اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

نأســــــف لما تعرضــــــت لــــــــه صناعــــــــــــة الأمــــــل فـــــــي مـــــــــــداولات التشــــــكيل الـــــوزاري بقلم جلال

نأســــــف لما تعرضــــــت لــــــــه صناعــــــــــــة الأمــــــل فـــــــي مـــــــــــداولات التشــــــكيل الـــــوزاري

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

مسكينة السياحة.. صناعة الامل.. دخولها دوامة الحيرة التي احاطت بجهود المهندس محلب لتشكيل حكومته الجديدة باعتباره استحقاقا دستوريا بعد انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر – ثورة ٣٠ يونيو . واذا كان من حق رئيس الوزراء ان يختار من يري فاعليتهم في معاونته للقيام بالمسئوليات الجسام المنوطة بالحكومة الجديدة.. فالحقيقة انه لم يعجبني هذا اللغط والتخبط في اختيار مجموعة الوزراء. لقد شمل ذلك عددا من المناصب الوزارية ومنها وزارة السياحة. ان أحدا لا ينكر اجتهاد وحماس هشام زعزوع لإنقاذ ما يمكن انقاذه مما تعرضت له هذه الصناعة من ظروف صعبة وقاسية عكست قساوة المحنة التي تعرضت لها. لا جدال ان كل الاحداث التي كانت السياحة ضحية لها منذ ثورة ٢٥ يناير ارتبطت بسياسات وسلوكيات جماعة الإرهاب الإخواني التي نجحت في السطو علي حكم مصر.

***
كان  أسوأ ما واجه زعزوع الذي لا ينكر احد مهنيته السياحية انه بدأ مهمته ابان الحكم الاخواني عضوا في وزارة هشام قنديل الذي كان ألعوبة في يد هذا التنظيم فاقدا للطعم والرائحة. كان علي وزير السياحة ان يحارب في جبهتين في وقت واحد.. جبهة الاخوان الداخلية باتجاهاتها المعادية للسياحة.. والجبهة الخارجية الواقعة تحت تأثير غياب الامن والاستقرار في الداخل. كل هذه العوامل ساهمت في تخريب وتدمير النشاط السياحي والهبوط بالدخل الذي تحققه بنسبة ٥٠٪ من ١٢.٥ مليار دولار الي حوالي ٦ مليارات دولار.

***
بعد سقوط الاخوان بثورة ٣٠ يونيو تم اختيار هشام زعزوع عضوا في وزارة الببلاوي ليجد نفسه يخوض معركة ضروسا مع امريكا والغرب الاوروبي الذي كان يؤيد ويدعم جماعة الارهاب الاخواني. تمثلت هذه الحرب في محاولات التصدي لقرارات حظر سفر السياح الأوروبيين والأمريكيين الي مصر نتيجة لحوادث الإرهاب التي قامت بها جماعات الارهاب الاخوان. كان لقرارات حظر السفر تأثير سلبي علي حركة السياحة الوافدة باعتبار ان أكثر من ٧٠٪ من هذه السياحة تأتي من هذه الدول. تمكنت جهود وزير السياحة والضغوط والاتصالات التي اجرتها وزارة الخارجية من رفع هذا الحظر ولكنه لم يستمر طويلا بعد حادث الهجوم علي سيارة السياح الكوريين عند منفذ طابا بجنوب سيناء. تم استخدام هذه الواقعة لهدف سياسي من جانب الاتحاد الأوروبي تمثل في تجديد حظر السفر إلي جنوب سيناء التي تعد مقصدا أساسيا للسياحة المصرية.

***
يبدو ان المهندس محلب كان يأمل في تغيير «عتبة» وزارة السياحة تطلعا الي دخول هذه الصناعة مرحلة الانطلاق علي ضوء توقف انتهاء ازماتها. الذي حدث انه وبعد كل ما تم تداوله حول الاسماء المرشحة لهذا المنصب لم يجد ما يجعله مقتنعا بالعثور علي ضالته التي يمكن ان تكون بديلا للوزير الحالي هشام زعزوع. أدي ذلك إلي أن ينتهي الامر بأن يكون ضمن التشكيل الوزاري الجديد. ومهما كانت مبررات ووجهة نظر رئيس الوزراء المكلف.. في حكمة التغيير فبلا جدال ان استقرار المسئولية في هذا المنصب اجراء طيب لصالح تواصل العمل والبرامج السياحية في هذه المرحلة. لعل ما أدي إلي اقتناعه بهذا التوجه أن بقاء هذه الحكومة التي سيرأسها لن يتجاوز الستة شهور حيث من المقرر ان تكون هناك حكومة أخري بعد هذه الفترة تعبر عن الاغلبية المنتخبة.

***
علي كل حال فإن استمرار هشام زعزوع في منصبه الوزاري سوف يتيح الفرصة امامه لمزيد من اثبات الوجود. من المؤكد ان استقرار الاوضاع في مصر سوف تكون عاملا مهما لاختبار قدرته علي قيام السياحة  بدورها المعهود في دعم ومساندة منظومة الاقتصاد الوطني. عليه ان يضع نصب عينيه بعد حلف اليمين عضوا في هذه الحكومة الجديدة ما كانت تساهم به السياحة قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وقبل ان يتولي مسئوليتها. لا يجب ان ننسي هذا الازدهار السياحي غير المسبوق الذي كان شاهدا عليه بحكم عمله إلي جانب وزراء السياحة السابقين. هؤلاء الوزراء كانوا وراء النجاح الهائل الذي حققته السياحة وهم زهير جرانه واحمد المغربي وممدوح البلتاجي وفؤاد سلطان.

 

***
من ناحية أخري فإنني ارجو ان يكون اعادة اسناد السياحة لهشام زعزوع فرصة له لمعالجة بعض السلبيات التي صاحبت قيامه بهذه المسئولية. عليه ان يمد جسور التفاهم والتعاون مع بعض قطاعات العمل السياحي خاصة الاتحاد العام للغرف السياحية وكذلك المسئولين وأعضاء الغرف السياحية. كما ان عليه أيضا معالجة بعض مظاهر العزلة في تعامله مع الاعلام السياحي الذي يأتي في طليعة المدافعين عن السياحة. كما ان عليه الا ينسي دور هذا الاعلام في مساندته ودعم الجهود التي يقوم بها.

***
من ناحية اخري فإنه لا يمكن ونحن نتحدث عن اهمية السياحة ونهضتها ان ننسي الدور العظيم الذي قام به ابو الاعلام الدكتور عبدالقادر حاتم – اطال الله في عمره – انه كان بمثابة الرائد الذي وضع بذرة انطلاقة مصر السياحية في الستينيات والمستمرة حتي الآن. أنه أول من اقام الفنادق السياحية في القاهرة والاسكندرية والغردقة بالبحر الأحمر والسخنة وبمنطقة سيدي عبدالرحمن بالساحل الشمالي وكذلك عقد الاتفاقات لجلب السياحة الاجتماعية برحلات طيران الشارتر. في هذا الشأن فإنه لا يمكن الحديث عن تاريخ النهوض السياحي المصري دون ان يكون الدكتور حاتم علي رأس القائمة التي حققت هذا الانجاز الذي اصبح قاطرة حقيقية لاقتصادنا الوطني.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled