تزامنُ رمضان مع الصيف يرخِي بظلاله على السياحة بالمغرب
الرباط "المسلة" …. الموسمُ السياحيُّ المتعثرُ في المغرب منذُ مطلع العام، سيزدادُ تأثرًا بتزامن شهرٍ من الصيف مع رمضان، سيما بالنسبة إلى السياحة الداخليَّة، بالنظر إلى تفضيل كثيرٍ من المغاربة قضاء الشهر الفضِيل في بيُوتهم، والمضي بعد عيد الفطر إلى قضاء العطلة السنويَّة، ذاكَ ما يؤكدهُ المندُوب الجهوِي للسياحة في الدار البيضاء، مصطفى أكنجَاب.
المتحدث قال في حديث لهسبريس إنَّ المدن السياحيَّة التي ترتهنُ للموسميَّة لكونها تجلبُ الباحثين عن الشاطئ والشمس في الغالب، هي الأكثر تتضررًا، على اعتبار أنَّ لا منتُوج آخر فيها، عدا الاصطياف أوْ المجيء نهاية الأسبوع للتبضع، في حين أنَّ هناك حاجةً إلى منتجعاتٍ ومركبَات قادرة على أنْ تؤمن المنتوج على مدار السنة.
وأورد المتحدث أنَّ معظم أصحاب الفنادق، بالمغرب، يفضلُون إجراء الإصلاحات خلال شهر رمضان، لكونهم يدرُون أنَّ للمغاربة طقوسًا يفضلُون معها قضاء الشهر في البيت، فيما لا تروجُ الوكالات من جانبها للمنتُوج المتأتِي في المغرب خلال الشهر، ولا تسوق بشكل كاف المغرب باعتباره بلدًا منفتحًا يحترمُ اختيارات السياح، ولا إشكال لهُ مع عباداتهم. وهو ما يجعلُ رمضان ينعكسُ سلبًا على السياحَة.
في تقدير تقريبي المسؤُول الجهوي، لنْ تتجاوز نسبة ملء الفنادق ما بين عشرين إلى ثلاثين بالمائة في الدار البيضاء، على أنْ تكون أقلَّ من ذلك في منطقة الشمَال، حتى وإنْ كانت مدن مثل طنجة والدَّار البيضاء قادرة على أنْ تحافظ على عدد من الزبناء بالنظر إلى الطبيعة الاقتصاديَّة للمدينة ومقدم عددٍ من الفاعلِين إليها لقضاء أعمالهم.
أمَّا وجبات الإفطار التي تسارعُ بعض الفنادق المصنفة إلى إطلاق عروضها خلال شهر رمضان، بأثمنة مختلفة، عسى أنْ تتدارك بها بعض ما يترتبُ من خسائر جراء انصراف السياح خلال الشهر، فتوجه إلى الساكنة المحليَّة في الأصل ولا تستهدفُ السياح، يقُول المتحدث.
أمَّا عن الأعطاب التي جعلتْ السياحة تتراجعُ في المغرب، فيلفتُ المتحدث إلى أنَّ السياحة تخضع لتقلبات الظرفيَّة العالميَّة، وما دام المغرب قد راهن السياحة الدولية، فإن من الطبيعي أن تنعكس عليه التقلبات، الأمر الذِي يفرضُ تقليل الارتهان إلى فئة من الزبناء، والانفتاح عوض ذلك على أسواق بديلة مثل روسيا وبولونيا والبرازِيل والصِّين.
أكنجاب قال إنَّ الأحداث الأخيرة في المنطقة جعلت سياحًا أوربيِّين كثرًا لا يميزُون بين المغرب وغيره، وربما قدْ يخالُون أنَّ المملكة على درجةٍ من الاضطراب كتلك التي تعمُّ بلدانًا ثانية في حين أنَّ الأمور ليستْ كذلك، ويحتاجُون منْ يوصلُ إليهم واقع الانفتاح والاستقرار الموجُود، فضْلا عن العرُوض السياحة المتاحة، في رمضان وغير رمضان.