الخبير السياحى لطفى أبوزيد فى حوار لـ (المسلة):مشاكل قطاع السياحة المصرى لم تتغير منذ 40 عاماً ..والصناعة هامشية عند الحكومة
• المطالبة بتشكيل لجنة لإدارة الأزمات ..والبحث عن حلول خارج الصندوق
• سياسة ضرب أسعار الفنادق تحرقها ولن تشفى منها ولو بعد حين!!
• نسعى لمساندة المناطق المتأثرة بالإنحسار بتشجيع السياحة الداخلية
• 20% زيادة فى أسعار برامج العمرة بسبب إرتفاع سعر العملة والمغالاة فى الطيران والخدمات بالسعودية
حوار: سعيد جمال الدين
"المسلة" ….. «المشاكل نفسها التى يعانى منها القطاع منذ 40 عاماً لم تتغير.. نحن فى نهاية 2015 ولا حلول مبتكرة توقف النزيف»، هذا ما أكده الخبير السياحى لطفى أبو زيد رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات النهار للسياحة عضو الجمعية العمومية لإتحاد الغرف السياحية لـ بوابة السياحة العربية "المسلة" الذى أكد أن المشاكل الحالية التى يعانى منها القطاع السياحى لم تتغير وتزداد تعقيدا وتشابكا مع غيرها من المشاكل.
بحسب أبو زيد فقد أكد أن القطاع يعانى تهميشا من صانع القرار الإقتصادى على مدار السنوات الماضية، فلا يتم النظر إليه الا كأحد مصادر الجباية التى توفر دخلا للدولة.
ويرى أبو زيد أن الأزمات التى يعانى منها القطاع السياحى فى الوقت الحالى ليست جديدة، ولكنها تفاقمت بشدة لطول فترة الانخفاضات فى الأعداد السياحية الوافدة لمصر، مشيراً إلى أن هذه الأزمات تتطلب من العاملين البحث خارج الصندوق مع ضرورة تشكيل لجنة أزمات مهمتها إيجاد حلول للمشاكل التى تعترض سير القطاع.
وقال لطفى أبو زيد عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ووكالات السفر إنه لا يمكن أن يعمل القطاع السياحى بنفس المنظومة التى كان يعمل بها خلال الستينيات والسبعينات، فنحن اليوم أمام واقع جديد بمنظومة عالمية متشابكة تتطلب التعامل بتكنولوجيا العصر.
وذكر أبو زيد أن العمل السياحى العالمى تغير بالكامل على مدار السنوات العشر الأخيرة ولابد من أن تتغير تلك القوانين التى تنظم السياحة المصرية فى ظل المنافسة الشرسة التى تواجهها من دول بالمنطقة.
ويرى لطفى أبو زيد ، أن الوقت الحالى أفضل وقت لصياغة مطالب القطاع، والعمل على إيجاد حلول لها، مشيراً إلى من أكثر المشاكل التى تفاقمت بشدة على مدار الفترة الأخيرة انهيار سعر الخدمات السياحية مقارنة بالدول المجاورة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات النهار للسياحة «أنه لا يمكن أن تباع الغرفة فى مصر بـ35 دولار وفى إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية بما يتجاوز 350 دولاراً.. نحن نصاب بالإحباط من هذه الفروقات الكبيرة فى الأسعار».
ويطالب أبو زيد بأن يتم الاتفاق على ألا تبيع الفنادق فئة 5 نجوم خدماتها السياحية بأقل من 100 دولار بالنسبة للفرد فى الليلة.
كما يطالب أيضاً بضرورة وضع حد أدنى لسعر الخدمات السياحية فى الوقت الحالى بأنه بالفعل قد أصبح ضرورة كبيرة على الرغم من أن ذلك يعد تدخلاً فى سياسة العرض والطلب التى تحكم السوق السياحى ولكن الضرورة تبيح ذلك ولابد من تدخل وزارة السياحة بنفسها فى ذلك.
أعلن أبو زيد رفضه لما نقوم به بعض الفنادق من حرق الأسعار من أجل كسب المزيد من السائحين والإستجابة للضغوط التى يمارسها منظمى الرحلات والوكالات السياحية لتقديم المقصد السياحى المصرى بسعر رخيص ، وهو الأمر الذى سيكون عائقاً فى إعادة العمل بالأسعار العادية العالية حالة عودة السياحة لأدراجها .. وهو ما يتطلب لسنوات من أجل إعادة هذا التوازن السعرى .
ودعا لطفى أبو زيد ضرورة تدخل وزارة السياحة إلى أن السياحيين أنفسهم فشلوا مرات عديدة فى وضع اتفاق جنتلمان خاص بوضع حد أدنى لسعر الخدمات السياحية.
من جانب أخر أعلن " لطفى على أبو زيد " رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات النهار للسياحة عضو الجمعية العمومية لإتحاد الغرف السياحية أن المجموعة تقوم حالياً بالتفاوض مع عدد من الفنادق ذات الأربعة والخمسة نجوم فى مناطق مصر السياحية المختلفة مثل الأقصر وأسوان شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم ورأس سدر والعين السخنة للحصول على أسعار مخفضة لتنظيم رحلات إلى هذه المناطق فى أجازة منتصف العام الدراسى بحيث تكون هذه الرحلات عائلية يمكن من خلالها التعرف على ما تتمتع به مصر من مقومات سياحية رائعة .
قال أبو زيد أن الشركة تعمل على تنشيط السياحة الداخلية من خلال تنظيم هذه الرحلات التى تدفع بزيادة نسبة الإشعال الفندقى فى هذه المناطق التى تعانى من إنحسار سياحى عليها منذ ثورة يناير 2011.
أضاف رئيس مجموعة النهار السياحية أنه يجب أن تقوم الشركات السياحية بتنظيم رحلات تواكب متطلبات المواطن المصرى البسيط الذى يرغب فى التعرف على حضارات بلاده والتمتع بما حبا مصر من مقومات سياحية متميزة ، داعياً الشركات العاملة فى السياحة الخارجية والتى تقوم بتنظيم رحلات سياحية للخارج مثل تركيا واليونان ولبنان وغيرها من الدول الأخرى لدعم الإقتصاد القومى وتوجيه بوصلة هذه الرحلات للداخل لما يعود على الإقتصاد القومى بالنفع وكذلك الحفاظ على العملة الأجنبية من تصاعدها أسعارها نتيجة التكالب عليها جراء المشاركة فى هذه الرحلات أو شراء الهدايا منها .
أكد لطفى أبو زيد إن المرحلة الحالية تتطلب منا دعم الإقتصاد المصرى وجلب المزيد من الحركة السياحية الوافدة ومساندة وزارة السياحة فى الحملات التنشيطية والترويجية والتسويقية للسياحة المصرية بالخارج ، مشيراً إلى أهمية المشاركة فى المعارض والبورصات والملتقيات السياحية فى هذه الدول لعرض المنتج السياحى المصرى .
قال أبو زيد أن مجموعة النهار السياحية تنتظر إنتهاء اللجنة العليا للسياحة الدينية والتى تضم أعضاء ممثلين عن الوزارة وغرفة الشركات السياحية من إعداد الضوابط الخاصة برحلات العمرة ، مشيراً إلى إنه من المنتظر إرتفاع أسعار برامج رحلات العمرة للعام الجديد 1437 هـ، بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 %، مقارنة بالعام الماضى.
أشار أبو زيد إلى الأسباب وراء هذه الزيادة التى تشهدها رحلات العمرة فى مقدمتها الإرتفاع الواضح فى أسعار العملات الأجنبية مثل الريال السعودى أو الدولار الأمريكى ، إلى جانب الإرتفاع الكبير فى أسعار الخدمات المقدمة من مؤسسات العمرة السعودية وبالتبعية الفنادق ودور الإقامة بمكة والمدينة ، وكذلك الإرتفاع الذى تشهده أسعار تذاكر الطيران بالرغم من إنخفاض أسعار البترول عالمياً من بينها سعر تذكرة الطيران الذى بلغ تقريبا 2800 جنيه بدلا من 2300 جنيه العام الماضى .