وزيرة ثقافة الاردن تسلم مخططات المركز الثقافي للهيئات الثقافية في السلط
السلط "المسلة"… سلمت وزيرة الثقافة الدكتور لانا مامكغ مساء امس الاثنين المخططات التصميمية وجداول الكميات الخاصة بانشاء مركز ثقافي في مدينة السلط لرئيس بلدية السلط المهندس خالد الخمشان ايذانا ببدء المشروع على ارض الواقع تلبية لطموحات المثقفين في المحافظة.
جاء ذلك خلال زيارتها للمدينة ولقائها عددا من الهيئات الثقافية العاملة في المحافظة في مقرها بحضور عدد كبير من اهالي المدينة، وأمين عام وزارة الثقافة بالوكالة ومدير المشاريع الثقافية في الوزارة الدكتور احمد راشد ومدير ثقافة السلط وصفي الطويل، ومدير الهيئات الثقافية في الوزارة غسان طنش.
وقالت الوزيرة لـ بترا ان السلط خرجت الكثير من الرجال وصانعي القرار والكثير من المثقفين، وهي ليست بحاجة الى شهادة من احد وهي مدينة للثقافة وستظل بفضل التناغم بين الانسان والمكان، مؤكدة ان ملف الثقافة والعمارة والذي تعتبر السلط جزءا اصيلا منه يستحق ان يتبناه الاردن لاننا نعرف القيمة الحقيقية لذلك.
وبينت ان ما نشهده في الوطن العربي يعد هزيمة للثقافة العربية على صعيد الامتداد والارث، وبسبب التناحر وبدعوى الطائفية، موضحا ان النقطة المضيئة في هذا المشهد هو الاردن الذي قرر ان يتعايش مع هذا الامتداد بقدرته على احتواء الاخر بكرم وشهامة وحميّة برغم الموارد المتاحة.
واضافت ان ما حمى الاردن هو الانسان الاردني، والثقافة التي هي الملاذ وفن التعايش والحوار والبحث عن الجوامع الانسانية، وهذه الثقافة يعتد بها.
وقالت ان وزارة الثقافة تقف على مسافة واحدة من الجميع في كل المحافظات وفي كل الظروف ، مشيرة الى ان الثقافة ليست حالة رومانسية فهو بحاجة الى ارادة وموارد وبنية تحتية، مؤكدة ان العمل مستمر في مشاريع الوزارة ولكن مع بعض التقنين والدمج وترتيب الاولويات، كما ان اجتماع الهيئات الثقافية في مكان واحد هو سابقة وانجاز يجب ان يتكرر في كل المحافظات.
واضافت ان الوقت مبكر للتقييم تجربة المدن الثقافية ولكننا شهدنا قصص نجاح في عدد من هذه المدن ومنها عجلون وستكون مدينة الطفيلة قصة نجاح اخرى، مشيرة الى ان مشروع المدن الثقافية يخلق حالة من التواصل ولغة مشتركة بين ابناء المدينة ويخدم حالة جمعية من خلال نشاطات متنوعة وربط ثقافي روحاني وانساني متعمق، واعدة الجميع ان يتقدم المنتج النهائي امام الجميع.
وتحدثت الدكتور مامكغ عن اللجنة الاستشارية التطوعية التي شكلتها الوزارة، والتي تضم عددا من وزراء الثقافة السابقين وعددا من الشخصيات الاعتبارية لتقييم مشروعات الوزارة وللخروج بصندوق الامن الثقافي من اجل ربط الثقافي بكل مناحي الحياة.
وبينت ان الدعم سيقدم فقط للهيئات النشيطة التي تسهم في اثراء المشهد الثقافي، وسيتم اتخاذ الاجرءات القانوية لدى الاخرى غير النشطة، مشيرة الى ان الهيئات الثقافية التابعة للوزارة وصلت الى (550 ) هيئة ثقافية، وان الوزارة تراقب عملها باستمرار مراقبة شديدة.
واعلن رئيس بلدية السلط المهندس خالد الخشمان خلال اللقاء ان البلدية تخوض معركة كبيرة لتسجيل مدينة السلط على لائحة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، مبينا ان المدينة تستحق لانها المدينة الوحيدة في العالم العربية التي يسكن اهلها تراثها، مطالبا بدعم هذا الملف الذي سيقدم في شباط من العام القادم والذي سيسهم في رفع الوعي بين المواطنين باهمية مدينتهم وثقافتها.
وقالت عضو منتدى الوسط الاسلامي رويدة ريالات في كلمة لها خلال اللقاء ان الثقافة تلعب دورا مهما في عملية التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتسهم بتقديم حلول لمشكلات المجتمع، وان النظام الثقافي القائم على الاستيعاب للاختلاف يجعل التنوع والاختلاف مصدرا من مصادر القوة الثراء.
وقال رئيس جمعية التنمية الديمقراطية الاردنية موسى الحياري ان مهمة الهيئات الثقافية في المحافظة هي تحريك للمشهد الثقافي وممارسة الثقافة استنادا الى الاخلاق بتكاتف الجميع حكومة ومؤسسات لبناء مشهد ثقافي حقيقي يليق بجميع الاردنيين، شاكرا للوزيرة جهودها في التواصل مع الهيئات الثقافية في المحافظات.
وفي نهاية اللقاء دار نقاش موسع مع الحضور حول القضايا التي تواجه العمل الثقافي في المحافظة، وضروة الاهتمام بمشاريع التوثيق لدى الهيئات الثقافية، وتوسيع مشروع مكتبة الاسرة في المحافظة ونوعية الكتب الموزعة، واهمية وجود مهرجان ومسرح للطفل، والدعوة الى اقامة مؤتمر ثقافي يجمع المؤسسات الثقافية.