سياحة المغامرات في السلطنة تجذب الأجانب
مواقع جبلية وجيولوجية توفر خيارات متعددة للشغوفين بالمغامرة والاستكشاف
تسلق الجبال والمشي بالمسارات الجبلية ومشاهدة الملامح الجيولوجية تثري المنتج السياحي بالسلطنة
ويوجد في السلطنة عدد من مواقع التسلق، فهناك ما هو ممهد من المسارات وهناك ما هو شديد الوعورة. فرياضة تسلق الجبال والمرتفعات من الرياضات التي تلقى إعجابا وممارسة من السياح خاصة الأجانب الشغوفين بدراسة التكوينات الجبلية والألوان الزاهية المختلفة للجبال والصخور مع الاستمتاع بمناظر الطبيعة وشلالات المياه وخريرها بين الصخور، وكما هو معروف فإن بعض الأودية المنتشرة في ربوع البلاد يتطلب عبورها سباحة وتسلقا في بعض الأحيان..
ومن بين تلك المواقع جـبل المشـط الذي يعتبر الأمثل للتسلق، حيث يملك واجهة صخرية لعلها الأضخـم في شبه الجزيرة العربية. فواجهته الجنوبية الشرقية تمتد لحوالي 6 كم، وترتفع إلى 850 متراً، موفرة مسالك من جميع المستويات.
منطقة بندر الخيران
ومن أبرز الاماكن التي يمكن ممارسة تسلق الجبال فيها منطقة بندر الخيران التي تقع على بعد 30 إلى40 دقيقة بالقارب من مرسى بندر الروضة للقوارب في قلب مدينة مسقط.
وتنتشر حول مسقط العديد من المرتفعات التي يمكن تسلقها، سواءً كانت للمبتدئين أو لمحترفي هذه الرياضة. وتنتشر في بندر الخيران أيضا الكثير من الشعب المرجانية والتي تأوي إليها العديد من الأحياء والأسماك المتنوعة، ولا يكاد يخلو المكان من الغواصين، حيث إنه قد تم إحصاء أكثر من 22 موقعاً للغوص بها، لكل موقع سحره وجماله.
وتعتبر منطقة بندر الخيران من البيئات المميّزة جيولوجياًً، حيث تشكل هذه المنطقة منطقة مصاطب للأودية وتشكل ساحلاً صخرياً تتخلله عدة جزر وخلجان رائعة، وتتميّز بوجود عدة أنواع من الصخور تكوّن الجبال المحيطة.
وفي هذه المنطقة توجد ثلاثة أنواع من الصخور، فالجزيرة التي تقع في عرض البحر تتكوّن من صخور الحجر الجيري المتكوّن في العصر الثلاثي أي قبل ما يقارب 50 مليون سنة.
وأيضا يمكن ملاحظة الصخور القريبة والتي تكونت قبل ما يقارب 250 مليون سنة من الحجر الجيري الطيني ذي اللون الأصفر بتداخلات طبقية من الحجر الجيري الأسود، وخلف هذه السلسلة يمكن مشاهدة صخور الدولومايت التي تكونت خلال العصر الترياسي أي قبل ما يقارب 240 مليون سنة.
وقد تكونت هذه الصخور عبر الحقب الجيولوجية المختلفة في قاع المحيط وقد ظهرت على السطح بفعل حركة الصفائح التكتونية.
محافظة مسندم
تتميز محافظة مسندم بالعديد من الارتفاعات الجبلية، ويتمتع الزائر بمشاهدة الجبال الصخرية والبيوت الصغيرة المطلة مباشرة على البحر.
وهناك أيضا وادي بني عوف في محافظة جنوب الباطنة الذي يمتاز بطرقه الملتوية والمعلقة على الجبال ووادي غـول في محافظة الداخلية الذي يقع على ارتفاع 300 متر ويوفر فرصاً مثالية للتسلق بالإضافة الى المسارات الجبلية الموجودة بتلك المنطقة، وأيضا وادي تعب الذي يستدعي النزول لـ500 متر باستخدام الحبال ووادي النخر عند القرية التي تحمل الاسم نفسه على ارتفاع حوالي 1000 متر.
وهناك وادي الحيل أحد الفروع الرئيسية لوادي العربيين الذي يبدأ وينتهي عند قرية السويح في رحلة قد تتطلب تسلق الجانب الأيمن للوادي فيما تكون السباحة أسهل في الجانب الأيسر، وأيضا هناك وادي الهجري الذي يضم نزلات تصل أقصاها إلى 120 مترا.
وتمثل مغامرات تسلق الجبال فرصة لاستكشاف جماليات التراث الجيولوجي الغني بالسلطنة فهناك مواقع مثل ولاية بوشر ومنطقة الخوض والتي توّفر تجربة استكشافية في قلب العاصمة مسقط لاستكشاف جماليات التكوينات الصخرية من الحجر الجيري على جانبي طريق مسقط السريع بحسب عمان.
وأيضا هناك وادي الميح حيث يمكن بدء الرحلة الجيولوجية في وادي الميح بدخوله من جهة الجنوب الغربي على طريق ولاية قريات، ومن ثم إنهاء الرحلة بالخروج من جهة قرية البستان في الشمال. وبالإمكان دمج هذه الرحلة مع مسار الخيران الجيولوجي لتشّكل رحلة جيولوجية ليوم واحد.
كما يمنح المسار الجيولوجي بولاية مطرح فرصة لاستكشاف الممشى الجبلي المطّل على المناظر الخلابة لجبال الأوفيوليت التي تعانق بحر عمان.
وفي الجبل الأسود ووادي مجلاص يمكن استكشاف التراث الجيولوجي وجمال الطبيعة في الجزء الجنوبي الشرقي من العاصمة مسقط.
نصائح للمشي على المسارات الجبلية
ورياضة المشي على المسارات الجبلية نوع من أنواع الرياضات التي تتطلب مهارات خاصة في القدرة والتحمل واللياقة البدنية والقفز بين الصخور والسباحة في الأماكن التي تتعذر فيها الممرات إلا بعبور البرك المائية.
ومع متعة المغامرة والاستكشاف يجب ألا ننسى العديد من النصائح التي ينبغي اتباعها عند الإقدام على هذه المغامرة التي تستلزم وجود أدوات التسلق والحبال المناسبة بمتانة عالية وملابس السباحة وأحذية خاصة وأكياس عازلة للماء.
كما أن معظم الأماكن تتطلب إنهاء عملية التسلق بعد الشروع فيها فلا يمكن الوقوف في منتصف العملية مع مراعاة خطر المياه الجارفة والصخور المتساقطة خاصة عند هطول الأمطار أو التعرض للإجهاد.
ولا بد من أخذ الاحتياطات بإعلام أحد الأصدقاء بموعد الذهاب والعودة من الرحلة والتأكد من أحوال الطقس قبل بداية الرحلة التي من المفضل أن تكون عند طلوع الفجر والتزود بكميات كافية من الطعام والماء إضافة إلى حبوب تعقيم المياه للتقليل من كمية المياه التي يجب حملها مع التزود بأكياس عازلة للماء وملابس جافة إضافية وهاتف يعمل بالأقمار الصناعية.