Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

وزيرة التضامن ..وحادث الكرنك والحس السياحى ..ورجل الدولة الذى افتقدناه بقلم :عبدالناصر احمد

وزيرة التضامن ..وحادث الكرنك والحس السياحى ..ورجل الدولة الذى افتقدناه

 

بقلم :عبدالناصر احمد

 


لقد استطاعت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى ان تضرب اروع الامثلة لما يجب ان يكون عليه رجل الدولة هذا المعنى الذى افتقدناه منذ سنوات فقد كانت الوزيرة (وان لقب وزيرة ينتقص من شخصها لما نراه حولنا من وزراء للاسف لايدركون حجم المسئولية حتى المكلفين بها ) موجودة فى الاقصر وقت وقوع الحادث برفقة رئيس البنك الاوروبى للتنمية لتوقيع اتفاق تعاون بين وزارة التضامن والبنك وبدلا من ان تقوم غادة والى بسرعة العودة مع الضيف الى القاهرة عقب وقوع الحادث خوفا من التعرض لاية موقف محرج بسبب الحادث وتداعياته المختلفة.

 
قامت الوزيرة من منطلق مسئولية قومية وحس وطنى ووعى سياحى لايدركه الكثيرين من العاملين فى الحقل السياحى بمرافقة الضيف فى جولة بالمعابد والمناطق السياحية بالاقصر فى رسالة بليغة ارى من وجهة نظرى انها اكثر تاثيرا وترويجا للامن المصرى والسياحة المصرية من مكوكيات وزير السياحة وجولاته الاوربية ومن بيانات الامن والاستقرار التى تصدر من حين لاخر من الجهات المختلفة.


فهذا التصرف من الوزيرة يجب ان يجعلنا نعيد النظر فى حال الحكومة المصرية ويجب فى اى عضو من اعضاء الحكومة سواء وزير او محافظ ان يكون رجل دولة فى المقام الاول وبعد ذلك تاتى الخبرة والمهنية والابداع وغيرها من الصفات التى يحتاج الها المسئول فى الدولة طبقا لتخصصه.

 
ورجل الدولة لمن لايعلم يجب ان يكون لديه القدرة على التصرف السريع طبقا للمواقف المختلفة ويتعامل معها يغض النظر من ان كانت فى حدود اختصاصه ام لا لانه يمثل الدولة المصرية ورمز من رموزها ويجب ان يكون ملما بكافة القضايا التى تهم الدولة وعلى علم بتواجهاتها المختلفة.


فنحن لانريد موظفين تنفيذي فى الحكومة المصرية منغمسين فى تخصصاتهم ومنغلقين عن  بقية  قضايا  الدولة ومجريات الامور التى تفرضها الاحداث الدولية والداخلية فتلك الغلطة التى تعاقبت على كثيرا من الحكومات يجب ان لا تكرر فى الحكومة القادمة فالقيادة فى اى مجال من مجالات الدولة المختلفة تحتاج الى ادوات وامكانيات لايجب ان نحصرها فى التخصص والبعد تماما عن الشخصيات الضعيفة التى لاتملك الا تنفيذ التعليمات.

 

ولعلى استطيع ان اشير هنا لرجال الدولة الذين عاصرتهم وتعاملت معهم بصفتى متخصصا فى الكتابة فى مجال السياحة منذ اكثر من 20عاما واذكر منهم وعلى راسهم كل من الدكتور ممدوح البلتاجى الذى نتمنى له الشفاء من الله عز وجل فى تلك الايام المباركة و فؤاد سلطان اطال الله عمره  فلم يكن اى من الرجلين متخصصا فى مجال السياحة اوعاملا بها ولكنهما هما ولا احد اخر اللذان ارسيا قواعد السياحة المصرية.


 
فالوزير فؤاد سلطان هو من اسس السياحة الشاطئية فعندما تولى المسئولية كانت مصر عبارة عن زيارة المرة الواحدة فى العمر ولم يكن هناك مناطق سياحية سوى الاثار فى الاقصر واسوان والاهرامات بالجيزة  فلولا فؤاد سلطان لم تكن هناك مناطق مثل الغردقة وشرم الشيخ وغيرها فقد نحت فؤاد سلطان فى الصخر وواجه الكثير من التحديات من مسئولين فى الدولة وانهالت عليه الانتقادات من ان ما يقوم به مغامرة ومن الذى سيذهب الى الصحراء القاحلة لكى يستثمر ولانه استطاع بحسه القومى ان يقنغ عددا من المستثمرين ونجح فى اقامة اجمل منتجعات الدنيا فى الغردقة وشرم الشيخ.


 
ويجب هنا ان نشير الى ماقدمه بعض رجال الدولة فى مجال التنمية السياحية من غير الوزراء مثل الخبير سمير حلاوة الذى كان يراس شركة مصر للسياحة فهو شريك اساسى فى التنمية من خلال قرية مجاويش التى تعتبر شاهد اثبات على رواد التنمية وكذلك شريكا اساسيا فى الترويج من خلال فتح مكاتب لمصر للسياحة فى الخارج التى قام الجهلاء بغلقها فيما بعد.


اما الكتور ممدوح البلتاجى فهو من اكثر الشخصيات التى تتوافر فيها صفات رجل الدولة فالبلتاجى رجل القانون والقاضى هو انجح وزير سياحة فى العصر الحديث ليس فى مصر فقط وانما على مستوى الشرق الاوسط وذلك بشهادة خبراء السياحة وكبرى المنظمات السياحية فى العالم وعلى راسها منظمة السياحة العالمية .


فالدكتور ممدوح البلتاجى هو الذى حول السياحة فى مصر من نشاط صغير الى صناعة شاملة وبدأ فى وضغ الخطط الترويجية ولاول مرة يتم تخصيص ميزانية للتسويق السياحى من الموازنة العامة للدولة ووضع البلتاجى دعائم ان السياحة المصرية سلعة يجب تسويقها وهنا يجب الاشارة الى ان اول ميزانية تم توجيهها للترويج السياحى  40 مليون جنيه كانت قد خصصتها الحكومة لوزارة السياحة لانشاء مبنى جديد للوزارة بدلا من برج مصر للسياحة التى تستاجر فيه بعض الادوار ولكن الدكتور البلتاجى اثر ان يتم استخدام المبلغ فى الترويج السياحى بدلا من المبنى الجديد .


ومن هنا عرفت السياحة المصرية التسويق وانتقلت مصر من زيارة العمر الى مقصدا سياحيا متميزا يأتى اليه السائحين فى العام اكثر من مرة .


واخيرا اتمنى ان يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى باختيار رجال دولة لديهم القدرة على معاونته فى النهوض بالدولة المصرية بدلا من ان يكونوا معوقين للجهود مهما كانت لديهم صفات الطاعة ..اتمنى ذلك

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله