين الأفراد والثقافات المختلفة.
كما تجسّد أيضاً روح التنوّع الثقافي والتعاون الدولي التي تتمتع بها دبي، والتي كانت دائماً العنصر الأساسي في نسيج دبي ونجاحها وتطورها.
وتمثل أيضاً رسالة إلى الأجيال القادمة يتم توصيلها من خلال اللغة المشتركة للفن والجمال والأمل.
الأعمال الفنية والتركيبات الضوئية
هذا ويضيء مهرجان “ضيّ دبي” ساحة الوصل كذلك بسلسلة من الأعمال الفنية والتركيبات الضوئية للفنّانين الإماراتيين مطر بن لاحج، المعروف بتصميم الخطوط على واجهة متحف المستقبل، والفنانة الرائدة الدكتورة نجاة مكي الحائزة على الوسام الفرنسي للفنون والآداب، وأحد مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية الدكتور محمد يوسف، والمصمم عبدالله الملا الذي شارك في بنيالي لندن للتصميم السنة الماضية، والفنانة متعددة التخصّصات ميثاء حمدان، والمصمم المعروف خالد الشعفار والفنانة التشكيلية الشهيرة ريم الغيث.