شركات الطيران الاقتصادي تزحم الأجواء الآسيوية
"المسلة" …. تحول قطاع الطيران الاقتصادي في منطقة جنوب شرق آسيا، من التخمة إلى الهزال وعلى الرغم من تحليق شركات الطيران الاقتصادي المتأخر في فضاءات هذه الدول، إلا أنها لاقت إقبالاً كبيراً من قبل المسافرين.
ووفقاً لمركز الطيران لمنطقة آسيا والمحيط الهادي «كابا» المؤسسة البحثية التي تتخذ من سيدني مقراً لها، ارتفعت حصة هذه الشركات في سوق الطيران من لا شيء تقريباً، إلى 58% في غضون عشر سنوات. وفي أوروبا التي عملت فيها شركات الطيران الاقتصادي لوقت أطول، تشكل شركة إيزي جيت ونظيراتها 40%. أما الآن، فتبدو فضاءات منطقة جنوب شرق آسيا، شديدة الاكتظاظ.
ويعكس انتعاش شركات الطيران الاقتصادي الطلب المكبوت في جزء من العالم ينعم برغد الحياة. ومن المتوقع انضمام 12 شركة جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، لنحو 47 شركة تعمل بالفعل. وأعلنت بكين مؤخراً، عن خطة تقضي بإنشاء مطار بتكلفة تصل إلى 14 مليار دولار.
وتميز النمو بقوة واضحة في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يعيش معظم سكانها البالغ عددهم 600 مليون في دول تتكون من مجموعة من الجزر مثل، إندونيسيا والفلبين، التي يُعد الطيران أسهل وسيلة للتنقل بينها.
ومن بين 15 وجهة الأكثر حركة في العالم، تقع تسع منها في منطقة جنوب شرق آسيا. ولا بد لكل هذا الطلب أن تقابله وفرة في الطائرات، حيث تقول كابا: إن عدد الطائرات التي تم طلبها يفوق الأساطيل العاملة حالياً.
ومع ذلك، يبدو أن زيادة السعة في الشركات، تتفوق على نمو الطلب، حيث تعاني بعض هذه الشركات من المقاعد الفارغة في طائراتها.
وامتدت هذه المعاناة لتشمل شركات الطيران التقليدية، حيث ذكرت كاثي باسيفيك، أنه ورغم الأرباح التي تجنيها من الرحلات الطويلة، إلا أن المنافسة من شركات الطيران الاقتصادي بدأت تؤثر عليها في وجهاتها القصيرة المدى. كما عبرت شركة طيران سنغافورة عن مخاوف مشابهة بداية مايو.
ويعتقد كون كورفياتيس، المدير السابق لشركة جيت ستار، ذراع الطيران الاقتصادي لشركة كونتاس الأسترالية المتعثرة، أن شركات الطيران الاقتصادي موعودة بنمو قوي وأن المشكلة ترتبط بطرح عدد كبير من الطائرات في وقت وجيز.
وأعلنت مؤخراً شركة تايجر إير من مقرها في سنغافورة، عن خسارة قدرها 177 مليون دولار خلال السنة المالية المنتهية في مارس، بزيادة عن خسارتها في السنة الماضية التي بلغت 36 مليون دولار. واتسم أداؤها بالسوء في بعض فروعها في عدد من الدول، خاصة في إندونيسيا وسنغافورة، ما دفعها لإلغاء الطلبيات وإيقاف بعض الطائرات.
كما ذكرت أير آسيا أكثر الشركات تفاؤلاً في قطاع الطيران الاقتصادي، أنها بصدد تأجيل بعض طلبياتها من الطائرات الجديدة والتركيز بدلاً عن ذلك على خفض التكاليف. كما أعلنت جيت ستار، عن تعليق كافة خططها المتعلقة بالنمو حتى تتحسن ظروف السوق.
وتلقي تايجر أير باللوم في خسائرها، على فائض الطائرات الذي يعاني منه قطاع الطيران الاقتصادي. وتكمن المشكلة الأخرى في أن تكاليف هذه الشركات، ليست بالانخفاض الذي تتطلع له. وتعمل معظم مطارات جنوب شرق آسيا الباهظة التكاليف، بطاقتها الكلية لتكتظ بملايين المسافرين غير المتوقعين وتجد الطائرات صعوبة في الحصول على مدرجات هبوط جديدة.
وعلى العكس من أوروبا، تملك المنطقة عدداً قليلاً من المطارات الصغيرة والرخيصة أو غير المستخدمة، ليمكن استغلالها من قبل شركات الطيران الاقتصادي. وبصرف النظر عن المناخ المتشائم، لا يزال جزء من السوق يبشر بالأمل.
ومن المتوقع دخول اثنين من الشركات للسوق خلال العام الجاري نوك سكوت وشركة أير آسيا أكس، كلاهما فروع من شركات أخرى مقرها تايلاند لتوفر رحلات متوسطة وطويلة المدى، أي بزمن طيران يتجاوز الأربع ساعات. ومع أن سوق الرحلات القصيرة وصل مرحلة التشبع، إلا أنه ما زال به متسع كبير للنمو.
وولجت سوق قطاع الطيران الاقتصادي أيضاً شركات مثل، سكوت المنبثقة عن طيران سنغافورة وسيبو باسيفيك التابعة لطيران الفلبين.
وذكر مدير سكوت كامبيل ويلسون، أنه نتج عن إضافة رحلة يومية واحدة فقط من سكوت لعدد الرحلات الأخرى القائمة بين سيدني وسنغافورة، زيادة في عدد المسافرين قدرها 32% في غضون ستة أشهر فقط. ومع إثارة ذلك للإعجاب، إلا أن شركات الطيران الاقتصادي لا تجني الأرباح المرجوة من الرحلات الطويلة، التي يبحث الركاب فيها عن المزيد من الراحة والخدمات.
ولم تتوصل أي شركة حتى الآن للطريقة المثلي التي يمكن من خلالها تحقيق الفوائد من هذه الرحلات. وربما يكون في مقدور اثنين من طرز الطائرات الجديدة التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود، بوينج 787 دريملاينر وإيرباص أيه 350، حل هذه المعضلة.
نقلاً عن: ذي إيكونوميست