خبير آثار يرصد معالم مبانى فريدة بطور سيناء بنيت بالكامل من الحجر المرجانى
القاهرة "المسلة" …. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن تل الكيلانى المشرف على ساحل خليج السويس بطور سيناء يضم منازل فريدة بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية لتوفرها بكثرة فى هذا الموقع وقد دخلت هذه الأحجار فى أبنية عديدة بسيناء منها الموقع الخاص بخدمات ميناء دهب البحرى الذى يعود لعصر الأنباط بسيناء القرن الثانى والأول قبل الميلاد وكذلك فى بناء قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا التى تعود لعام 566هـ / 1170م وقلعة نويبع التى تعود لعام 1893م ولكنها استخدمت على نطاق واسع بمنازل الكيلانى ومنها استمدت تفردها فى سيناء ومصر كلها.
ويضيف د. ريحان أن منازل الكيلانى بنيت فوق الموقع القديم للفرضة البحرية الخاصة بميناء الطور من العصر المملوكى (المكان الخاص لخدمة الميناء) واستخدمت هذه المنازل لسكن عمال الميناء فيما بعد والصيادين وأسرهم حتى تم إخلاؤهم منها عام 2000 وذلك بعد تسجيل الموقع كتل أثرى بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1150لسنة 1996 وتعويضهم بمساكن بالكيلانى الجديدة واستخدمت بعض المنازل قديما قناصل للدول الأوربية وقد تم هدم المنازل المتهالكة تماماً لتسهيل أعمال الحفائر التى قامت بها البعثة اليابانية بالتل تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية للكشف عن الفرضة البحرية لميناء الطور القديم وتم الإبقاء على ثمانية منازل حالتها جيدة هناك خطة لترميمها وتطويرها.
.jpg)
ويوضح د. ريحان أن منازل الكيلانى هى أول منازل بنيت فى مدينة الطور لذلك فمن المرجح أن بناء هذه المنازل قد ارتبط باستخدام أهالى الطور لأحجار قلعة الطور المندثرة الآن فى بناء هذه المنازل عام 1242هـ / 1826م وهو تاريخ بناء منازل الكيلانى فى عهد محمد على (1805- 1848م).
ويتابع د. ريحان بأنه حين زيارة نعوم شقير صاحب كتاب تاريخ سيناء للموقع عام 1905 ذكر أنه كان بجنوبى مدينة الطور قلعة قديمة فوق البحر من بناء السلطان سليم أدركها الخراب منذ عشرات السنين فاستخدم الأهلون حجارتها لبناء منازلهم وقد اعتمد شقير على أحاديث أهل الطور فى ذلك الوقت الذين أخبروه بأن الأهالى قاموا باستخدام أحجار القلعة فى بناء منازلهم منذ عشرات السنين مما يؤكد بناء المنازل عام 1242هـ / 1826م.
ويشير د. ريحان إلى طريقة بناء المنازل باستخدم المداميك مع ملئ الجدار من الداخل بالأحجار الصغيرة والطفلة البحرية وقطع الأخشاب الصغيرة وذلك لزيادة تماسك الجدران والأسقف من العروق الخشبية الأفقية التى تستند على الجدران وتغطى بألواح خشبية أو حصير ثم بالطفلة بعد تسويتها ليوضع فوقها البلاط الخاص بأرضية الدور العلوى كما استخدمت الطريقة المعروفة فى المبانى التى بنيت فى عهد محمد على من تدعيم الجدران بألواح طولية من الخشب لزيادة تماسكها.
