الشارقة تستهل عامها الجديد بإنجاز حزمة مشاريع سياحية كبرى
الشرقة " المسلة " … استقبلت إمارة الشارقة العام 2015 بتنفيذ حزمة جديدة من المشاريع الخدمية والسياحية الكبرى تزامناً مع تتويج الشارقة عاصمة السياحة العربية التي تشكل إنجازات مستدامة، تكمل ما حققته الإمارة على مدى الأعوام الماضية المرتكزة على منظومة عمل تراكمية تتشارك فيها كافة القطاعات.
ومن أبرز المشاريع التي تحدث عنها تقرير مركز الشارقة الإعلامي استكمال المرحلة الثانية من جزيرة المجاز والنصب التذكاري ومركز عرض الطيور الجارحة، بالإضافة إلى صروح عمرانية وخدمية وأسواق مختلفة وتراثية تكمل بمجملها اللوحة الفنية لعمارة الشارقة بهندستها الإسلامية.
وخلص التقرير إلى أن دائرة الأشغال العامة بالشارقة تنفذ مشروعات المنشآت العمرانية لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في الإمارة، وتتولى أعمال التأهيل الحضري والحفاظ على استدامة المباني الحكومية وزيادة عمرها الافتراضي، انسجاما مع مشهد الشارقة العمراني وتنجز مشاريع رائدة تواكب ما وصلت إليه الإمارة من تقدم وازدهار على كافة الصعد.
ووفقاً لعلي بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال العامة بالشارقة، فإن المشاريع التي تنفذها الدائرة تحاكي مكانة إمارة الشارقة المتميزة، وتستكمل بها منظومتها العمرانية والسياحية الفريدة من نوعها مشيراً إلى ما تتمتع به الشارقة من مقومات الجذب السياحي وما تزخر به من بنى تحتية متطورة ومسارح ووجهات سياحية متعددة.
وقال السويدي إن الدائرة تنجز العديد من المشاريع الكبرى تزامناً مع احتفالية الشارقة عاصمة السياحة العربية وبين تقرير مركز الشارقة الإعلامي أن الربع الأول من العام الحالي يشهد انتهاء دائرة الأشغال العامة بالشارقة من الأعمال الإنشائية لمبنى بلدية الشارقة الجديد الذي تبلغ تكلفته حوالي 160 مليون درهم، ويعد أحد أهم مشاريعها للبنية التحتية في منطقة مصلى.
ووفقاً لرئيس دائرة الأشغال العامة، يجسد هذا الصرح المعماري نموذجاً للإنجازات الاستثنائية و الذوق الإبداعي الرفيع لفن العمارة الأندلسية بما يتحلى به من تفاصيل دقيقة وما يرصعه من درر جمالية متمثلة في أعمدته وقبابه وأقواسه، مما يجعله معلماً فنياً يستوقف رواد الفن ومتذوقيه، ويحوله إلى تحفة معمارية عالمية تٌضاف إلى رصيد جمال المدينة، وتضفي عليها تميزاً عن باقي مباني البلديات في العالم .
وقال السويدي أن مبنى البلدية الجديد يشكل رمزا جديداً لمدينة الشارقة حول العالم، حيث يعانق المبنى ميدان الكويت الذي يتميز بمساحته الخضراء الشاسعة التي تتوسطها عدة مجسمات تحكي جزءاً من تاريخ الإمارة ويشكل معلماً جديداً يضاف لمصفوفة المباني التراثية والخلابة التي تمتاز بها الإمارة وتجعلها قبلة يتوافد إليها السواح.
ووفقا لأصحاب الاختصاص فإن مبنى بلدية الشارقة الجديد الذي يتألف من أربعة طوابق بمساحة 100 ألف متر مربع، يعدّ تحفة فنية ووجهة سياحية وحضارية بإطلالته الفريدة التي تعكس فن العمارة الإسلامية بأجمل صورها، تشاركها البركة المائية التي ستتهادى في وسطها نافورة تزين باحتها الخارجية.
ويضم المبنى الجديد 250 موقف للسيارات وله ستة مداخل ثلاثة أمامية ومثلها خلفية، ويتألف من جناحين، ويشتمل على أكثر من 200 غرفة كما تنتشر فيه شرفات عدة تتوزع على الطوابق العلوية.
ويشهد العام الجاري تدشين المرحلة الثانية من جزيرة المجاز ورفدها بكافة الخدمات والمرافق الترفيهية والسياحية، إذ تضمنت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء مسرح المجاز على هيئة مسرح نصف دائري مفتوح، على مساحة تبلغ 7238 متراً مربعاً، وسعته القادرة على استيعاب نحو 4500 متفرج.
وتم تزويد المسرح بتجهيزات تقنية عالية وغير ومسبوقة في المنطقة، تسهم في تقديم عروض فنية على درجة عالية من التميز والإبهار، مع أكثر من 400 ضوء متحرك و120 مكبر صوت و21 بروجكتراً ذو تقنية مميزة، وبلغت تـكلفة المسرح بالإضافة إلى الجسر الذي يوصل إليه، أكثر من 140 مليون درهم.
و بين مركز الشارقة الإعلامي أن مسرح المجاز يفتتح أبوابه للجمهور بشكل دائم اعتباراً من شهر فبراير المقبل بعد اكتمال كافة الأعمال التكميلية ويشتمل على مقاه ومطاعم ومحال تسوق بالإضافة لأماكن عرض مختلفة لفعاليات متعددة منها ما هو مخصص للأطفال.
ويقع مشروع جزيرة المجاز وسط جزيرة ترتبط بشارع بحيرة خالد عن طريق جسر تم تشييده بكلفة 13 مليون درهم أضفى طابعاً جمالياً آخر على المكان بحواجزه المعدنية التي تحمل نقوشاً هندسية تحاكي العمارة الإسلامية وبإنارته التي تشكلت كعناقيد تتدلى من أعلى أعمدة زينت بأشكال نباتية.
ويتميز مسرح المجاز المفتوح في الهواء الطلق بأنه على طراز المسارح الرومانية، يضم مدرجات مقسمة على مجموعات عدة، وتتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم، كما أنه تم تزويده بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة يستخدم لأول مرة في المنطقة، بالإضافة إلى حزمة من مشاريع البنية التحتية، والعديد من المرافق والمنشآت الخدمية التي تضم قاعات للمؤتمرات، وكبار الشخصيات، وصالات عرض و قاعات للمؤتمرات وصالات فنية ومرافق أخرى لإقامة متاجر متنوعة.
ومن الأعمال الأخرى التي يجري استكمالها في مسرح المجاز زراعة المسطحات الخضراء في الساحات الخارجية، التي تحيط بمبنى المسرح وجوانب الجزيرة، وإنشاء مرسى متطور للقوارب يواكب الأعداد الكثيرة للقوارب الزائرة وتمّ كذلك إضافة جدار كونكريتي مسلّح يُحيط بأعمدة السرداب لإضفاء شكل الجزيرة الجذاب.
ومن المشاريع الكبرى التي تحدث عنها تقرير مركز الشارقة الإعلامي الأسواق التراثية والخدمية ، إذ أنه من المقرر أن يتم افتتاح مبنى سوق الجبيل للفواكه والخضار واللحوم والسمك في الربع الأول من العام الجاري. و قال علي بن شاهين السويدي إن هذه السوق تعد من أهم المشاريع السياحية والاستثمارية، إذ تطل على خور الشارقة وتوزاي سلسة التحف المعمارية الحكومية في اللية، لتجاور جزيرة العلم، وتؤلف مصفوفة هندسية ولوحة إماراتية متجانسة يرفرف في سمائها عالياً بيرق الوطن.
وأضاف السويدي أن السوق الجديدة تعكس عراقة الماضي وأصالته، وإبداع وتطور الحاضر، مع المحافظة على الطراز العربي الإسلامي، وذلك من خلال النقوش والأقواس والقناطر والقبتين اللتين تعلوان السوق واللتين تجسدان فن العمارة الإسلامية، لتعد رمزاً للنهضة العمرانية التي تشهدها الشارقة في مختلف المجالات.
وتمتاز سوق الجبيل للفواكه والخضار واللحوم والسمك بموقعها الحيوي الهام ، إذ تقع قبالة الميناء على شبه جزيرة داخل الخور، لتجمع بين عناصر الترفيه والاستثمار وسهولة توريد الأسماك إليها، كما تمتاز بموقعها الاستراتيجي في قلب المدينة بشكل يلبي احتياجات المواطنين والمقيمين في إمارة الشارقة، حيث تحيط بها ومن كافة جوانبها مناطق سكنية ذات كثافة سكانية عالية.
و تحتوي السوق على أربع مداخل رئيسة ، مدخلان يطلان على الخور والآخران على الشارع المطل على محطة الحافلات، ويتألف من طابقين، ويشتمل على 370 محلاً تجارياً، حيث يحتوي الطابق الأرضي على ثلاثة أجنحة مقسمة إلى 212 محال لبيع الخضراوات والفواكه و67 محلاُ لبيع اللحوم و91 لبيع الأسماك، إضافة إلى توفير أماكن لتنظيف الأسماك، وثلاث غرف للإسعافات الأولية، ومقهى وست غرف صلاة في الطابق الأول.
ويشهد النصف الأول من العام الجاري افتتاح سوق السيارات بالرقعة الحمراء، والذي يحتوي على محال يبلغ عددها 298 محلاً مُقسمة بحسب أنشطتها وخدماتها إلى محال لبيع السيارات ومحال تبديل قطع غيار وكماليات وبعض المحال التجارية، ومنطقة للمزاد العلني.
ووفقاً للسويدي تقدم سوق السيارات خدمات ومقومات من شأنها المساهمة في تعزيز مكانة إمارة الشارقة كوجهة استثمارية عالمية من الطراز الأول بالإضافة إلى اعتباره أحد أهم الأسواق التخصصية التي ستولي إمارة الشارقة الريادة في هذا القطاع على مستوى الشرق الأوسط، وتمتاز السوق بموقعها الحيوي في الإمارة لقربها من مطار الشارقة الدولي والمنطقة الحرة.
كما سلمت دائرة الأشغال العامة بالشارقة في العام الماضي، مركز عرض الطيور الجارحة في محمية الغيل بكلباء، إلى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة ضمن مشروع كلباء للسياحة البيئية الذي ترعاه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، بهدف الحفاظ على الثروات الطبيعية والمعالم البيئية ولتشكيل مواقع جذب سياحي في الإمارة.
و يتألف مركز عرض الطيور الجارحة من أقفاص عرض الطيور ومدرج يتسع لـ 250 شخصاً، ومزرعة ومبنى اقتناء الهدايا التذكارية ومقهى، بالإضافة إلى المبنى الإداري ومبنى سكن العمال، كما يضم المركز مجموعة من المتخصصين في مجال الطب البيطري للعناية بالطيور والاهتمام به.