Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

السلطات حريصة على إنجاح موسم السياحة

السلطات حريصة على إنجاح موسم السياحة

 

تلمسان …. تشهد شواطئ ولاية تلمسان، لاسيما تلك الواقعة على الشريط الحدودي، إقبالا غير مسبوق للسباحين الذين يبدون أنهم كانوا ينتظرون نهاية شهر رمضان للالتحاق مجددا بالبحر، سواء تعلق الأمر بشاطئ مرسى بن مهيدي وموسكاردا 1 و2 أو بيدر ورماله الذهبية أو معروف أو شاطئ أولاد بن عايد بسوق الثلاثاء أو وادي عبد الله بالغزوات أو سيدي يوشع أوتافسوت بهنين واقلة ببني خلاد… فإنه يصعب تمييز لون الرمال لكون الشواطئ امتلأت بأنواع الشمسيات ذات الألوان المتنوعة.

 

ويتعين القول إن موجة الحر الشديد التي تجتاح ولاية تلمسان منذ بضعة أيام وأماكن أخرى عبر الوطن، تعد عاملا محفزا بالنسبة للمواطنين القاطنين بالمدن الساحلية وحتى بالنسبة لأولئك القاطنين بالمدن الداخلية الذين يتوجهون إلى هذه المدن بعد قطع مسافات طويلة، لا لشيء سوى للتمتع بالسباحة.


كما يبدو أن عمليات التهيئة والتزيين الواسعة التي تم القيام بها عبر الشواطئ المسموحة للسباحة خلال هذه السنة بولاية تلمسان، ساهمت أيضا في هذا التوافد الكبير.في هذا الشأن يقول محمد، الذي قدم بمعية زوجته وأبنائه الثلاثة من ولاية أدرار إلى شاطئ بيدر، "لقد أعيد تجديد شكل الشواطئ وأضحت جذابة أكثر، مما يحفز على قضاء عطلة مريحة على شاطئ البحر". في أعربت زوجته، التي تبدو جد سعيدة لكون زوجها مكنها بمعية أبنائها من التمتع بالهواء المنعش وزرقة البحر، عن تفضيلها شواطئ تلمسان. وتعترف ذات السيدة الشابة بالقول، "تعد هذه المساحة العذراء من ساحل بيدر والمناظر الطبيعية الرائعة لهذه المنطقة من الوطن فريدة من نوعها حتى وإن كانت شواطئ أخرى ليست بالسيئة، لكن ماذا عساي أن أقول لقد أضحت تلمسان ومنذ عدة سنوات تمارس علينا سحرا لا يقاوم".

 

فيما يقول جارهم في الشاطئ أحمد، المنحدر من النعامة لـ المحور، إن ّالشواطئ الرائعة لمدينه تلمسان فريدة من نوعها، لكون زائرها يتمكن من التمتع بالبحر ولكن أيضا بالغابة القريبة منه بكل أمان، فمنذ يوم السبت المنصرم أصبح ينصح بالاستيقاظ مبكرا للبحث عن مكان مناسب بشواطئ المنطقة الممتدة على مسافة 74 كلم.

 

هذه هي المناطق الأكثر استقطاباً في تلمسان

 

تعتبر شواطئ الجهة الغربية أكثر المواقع جذبا للسياح، حيث تعتبر مناطق مرسى بن مهيدي بشواطها الثلاثة وكذا بيدر بمسيردة ومرسى أولاد بن عايد بسوق الثلاثاء، أكثر المواقع استقطابا للسياح، خاصة بفعل جمال المنطقة من جهة والاهتمام الكبير الذي تعرفه هذه المناطق من جهة أخرى، خاصة وأن شاطئ مرسى بن مهيدي وموسكاردة وعين عجرود ومعروف تحولت إلى مواقع تعدى صداها الحدود، حيث استقطبت السنة الماضية ما يزيد عن 5 ملايين مصطاف من مختلف مناطق الوطن وحتى من أوروبا. وكانت منطقة مرسى بن مهيدي، المعروفة عالميا، تستهوي قيادات ووزراء من الجهاز الحكومي، على غرار عبد العزيز بلخادم والطيب لوح، حيث يفضلون زرقة البحر الجزائري المحاذي لمنطقة السعيدية المغربية، كما عملت السلطات على توفير كافة اللوازم للتكفل بالمصطافين بهذه المناطق التي تعد ذخرا للاقتصاد بهذه المناطق. كما تم توفير كافة الضروريات للسياح الذين ينقسمون، فمنهم من يفضلون السباحة بالشواطئ والتجول في البحر في الزوارق التي رست في ميناء التسلية الذي تم إقامته بالمنطقة والذي ساهم في توسيع السياحة بالإقليم الغربي للولاية والذي يبقى ناقصا من حيث الهياكل الخاصة بالاستقبال، بفعل فشل مشروع القرية السياحية الذي كان مبرمجا سنة 2007 بمنطقة بيدر، ما أرغم السكان على كراء منازلهم للمصطافين صيفا.

 

إقبال كبير على شاطئي سيدي يوشع وأولاد عبد الله بالغزوات


تزخر المناطق الشرقية من الولاية أيضا بعدة شواطئ ساحرة ذات مناظر خلابة، من بينها شاطئ سيدي يوشع ببلدية يغموراسن بدائرة الغزوات، هذا الشاطئ الذي يبعد عن مقر الدائرة بحوالي 15 كلم أصبح يستقطب عشرات الآلاف من المصطافين الذين وجدوا راحتهم فيه لتميزه بمناظر طبيعية خلابة. وإلى فترات سابقة كان الشاطئ مقتصرا على عائلات محدودة وأبناء المنطقة فقط، إلا أنه بعد ذلك أصبح قبلة لعشرات الآلاف من المصطافين من ولاية تلمسان والولايات المجاورة، خاصة العائلات المغتربة التي تقصده، لما تمتاز به المنطقة وأهلها المضيافون والتي تمتد جذورها في عمق التاريخ المعروفة بشموخ رجالها وبساطتهم والمحافظة على تقاليدها العريقة.

 

وبحسب بعض المصطافين الذين أكّدوا لنا أن هذا الشاطئ مُميز وهو محاط بالمنازل و"البانڤالوهات" والمقاهي ومحلات بيع المثلجات تقابلها مياه البحر الزرقاء الصافية خاصة عند غروب الشمس، أنه يشكل لوحة فنية ساحرة يعز عليك تركها. أما إذا جلست على صخورها الواقعة على أطراف الشاطئ الموشحة بأعشاب البحر، ينتابك شعور خاص لا مثيل له يبعث فيك الهدوء والطمأنينة وينسيك هموم وأعباء العمل، وما جعل من هذا الشاطئ قبلة للعائلات هو توفر الأمن بفضل رجال يسهرون على راحة المصطافين، توفر النقل بنسبة كبيرة، ولحد الآن لم تسجل أي ضحية وهناك طاولات بيضاء وزرقاء متناثرة أمام مياه الشاطئ وزرابي على رماله الذهبية. وبحسب العائلات، فإنهم يفضلون هذا الشاطئ على عدة شواطئ أخرى زاروها من قبل، لأنه يجمع عدة عائلات تعيش الهدوء وتعرف قيمة البحر والاصطياف، وأيضا بساطة أهل البلدة زادت من روعة السكان. لكن وللأمانة فإن بعض الوافدين اشتكوا كثيرا من عدم نظافة المكان، مثل المواسم الماضية، وهو ما يستدعي تضافر الجهود للقضاء على هذا المشكل الذي يقلل نوعا من سحر وجمال الشاطئ.

 

شاطئ أولاد عبد الله يفك الضغط عن شاطئ سيدي يوشع


وبالغزوات تم فتح شاطئ أولاد عبد الله، الذي فك الضغط على شاطئ سيدي يوشع، حيث أصبح المقصد الرئيسي لسكان الغزوات. وبعد أن كان مقصد العائلات في سهرات رمضان الفائت، تحول اليوم إلى قطب أساسي لاستقبال المصطافين.

 

وببلدية هنين ورغم فقدانها لشاطئ المدينة الذي تحول إلى ميناء للصيد البحري، إلا إن إعادة فتح شاطئ تافسوت بعد ثلاث سنوات من الغلق، أعاد الطمأنينة للسكان وتحولت المدينة إلى مزار للسياح، خاصة وأنها تمتاز بمزج ما بين التاريخ وبقايا الحضارات المترامية على ميناء المدينة، الذي كان يربط شمال إفريقيا بجنوب أوروبا وأدغال افريقيا عبر طريق الملح الشهير، وكذا زرقة البحر التي تعيد موقع بابارجاني وما جاوره. وببني خلاد يلعب شاطئ أقلة دورا فعالا في استقطاب السياح، خاصة العائلات، في حين تبقى الولاية في حاجة لفتح شواطئ أخرى على غرار المخلد وبوخنايس واسترجاع جناحها من شاطئ الوردتانية الذي استحوذت علية ولاية عين تموشنت.

 

قرار مجانية الشواطئ حبر على ورق

 

من جانب آخر، ورغم القرارات الصادرة بشأن مجانية دخول الشواطئ ومنع التخييم، إلا أن هذا لم يطبق، حيث سيطر العشرات من بارونات الشواطئ عليها، خصوصا أصحاب الطاولات والكراسي الذين أرغموا السياح على دفع المبالغ المالية مقابل التمتع بالبحر. كما عادت الخيم الفوضوية لتزيّن الشواطئ بديكور غير مرغوب وهو ما شوش على المنطقة التي فقدت بعض مناطق التخييم على غرار مركز الغابة الصغيرة بمرسى بن مهيدي ومركز التخييم بأولاد بن عايد التي قلصت محطة تصفية المياه من الجانب الشرقي للشاطئ، لكنه بقي يستقطب آلاف السياح.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله