الجزائر : وقف منح التأشيرة للسوريّين ولا موافقة أمنية إلاّ في حالات قليلة
في إجراءات أمنية مشدّدة لمنع دخول سوريّين لهم صلات بالتنظيمات الإرهابية بسوريا فرضت الجزائر، في الأسابيع الأخيرة، إجراءات أكثر تشدّداً في معالجة طلبات التأشيرة الخاصة بالرعايا السوريّين الراغبين في دخول الجزائر، وكشفت مصادر لـ المحور اليومي أنّ الجزائر أوقفت منح التّأشيرة للسوريّين وكذا بطاقات الإقامة، وعوّضت الأخيرة بوصل إقامة مؤقّت محدّد المدّة.
أوقفت الجزائر منح التّأشيرة للسوريّين واستثنت منح الموافقة الأمنية لدخول السوريّين إلا في حالات قليلة جدّا، في إجراءات مشدّدة، تأتي بعد قرار وزارة الشؤون الخارجية فرض التأشيرة على اللاجئين والرعايا السوريّين الراغبين في دخول الجزائر، ولم تستثن هذه الإجراءات الاستثنائية الأولى من نوعها منذ أربع سنوات أي تاريخ بداية الأزمة السورية حتّى أصحاب النشاطات التجارية الذين يسعون للتنقّل إلى الجزائر من أجل الأعمال والتجارة
وفسّرت المصادر هذا الإجراء الجدّيد بكونه لدواعي أمنية استباقية لأيّ محاولات دخول عناصر مشبوهة من السوريّين والمعارضة السورية إلى داخل التراب الوطني، قد تكون لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالجماعات الإرهابية الناشطة بسوريا، خاصة التنظيم الإرهابي المسمى داعش ، الذي يبحث للتمدّد نحو الجزائر، بعد أن تمكن من إعلان إمارة له بليبيا، وحاول إيجاد موطئ قدم له بالجزائر، عن طريق ولاء بعض الجماعات الإرهابية المنشقّة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، في صورة ما قامت به جماعة منشقة عن كتائب الوسط بالقاعدة التي أطلقت على نفسها اسم جند الخلافة وأعلنت ولاءها للبغدادي
ونفذت عملية إرهابية على طريقة داعش استهدفت خطف وإعدام رعية فرنسي، لكن تمّ القضاء على هذه الخلية، وأعلن هذا التنظيم عن وجوده إعلاميا بتونس عبر العملية الإرهابية، التي استهدفت السياح الأجانب بمتحف باردو ونفذّها انتحارييّن تدرّبا بمعسكرات داعش بليبيا. ويندرج الإجراء الأخير القاضي بالحدّ من دخول السوريّين إلى التراب الوطني، في إطار إجراءات للتصدي لتصدير داعش لأتباعها إلى الجزائر لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف ضرب مصالح حسّاسة وتهديد الأمن الوطني، وتجنيد الشباب لإعلان الولاء لـ داعش وتنفيذ عمليات إرهابية فردية باسم التنظيم، وخلق قنوات اتصال بين بعض الخلايا الإرهابية والتنظيم، ومدّدت الجزائر قرار إيقاف منح التأشيرة للسوريّين إلا في حالات استثنائية وصفتها مصادرنا بالقليلة جدّا، ليشمل إيقاف منح بطاقات الإقامة وتعويضها بوصلات تجدّد كلّ ثلاثة أشهر
وأشارت المصادر أنّ هذا الإجراء يطبّق على السوريّين الذين يزورون الجزائر حديثا، أما الذين يملكون إقامة طويلة بالجزائر وأعمال تمتد إلى ما قبل اندلاع الأزمة السورية فهم غير معنيّين بهذه الإجراءات المشدّدة في التأشيرة التي تأتي لأسباب أمنية، ومخاوف لجوء البعض إلى السفر عبر هويات مزيّفة لإخفاء هويتهم الحقيقية، ولفتت المصادر أنّ عدد السوريّين الذين دخلوا الجزائر في المدّة الأخيرة قليل بشكل لافت، وكاد ينعدم أمام إقرار وقف منح التأشيرة إلا في حالات قليلة.