المرجع اليعقوبي من النجف يدعو الى اصلاح الارهابيين المغرر بهم قبل قتالهم لان اكثرهم غسلت ادمغتهم وشوهوا لهم الحقائق
العراق / النجف الاشرف / فراس الكرباسي
دعا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الاربعاء، الى عدم الاقتصار على اسلوب الصدام والاستئصال في المواجهة مع التنظيمات الارهابية لأن آخر الدواء الكي كما قيل في الكلمة المشهورة، وانما علينا ان نسير معه بخط مواز له من خلال الحوار والاقناع بعدم سلامة الطريق الذي انتهجوه وعبثية الغاية التي يريدونها وضلالة الذين غرروا بهم وخدعوهم.
وعلل المرجع اليعقوبي ذلك بأن الكثير ممن التحقوا بهذه التنظيمات خصوصا من الدول المتحضرة تعرضوا لغسيل دماغ وتشويه للحقائق وخداع بعناوين مقدسة تستهوي الشباب المتحمس المندفع، فهؤلاء غير أصحاء وحالهم كحال سائر المرضى الذين تجب رعايتهم والشفقة عليهم وتشخيص عللهم ووصف الدواء المناسب لهم.
وقال المرجع اليعقوبي لدى استقباله في مكتبه بمدينة النجف الاشرف في العراق (تبعد عن العاصمة بغداد حوالي 160 كم)، علماء الدين واساتذة الجامعات وهم من السنة والشيعة الذين شاركوا في ملتقى الطف العلمي والثقافي الدولي الذي دأبت على إقامته كلية الآداب في الجامعة المستنصرية ببغداد وعقدت نسخته السادسة في الاسبوع الماضي تحت شعار (نهضة الامام الحسين عليه السلام مقاومة للإرهاب ودعوة للإصلاح): "ان من الدروس التي استفدناها من ثورة الامام الحسين هو عدم اليأس من إصلاح الاخر وهدايته مهما اعتقدنا فيه التحجر والانغلاق،
لذا خطب الامام الحسين يوم عاشوراء عدة خطب في الجيش المعادي كما القى أصحابه كحبيب بن مظاهر وزهير بن القين ومسلم بن عوسجة المعروفين لدى أهل الكوفة بأنهم قمم في الدين والاخلاق والمعرفة عدة خطب اخرى في القوم طمعا في توبتهم وعودتهم الى الرشد والصلاح، وقبلهم قام الامام أمير المؤمنين بنفس المحاولة مع الخوارج قبل بدء معركة النهروان وحاججهم وبعث اليهم ابن عمه عبد الله بن عباس الموصوف بانه حبر الامة وترجمان القرآن وكانت النتيجة توبة ثلثي جيش الخوارج – أي ستة الاف من مجموع الجيش البالغ تسعة الاف- وتركهم للمعركة وهم المعروفون بالتكفير والتحجر وحكمهم بالضلال واستحقاق القتل على كل من لا يعتنق عقيدتهم ".
واضاف المرجع اليعقوبي ان "الاسلام النقي لو عرض بأصالته وقوة حججه قادر على إعادة انتاج عقول هؤلاء وإزالة ما علق في أذهانهم من أوهام وشبهات وضلالات ومساعدتهم على الاندماج من جديد في المجتمع وتطبيع حياتهم الاجتماعية، وحينئذ سنربح كثيرا بإعادتهم الى الصواب وحماية بلادنا وابنائنا وثرواتنا من التدمير والضياع في هذه الحروب العبثية التي يصنعها ويحركها اصحاب الاجندات الشيطانية ".
وتابع المرجع اليعقوبي "ومن الشواهد التاريخية على هذه القدرة العظيمة للإسلام تأثر المغول المتوحشين الذين هجموا على بلاد المسلمين وملأوا الارض والماء بجثث القتلى لكنهم بعد جيل واحد فقط من احتلال العاصمة الاسلامية بغداد دخلوا في الاسلام وحملوا رايته واعتنق كثير منهم مذهب اهل البيت".
وبين المرجع اليعقوبي ان "كثيرا من هؤلاء المخدوعين عادوا الى بلادهم نادمين ويحاول غيرهم التخلص من هذه الورطة التي وقعوا فيها بعد ان اطلعوا على وحشية زعمائهم وبراءة الاسلام من افعالهم وبعد ان اكتشفوا حقيقة امرهم وان الجهاد والدولة الإسلامية وامثالها من المصطلحات البراقة ماهي الا خدعة وغطاء للتغرير بشباب المسلمين بمساعدة شبكات دولية ممولة بالأموال الطائلة، فإذا استطعنا نشر هذه الحقائق وتعزيزها بشهادات العائدين واضفناها الى محاولات الهداية والإصلاح التي أشرناها فإننا سنتمكن بفضل الله ولطفه من إصلاح كثيرين بأذن الله تعالى ".
وأوصى المرجع اليعقوبي بان "تكون الثقافة القرآنية هي المعتمدة في هذا الحوار قبل اي مصدر آخر لأن القرآن متفق عليه ولأن الاخر الذي يغسل أدمغة هؤلاء الشباب المغرر بهم يأتيهم من طريق فتح المدارس القرآنية وتعليم اللغة العربية فيخدعهم ويصور لهم انه اصل الاسلام ومعدنه وهو لا يحسن من القران إلا شكله ورسمه ".
وفي نهاية حديثه أشاد المرجع اليعقوبي بإقامة مثل هذه المؤتمرات وهذه الفعاليات التي تعبر قراءة واعية لنهضة الامام الحسين من دون التقليل من شأن باقي القراءات، فالحسين ليس حكرا على أحد .. مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية النظر الى الطرق الاخرى في أحياء ذكرى الامام الحسين.
وقال المرجع اليعقوبي إن "تفاعلنا مع يوم واحد من حياة الامام الحسين الشريفة وهو يوم عاشوراء أثمر عن هذا النتاج العظيم وهذه الاثار المباركة التي شهدها العالم كله .. فماذا يمكن ان تفعل 57 عاما من عمره الشريف اذا قرأناها من زوايا متعددة".
ويذكر ان داعش اختصار للدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة، والتي تسمي نفسها الآن الدولة الإسلامية فقط هو تنظيم مسلح يوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ينتشر في العراق وسوريا وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
وداعش قد انبثقت من تنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) والمعروفة أكثر باسم تنظيم القاعدة في العراق وهى التي شكلها أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004 الذي كان قد شارك في قوات المقاومة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أعقاب احتلال العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق وذلك جنبا إلى جنب مع غيرها من الجماعات السنية المسلحة قد تشكل مجلس شورى المجاهدين التى مهدت أكثر لدولة العراق الإسلامية في أوجها،
وقيل أنها تتمتع بحضور قوي في المحافظات العراقية من الأنبار، و نينوى، وفي محافظة كركوك، وأكثر تواجدا في صلاح الدين، وأجزاء من بابل، ديالى و بغداد، وزعمت أن بعقوبة باعتبارها عاصمة. ومع ذلك، فإن محاولات الدولة الإسلامية في العراق العنيفة لإحكام السيطرة على أراضي جديدة أدت إلى رد فعل عنيف من العراقيين السنة وغيرهم من الجماعات المتمردة، مما ساعد على دحر حركة الصحوة وتدنى سيطرتها في العراق.