مواجهة كارثة الطائرة .. «بخلية أزمة» وليس «بالهمبكة» بقلم جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
ما أقدمت عليه بعض الدول كرد فعل لحادث الطائرة الروسية رغم كل الشكوك أمر طبيعي فرضته فرضية إسقاطها بعمل إرهابي <
الضربة التي تلقتها السياحة الوافدة والمتمثلة في كارثة سقوط الطائرة الروسية ليست بأي حال عادية. ان أثارها موجعة وتداعياتها قوية وشديدة الوطأة علي هذه الصناعة التي أصبحت من ركائز الاقتصاد القومي علي مدي السنوات العشرين الماضية.. هذا الواقع الأليم كان يجب أن يحظي بالفهم والإدراك اللازمين لما له من انعكاسات اقتصادية واجتماعية بعيدة المدي. معالجة الموقف من وجهة نظرنا كانت تحتم أن يأتي تحرك الدولة في مواجهة هذه الكارثة وفق مسارين متوازيين. المسار الأول خاص بالتحقيقات وإجلاء كل ما يتعلق بملابسات الحادث إيجاباً أو سلباً والاجتهاد بمعاونة الأطراف الدولية لكشف الأسباب الحقيقية لوقوعه وإعلان النتائج التي يتم التوصل إليها.
> > >
أما المسار الثاني فهو قضية داخلية تتعلق بما يفرضه علينا هذا الموقف المأساوي من تحركات وإجراءات للحد من الخسائر التي سوف تصيبنا نتيجة قيام بعض الدول بسحب سائحيها وتحذيرهم من زيارة مصر.
ما أقدمت عليه هذه الدول رغم ما يحيط به من شكوك وريبة فإنه يأتي في السياق الطبيعي عند الأخذ بفرضية أن يكون إسقاط الطائرة قد تم بعمل إرهابي أيا كان. لقد كنت أتوقع فيما يتعلق بهذا المسار الثاني والخاص بالمعالجة المحلية للآثار المدمرة التي كان مؤكدا أن تتعرض لها صناعة السياحة. أن يسرع رئيس الوزراء بتشكيل خلية أزمة وزارية لبحث المتطلبات العاجلة للتخفيف والحد من هذه الآثار علي السياحة وعلي العاملين فيها. هذه الخلية وعلي سبيل المثال كان يجب أن تضم وزراء الخارجية والدفاع والسياحة والداخلية والمالية والطيران ومحافظ البنك المركزي ومعهم رئيس اتحاد الغرف السياحية. إن أهم ما يجب أن تستهدفه هذه القرارات الصادرة عن هذه اللجنة أن تتسم بالشجاعة وأن تكون ملزمة جوهرها روح التعاون والتنسيق والتخلي عن سياسات الجُزر المنعزلة.
> > >
إن هول أزمة كارثة الطائرة وما سوف يترتب عليها يفرض أن تكون حقيقة الموقف معلومة للجميع في هذه الدولة. علينا أن نؤمن بأنه لا يمكن الخروج من هذا المأزق بالرأي الواحد أو «بالفهلوة والهمبكة» وإطلاق تصريحات الشو الإعلامي التي لا فائدة من ورائها. لابد أن تتسم تحركاتنا بالعقلانية والتأني والوعي السياسي والفهم السياحي الحرفي الذي يحتم علينا الاستعانة بالخبرة العالمية المدفوعة الثمن.
إن حادثة سقوط طائرة شرم الشيخ ليست الأولي في العالم ولن تكون الأخيرة.. ولكن خطورة ما أحاط بهذا الحادث .. دخوله دائرة الصراعات والاستقطابات السياسية الدولية.