أرض حائل.. الموقع والتراث
تشكلت مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية في موقع استراتيجي منذ القدم، تقع في قلب جزيرة العرب وتبتعد بمسافات متقاربة عن عدد من العواصم العربية.
خمس ساعات تزيد بمقدار قليل تقطعها بالسيارة من حائل حتى تصل إلى العاصمة الرياض وسبع ساعات بصورة تقريبية ستصل للكويت ومثلها بغداد وعمان الأردنية، إضافة إلى قربها من المدينة المنورة والعاصمة المقدسة مكة المكرمة حيث تبتعد عن حايل بين ثلاث إلى خمس ساعات تقريبا.
وتمتلك حائل عبر الأجواء خاصية جوية فريدة في نوعها حيث تظهر البحوث أن سماءها باتت هدفاً لشركات الطيران كونها أكبر نقطة تقاطع للطائرات على مستوى العالم.
كما تتميز حائل بموقعها الاستراتيجي جغرافيا، بالإضافة لوفرة المياه فيها وجودة تربتها التي منحت حائل ميزة حيوية في عالم الزراعة من حيث خصوبة أرضها المترامية الأطراف وصلاحيتها لزراعة النخيل والقمح والأعلاف وغيرها من الأشجار.
وبين الماء والتربة والموقع الاستراتيجي المهم تنعم مدينة حائل بهذه الخصائص التي تمنحها ميزة عن غيرها إلا أن الكرم الحاتمي يظل السمة الحائلية الفريدة والبارزة عن غيرها من المجتمعات، حيث سكن حاتم الطائي بلاد الجبلين، واشتهر بكرمه المتناهي وجوده الذي لا ينضب.
ولا تزال بقايا أطلال حاتم الطائي في توارن يقصدها زوار حايل، منزله وموقدته الشهيرة التي يشهر فيها ناره على قمة مرتفعة من مسكنه ليراه المارة حتى يقصدون منزله ويقوم بضيافتهم.
الكرم الحائلي انعكس حتى على تصميم الأشكال الجمالية في المنطقة ففي ميادينها بالشوارع تجد مبخرة ومجسما لدلة عربية يمنح صورة رمزية ذات دلالة تمثل أهل المنطقة. عرفت حائل بلهجتها ذات الخصوصية العالية ولعل أبرز جمل هذه اللهجة اللافتة، "حايل يا بعد حيي".
العربية