الشيخة المياسة: الثقافة والتراث يخدمان البشرية
الدوحة " المسلة " … اختتمت مساء أمس، أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي استضافتها الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 25 يونيو الجاري برئاسة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر وذلك بحضور عدد الشيوخ والوزراء.
وأكدت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني خلال حفل الختام، أن أعمال الدورة تميزت بالشفافية والمصداقية في صدور قراراتها وتوصياتها، وأن كل ما تمخض عن الاجتماعات تم بالتوافق بين الأطراف والجهات الاستشارية وممثلي الدول الأعضاء في لجنة التراث والبالغ عددهم 21 دولة؛ حيث اتخذوا قرارات تهم التراث العالمي، وتم اللجوء إلى التصويت مرتين فقط خلال اجتماعات الدورة، فتم إدراج 40 موقعا تراثيا على لائحة التراث العالمي يمثلون 36 دولة أطراف في اتفاقية حماية التراث العالمي. كما كانت هناك مواقع تمثل عدة دول وعابرة للحدود وهو ما يعني أننا نحافظ على التراث العالمي بالفعل.
وشددت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، على أهمية الثقافة والتراث في تحقيق ما يخدم البشرية، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو رغم انتمائها لحضارات مختلفة، فإن الثقافة عنصر من عناصر التقارب بين هذه الأمم جميعا، مشيدة بدور المنظمة في تحقيق أهدافها الثقافية والتراثية وعدم خضوعها لضغوط للابتعاد عن دورها المنوط بها.
وقالت رئيسة الدورة الثامنة والثلاثين لجلسة لجنة التراث العالمي: إن اليونسكو التي أنشئت عقب حربين عالميتين بهدف إحلال السلام والأمن للعالم من خلال الثقافة، ولكن حتى الآن لم يحل السلام على العالم، داعية إلى بذل المزيد من الجهود والحوار من أجل إحلال السلام في العالم. وقالت : «إن انتهاء الدورة الثامنة والثلاثين هو جسر من أجل حوار جديد مستمر في اليونسكو؛ حيث أنقل رئاسة الدورة المقبلة إلى زميلتي الألمانية ماريا بوهمر»، معتبرة أن نجاح الدورة الحالية والإنجازات التي تحققت جاء نتيجة التعاون بين الجميع من الدول الطراف والهيئات الاستشارية في اليونسكو.
وأكدت على أهمية اتفاقية حماية التراث في الحفاظ على التراث الإنساني حول العالم، موضحة أن تنفيذ الاتفاقية يجب أن يكون بشفافية ومصداقية بين الجميع. وأضافت «نتطلع إلى الأمام والتفكير في مستقبل التراث العالمي، فهناك اليوم، أكثر من (1000) موقع على القائمة وما زال الخلاف بين البلدان المتقدمة والنامية مستمرا»، لافتة إلى أن الدول ذات الاقتصاد القوي كانت أكثر قدرة على توفير المعلومات والملفات الكاملة من الدول الأقل نموا، موضحة أن الدورة شهدت عددا من الترشيحات لم تكن تحت التوصية للتسجيل، ولكن مع ذلك تم إدراجها.
إلى ذلك، توجهت بالشكر الجزيل لكافة الوزارات والمؤسسات الذين أسهموا في إنجاح أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي، وتذليل كافة الصعوبات. وشهدت الجلسة الختامية مساء أمس، المصادقة على التقرير الختامي والذي ضم 231 قرارا، 42 وثيقة أعدتها اللجنة وعلى التوصيات.
ومن جانبه أكد كيشور راو مدير المركز العالمي للتراث باليونسكو على أهمية صون التراث العالمي؛ حيث التقت أكثر من 190 دولة في الدوحة لتناقش رؤية واحدة حول التراث العالمي في إطار اتفاقية صون التراث العالمي لعام 1972م، والتي تساعد على التنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين وتعد أداة للحوار البناء بين جميع الأطراف، مشيراً إلى دور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في اتخاذ التدابير اللازمة لصون هذا التراث الإنساني، مؤكداً أن اتفاقية التراث هي السد المنيع لحماية التراث.
وأشاد راو خلال كلمته بجهود دولة قطر واهتمامها بالحفاظ على التراث العالمي من خلال مبادرتها بإنشاء صندوق الطوارئ لصون التراث المهدد بالخطر ومبادرتها بدعم الصندوق بعشرة ملايين دولار، وشكر الحكومة القطرية على حسن الاستضافة والجهود المبذولة لإنجاح أعمال الدورة، موجها الشكر للشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، على حسن رئاستها لأعمال الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي وأن تعاونها مع اليونسكو منذ عدة سنوات أضفى طابعا جديدا على العلاقة بين قطر واليونسكو وكان محفزا لعمل اللجنة خلال هذه الدورة.
وأبرز كيشر راو، أن الدورة الحالية عرفت جدول أعمال حافلا، أسفر عن تسجيل 40 موقعا أثريا ثقافيا وطبيعيا على لائحة التراث العالمي لـ38 دولة، وبذلك، بلغ مجموع الآثار في مجملها 1007 مواقع لـ161 دولة، مشيراً إلى أن اللجنة اضطرت بالتصويت السري خلال مرتين فقط، معربا عن تقديره للشيخة المياسة لحسن إدارتها وتسييرها.
وذكر راو، أن الموقع الإلكتروني لليونسكو شهد إقبالا كبيرا بلغ أزيد من 10 آلاف زائر يوميا، وأن هذا الرقم ازداد بشكل كبير خلال أيام المؤتمر. ومنح مدير المركز العالمي للتراث باليونسكو للشيخة المياسة لقب «رئيسة فخرية» للجنة التراث العالمي، وأهداها «مطرقة» لتسيير الجلسات، وقّع عليها مسؤولو وفود الأعضاء المشاركة. كما قام ممثلون عن الوفود المشاركة بإهداء الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني باقة من الزهور تعبيرا عن امتنانهم وشكرهم لرئاسة الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي
المصدر : العرب