الجزائر تمنع أفراد الشرطة من السفر للسياحة إلى تونس
الجزائر "المسلة" ….. منعت المديرية العامة للأمن الوطني عناصر الشرطة بمختلف الرتب والأعوان شبه أمنيين من التوجه إلى تونس لقضاء العطلة السنوية لأسباب مرتبطة باضطرابات الوضع الأمني.
ويأتي الإجراء في وقت تشهد فيه تونس تصعيدا غير مسبوق في النشاط الإرهابي حسب تصريحات مسؤولين حكوميين أجمعوا على أن "كتيبة عقبة بن نافع التي تتخذ من الشريط الحدودي منطلقا لعملياتها تشكل أكبر خطر أمني يحدق بالبلاد".
وعلمت "البلاد" أن هيئات أمنية أخرى تكون قد اتخذت التدابير نفسها لحماية أعوانها والمنتسبين إليها خارج الأنشطة الرسمية وتنقلات الوفود خلال الزيارات المبرمجة.
وذكر مصدر أمني عليم أن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل قد أصدر تعليمة استعجالية تضبط عطل المنتسبين لسلك الشرطة وإرسالها إلى مديريات الأمن الولائية والمديريات المركزية والإقليمية والجهوية والمراكز الحدودية.
وأوضح المصدر لـ البلاد أن "المديرية العامة للأمن الوطني تلقت مئات الطلبات المتعلقة بالعطلة السنوية منها ملفات يلتمس أصحابها الترخيص بمغادرة التراب الوطني مثلما جرت عليه العادة، لكن لم يتم الترخيص لأي عنصر لحد الآن عملا بمضمون التعليمة الأخيرة للواء هامل".
وأشار المصدر إلى أن "كافة طلبات المغادرة خارج التراب الوطني تعتبر ملغاة ولم تشمل دولة معينة أو تستثني بلد ما إلى إشعار آخر".
وبما أن معظم طلبات المغادرة تحدد في العادة تونس لقضاء العطلة فقد فهم قطاع واسع من المنتسبين للسلك أن الاضطرابات الأمنية التي شهدتها تونس بعد العملية الإرهابية التي استهدفت سواحا غربيين في مدينة سوسة تكون قد دفعت قيادة الشرطة إلى التراجع عن التراخيص التي سبق أن منحتها للإطارات التي أودعت طلبات مغادرة التراب الوطني خلال موسم الاصطياف.
وعلى صعيد متصل رفعت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي من درجة الاستنفار على طول الحدود المشتركة مع تونس، وصولا إلى الحدود الليبية. ولاحظ سكان المناطق الحدودية في ولايات الطارف وتبسة وسوق اهراس ووادي سوف، بالشرق والجنوب الشرقي، حركة غير عادية لأفراد الجيش الجزائري في الـ24 ساعة الماضية.
وقالت مصادر أمنية محلية إن القيادة المركزية للجيش أعطت أوامر لكل نقاط حرس الحدود، بمضاعفة اليقظة والتصدي لأية محاولة لتسلل إرهابيين من جهة تونس. وتتوقع قوات الجيش، حسب المصادر، اضطرار عناصر إرهابية إلى الهرب باتجاه الحدود تحت ضغط محتمل من جانب قوات الأمن التونسية، على خلفية العمل الإرهابي الذي ضرب منتجع بسوسة، والتي يقصدها المئات من السياح الجزائريين في فترة الصيف.
وأضافت المصادر أن قيادة الجيش أعطت أوامر لفرق الجيش القريبة من الحدود، بتكثيف الدوريات العسكرية والقيام بطلعات جوية ليلا لرصد أية حركة بالمناطق القريبة من الحدود، التي تشهد حركة نشطة لمهربين جزائريين وتونسيين.
وتخشى السلطات الأمنية الجزائرية أن يتسلل إرهابيون وسط هؤلاء التجار غير الشرعيين. وضاعف الجيش الجزائري من درجة التأهب على الحدود منذ قرابة عامة ونصف على خلفية اكتشاف معقل لإرهابيين تونسيين وجزائريين، بجبل الشعانبي قرب الحدود من جهة تونس.
ورفعت سلطات البلدين من مستوى التعاون الأمني، وتشرف قوات الأمن الجزائرية، المتمرسة على محاربة الإرهاب، على دورات تدريبية لفائدة قوات الأمن التونسية بناء على اتفاق بين حكومتي البلدين.