مكتبة الإسكندرية تصدر كتابًا لتعليم الهيروغليفية للأطفال
الإسكندرية "المسلة" …. أصدر مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية كتابًا بعنوان "كلمات من الحياة في مصر القديمة"، تأليف الدكتورة مروة القاضي؛ لتعليم الأطفال والنشء مبادئ اللغة المصرية القديمة والخط الهيروغليفي. والهدف من إصدار هذا الكتاب هو مخاطبة النشء المهتم بالتعرف على الحضارة واللغة المصرية القديمة، وتوفير المعرفة بطريقة مبسطة للمتعة الشخصية، ولاكتساب المعلومات المفيدة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معلوماته وثقافته التاريخية؛ وبالتالي غرس فيه حب الوطن والانتماء الكامل للمجتمع الذي يعيش فيه.
يُعد هذا الكتاب مشاركة من مكتبة الإسكندرية في نشر الاهتمام والوعي الثقافي والحضاري في المجتمع بشكل عام والأطفال بشكل خاص. فكان من الضروري الاهتمام بثقافة الأطفال؛ لأنهم يمثلون ثروة البلاد وطموحاتها المستقبلية، وهم من سيشاركون في البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وصرح الدكتور عصام السعيد؛ مدير مركز الخطوط، بأن الكتاب يبدأ بمقدمة تاريخية عن نشأة اللغة والكتابة المصرية القديمة، وأنواع الخطوط المصرية القديمة خاصةً الخط الهيروغليفي وأشكال العلامات المستخدمة. كما اختارت مؤلفة الكتاب الدكتورة مروة القاضي بعض الموضوعات التي تثير انتباه وتساؤل الطفل؛ مثل مشاهد مختلفة لعناصر البيئة المصرية التي كانت مصدرًا كبيرًا لإلهامه، مع ذكر مفردات تعبر عن أشكال الطبيعة وفصول السنة والاتجاهات الأصلية بالإضافة لذكر العديد من مفردات أسماء الحيوانات ومفاهيمها في فكر المصري القديم؛ ومن أهمها: البقرة، والأسد، والثور، إلخ.
كما يعرض الكتاب لمحات عن حياة المصري القديم اليومية، فضلاً عن إضافة لبعض الكلمات المستخدمة في اللغة المصرية القديمة؛ مثل نماذج من الطعام والشراب، والملابس والمجوهرات، والطقوس الدينية، ووسائل المواصلات المختلفة، بالإضافة للأدوات والألوان التي استخدمها الكاتب المصري القديم.
كما تطرق الكتاب لبعض جوانب الحياة الاجتماعية؛ مثل الأسرة والمنزل والملابس والمجوهرات والأطعمة والمشروبات والأدوات والوسائل والأماكن والمباني والأثاث. كذلك تناول الكتاب الجوانب الاقتصادية للمجتمع المصري القديم كالزراعة، فيذكر بشكل شيق مفردات: مزارع، شادوف، محراث، إلخ. بالإضافة لسرد بعض من أهم المهن والوسائل البحرية والوسائل الزراعية والصناعية المستخدمة. وبالتالي تزداد حصيلة الطفل اللغوية كلما تعمق في قراءة الكتاب، لتزيد من قدرته في التعرف على اللغة، وبالتالي التعرف على الماضي من منطلق مختلف؛ وهو تنمية حصيلته اللغوية تدريجيًّا.
كذلك تمت مراعاة عدة اعتبارات في إخراج الكتاب؛ منها أن تأتي صياغة لغة الكتاب – على الرغم من ثراء فحواه – بطريقة مبسطة غير متكلفة لطيفة تشعر القارئ أن المؤلف يخاطبه. واستخدام الرسومات الشيقة؛ لتوضيح المحتوى العلمي، كما كانت الألوان الزاهية لها دور مهم في تنبيه الذوق الفني لدى الطفل، كعنصر الإثارة والتشويق.