اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

السياحة البوليوودية في عقر دارها

السياحة البوليوودية في عقر دارها

 

مومباي ….مساء الأحد الماضى ، كانت مجموعة من السائحين الأميركيين تقف لمدة ساعتين خارج منزل نجم بوليوود أميتاب باتشان في جوهو. وحرص الكثيرون منهم على التشارك مع أقارب وأصدقاء في صور لمنزل النجم الهندي عبر «سكايب» و«فايبر».

 

كان السائحون في جولة لهم داخل بوليوود لإلقاء نظرة على عالم بوليوود الساحر. المعروف أن «بوليوود» هو الاسم الذي أطلق على صناعة الأفلام الهندية داخل الهند. وبعد أن ظلت بوليوود الشقيقة الصغرى لهوليوود على امتداد عقود، انطلقت بوليوود إلى الساحة العالمية واكتسبت متابعين وعشاقا عبر مختلف الدول والثقافات.

 


في الواقع، مثلت بوليوود عامل تأثير فاعلا نجح في إحياء الأفلام الغنائية في هوليوود. ويشير مصطلح «سياحة بوليوود» إلى رحلة ترمي لتعريف الزائر بصناعة بوليوود التي تتخذ من مومباي مقرًا لها. وتتضمن الرحلة زيارة مواقع تصوير الأفلام، ومواقع تحميضها، واستوديوهات التصوير وما إلى ذلك. وإذا حالفك الحظ كزائر، فإنك ربما تلتقي نجومك المفضلين في بوليوود.

 

وعليه، فإنه إذا كنت من عاشقي بوليوود، سيكون لزامًا عليك القيام بهذه الجولة. ومن شأن هذه الجولة تعريفك بتدريبات الغناء والرقص وتصوير لقطات الأكشن ومواقع التصوير، بجانب لقاءك بالمشاهير والنجوم والتعرف على الخدع البصرية والصور المتحركة والماكياج والتحميض والموسيقى والدعاية وكل ما يتعلق بصناعة الأفلام.

 

خلال زيارته الأخيرة هو وأطفاله لمومباي، قال فرحان إيراني: «على مر السنوات، زرنا جميع المناطق السياحية، وكنا في حاجة شديدة لمشاهدة شيء جديد». وبالفعل، عثر إيراني، صاحب الأصول الهندية الذي نشأ ويعمل في الولايات المتحدة، بالصدفة على إعلان عن رحلة يعد بتمكين المشتركين من اختلاس النظر إلى داخل عالم بوليوود السحري. وبالفعل، قضت الأسرة بضعة أيام في حالة انبهار خلال تجولها بين الاستوديوهات ومشاهدة النجوم. وقال إيراني: «حضر ابني دورة لتعليم الرقص، بينما شاركت ابنتي في دورة مختصرة حول كيفية ارتداء الساري، وشاهدت زوجتي تصوير أحد أعمال بوليوود».

 

من بين الخيارات المتاحة المشاركة في جولة بين منازل نجوم بوليوود، التي تمكنك من الاستمتاع بمعاينة المنازل الفارهة لبعض نجوم بوليوود. وبطبيعة الحال، لا تتضمن الجولة دخول هذه المنازل، لكن من يدري ربما يحالفك الحظ وترى نجمك المفضل أثناء وقوفه في شرفة منزله! في كل الأحوال، لن يكون من السيئ إمتاع ناظريك بمشاهدة المنازل التي تضم روح وجسد نجمك المفضل.

 

إحدى الجولات التي شاركت بها بدأت بزيارة منزل شاروخان، نجم بوليوود، ثم مضينا لمشاهدة منزل معشوقة الهند، ريخا، ثم منازل أمير خان ورانبير خان وسلمان خان. أعتقد أن أكثر من نصف نجوم بوليوود يعيشون بمنطقة باندرا في مومباي.

 

ورغم أني في بادئ الأمر كنت أعتقد أن زيارة منازل النجوم السينمائيين لن تثير اهتمام سوى الأجانب، فإنه لدى زيارتي فعلاً لمنازل نجوم بوليوود اكتشفت عدم صحة ذلك، ويرجع الفضل في ذلك إلى المرشد المسؤول عن الرحلة، ذلك أنه بذل جهدًا كبيرًا في سرد قصص ونوادر عن نجوم بوليوود على امتداد الجولة.

 

في بلد يضفي على نجومه من فناني بوليوود هالة من القدسية، فإن زيارة المكان الذي تحيا فيه هذه النجوم يمثل تجربة لها أهميتها الخاصة.

 

في إحدى الجولات، ظلت مجموعة من السياح القادمين من دبي جالسين في صبر داخل حافلتهم لساعات خارج منزل سلمان خان الفخم على أمل اختلاس نظرة من نجمهم المعشوق. ورغم أن سلمان لم يظهر، فقد ظهر والده وشقيقته، واتصل السائحون بأصدقائهم هاتفيًا ليلقوا على مسامعهم تفاصيل هذه التجربة.

 

منذ كتابة النص وصولاً إلى مرحلة التصوير، تتيح الجولات التي يجري تنظيمها داخل بوليوود إمكانية إلقاء نظرة سريعة على عملية صناعة الأفلام الهندية والمسلسلات والإعلانات، مع توافر مرشد على دراية جيدة بالجوانب الفنية. وخلال الجولة، تتعرف على الجوانب التاريخية والفنية والإبداعية لصناعة الأفلام في الهند.

 

وتتضمن الجولات السياحية في بوليوود ثلاثة عروض مختلفة – جميعها تبدأ من اللحظات الأولى لصناعة الأفلام حتى المرحلة النهائية لإنجازها. وتنتمي هذه العروض لجهات حكومية وأخرى خاصة.

 

في هذا الصدد، قال فكرام ماكاندار الذي تتولى شركته «فكرام برودكشنز» تنظيم جولات للهنود غير المقيمين بالبلاد والأجانب: «لقد تحولت بوليوود الآن إلى اسم تجاري عالمي وفتحت الطريق أمام مجالات تجارية أخرى. وتلقينا استفسارات من هنود غير مقيمين وأجانب حول مدى إمكانية الزواج داخل أماكن التصوير». يذكر أن الشركة تتولى كذلك تنظيم حفلات عشاء وزواج تحمل الطابع المميز لبوليوود.

 

 

وتتراوح تكلفة الجولات ما بين 70 و150 دولارا أميركيا للفرد عن رحلة تستمر يومًا. واستطرد فكرام موضحًا أن «غالبية الرحلات يجري تعديلها حسب رغبات الفرد، فبعض الناس يرغبون في مشاهدة تصوير فيلم أو مسلسل من البداية إلى النهاية، بينما يفضل آخرون التسوق وشراء ملابس وتذكارات تحمل طابع بوليوود».

 

على امتداد قرابة 40 عامًا، لم يتم السماح سوى للنجوم وأفراد أطقم العمل بالمرور من خلال البوابات ودخول مواقع التصوير والاستوديوهات. وفي العام الماضي فقط، تقرر فتح مركز صناعة الأفلام الهندية الذي يشهد مولد مئات الأفلام منذ تأسيسه عام 1978 أمام السائحين.

 

ويعد «فيلم سيتي» واحدًا من أكبر استوديوهات الهند، حيث يمكن فيه تصوير مشاهد داخلية وخارجية، ومن بين الديكورات الثابتة به ديكورات لكنيسة ومعبد ومحكمة، بل وجسر.

 

ولدى الوصول إلى مجمع «فيلم سيتي»، يتلقى الزائر مقدمة موجزة حول نشأة وتطور صناعة الأفلام الهندية التي أنتجت أكثر من 67.000 فيلم في 30 لغة على الأقل! كما يتعرف على حقبة الأفلام الصامتة.

 

بعد ذلك، يرافقك المرشد إلى الكثير من مواقع تصوير الأفلام، حيث تعاين تصوير مشاهد الأفلام أو المسلسلات أو الإعلانات، حسب يوم الزيارة. وربما يحالفك الحظ وتنال فرصة الحصول على صورة مع نجوم التمثيل أنفسهم! ويعتمد ذلك على موافقة النجم نفسه. أما إذا كانت عملية التصوير سارية، فسيسمح لك بالمشاهدة من مسافة معينة كي لا يتعرض طاقم العمل لتوتر.

 

من جهته، قال باراغ جين ناينتيا، المدير الإداري لشركة «ماهاراشترا توريزم ديفلبمنت كوربوريشن»، التي تتولى تنظيم جولات سياحية داخل بوليوود: «بوليوود واحدة من أكبر صناعات الأفلام في العالم، ويفد الناس لرؤيتها ليس من مناطق قاصية داخل الهند فحسب، وإنما أيضًا من الخارج وذلك لمجرد اختلاس نظرة من نجومهم المفضلين وذلك بالانتظار أمام منازلهم، بل والانتظار أحيانًا لأيام. وخلال عروضنا الجديدة، ننقل السائح في جولة ليس حول أماكن سكن النجوم فحسب، وإنما أيضًا داخل أماكن تصوير الأفلام والمسلسلات، بحيث يصبح بمقدورهم معاينة أعمال التصوير مباشرة، وإذا حالفهم الحظ قد يروا نجومًا داخل مواقع التصوير».

 

من ناحية أخرى، قال هاريش كيل، مدير شركة «بوليوود توريزم» التي تتخذ من مومباي مقرًا لها: «لقد تعاونا مع عدد من الشركاء داخل صناعة الأفلام الهندية بهدف دفع هذا المشروع قدمًا. ونظرًا لعدم إمكانية دخول زائرين من تلقاء أنفسهم إلى الاستوديوهات، فإننا نوفر فرصة نادرة لمعاينة بوليوود على نحو لم يره أحد من قبل».

 

أما إذا كنت ترغب في المشاركة في أحد أفلام بوليوود، وليس مجرد المشاهدة، فإن هذا الحل في نطاق الممكن، حيث إن هناك طلبا مستمرا على الأجانب داخل بوليوود للظهور في أدوار ثانوية. وأسهل طريقة لتحقيق ذلك هو الوجود حول جسر كولابا في مومباي، تحديدًا المنطقة المجاورة لليبولد كافيه. وإذا التحقت بهذا العمل، توقع العمل لفترات طويلة وكثير من الانتظار وستتقاضى ما بين 30 و50 دولارًا في اليوم.

 

وسعيًا للنجاح في خضم منافسة قوية، لجأت بعض شركات السياحة لطرق مبتكرة لجذب السائحين، مثل «بوليوود توريزم» التي نظمت ذات مرة برنامجًا لمدة يومين لـ70 سائحًا فرنسيًا قاموا في إطاره بحفظ نص أحد الأفلام وطلب منهم تمثيله. وجرى تصوير الفيلم بالفعل وتوزيع تسجيلاته على المشاركين.

نقلا عن الشرق الاوسط

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled