خبراء: ضريبة "حداد" على الرحلات الجوية "عقوبة" ضد السياحة
الرباط "ادارة التحرير"…. أجمع محللون اقتصاديون على أن قرار رفع الضريبة على تذاكر الرحلات الجوية الدولية، والذي فرضته الحكومة عبر وزير السياحة لحسن حداد، على الشركات العاملة في المجال، ويدخل حيز التنفيذ في شهر أبريل المقبل، سينعكس سلبا على النشاط السياحي بالمغرب، وسيفضي بالحركة الاقتصادية إلى الانكماش.
واعتبر الخبراء، في تصريحات لهسبريس، أن رفع الضريبة على الرحلات الجوية التي تنطلق من المغرب في اتجاه بلدان العالم، سيؤدي إلى نتائج اقتصادية عكسية مما توخاه وزير السياحة، لحسن حداد، كما أن هذه الضريبة تعد بمثابة "عقوبة مالية" ضد السياحة المغربية.
ويشمل قرار سن الضريبة على تذاكر الطائرات، والذي تمّت المصادقة عليه في إطار قانون ماليّة 2014، دفع ضريبة تقدر بـ100 درهم بالنّسبة للدّرجة الاقتصاديّة، و400 درهم لركاب الدرجة الأولى في الرحلات الجوية الدولية انطلاقا من المغرب.
التهامي: انكماش الدورة الاقتصادية
وقال عبد الخالق التهامي، أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، وخبير معتمد لدى البنك الدولي، إن قرار رفع الضريبة الجوية معاكس تماما لما تنتظره الحكومة، موافقا لما أعلنه أخيرا الاتحاد الدولي للنقل الجوي، كون المغرب سيتكبد خسائر مالية كبيرة، نتيجة سن قرار رفع الضريبة الجوية.
وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي يتحكم في 240 شركة طيران، ويحتكر 84 في المائة من النقل الجوي عبر العالم، قد راسل وزير السياحة محذرا من انعكاسات قرار الحكومة، من قبيل تأثر نمو الناتج الداخلي الخام، حيث سيفقد المغرب 1,1 مليار درهم، وهدر 13 ألف فرصة عمل.
وأفاد التهامي، في تصريحات لهسبريس، بأنه "في الوقت الذي تقوم فيه شركات طيران في دول أخرى بخفض أسعار رحلاتها الجوية، تأتي الحكومة في المغرب برفع سعر تذاكر الطيران في الرحلات الدولية"، منبها إلى أن "هذا القرار من شأنه أن يقلص من مداخيل السياحة بالبلاد".
واسترسل الخبير الاقتصادي بأن مداخيل الدولة قد ترتفع بشكل هامشي نظر لرفع الرسوم على التذاكر، غير أنه بالمقابل ستتعرض الحركة الاقتصادية للتأثر السلبي والانكماش، جراء تقلص حركية السياح الوافدين إلى المغرب، وبالتالي ينعكس هذا الوضع على باقي قطاعات الدورة الاقتصادية الوطنية.
ويشرح التهامي بالقول إن "سائحا أجنبيا يقصد المغرب قد يغير وجهته إلى تركيا أو تونس أو حتى مصر، أو بلدان أخرى، بسبب تلك الزيادة في أسعار التذاكر الجوية التي تحسبها الحكومة هينة، فيفقد بذلك المغرب عددا كبيرا من السياح ممن يجدون في رفع أسعار التذاكر أمرا مضرا بهم".
أديب: عقوبة مالية على السياحة
ومن جهته، أفاد عبد السلام أديب، أستاذ الاقتصاد بالرباط، في تصريحات لهسبريس، أن "الحكومة تعتقد واهمة أنه برفع الضريبة على الرحلات الجوية الدولية سوف تحصل على تمويلات أكبر"، مردفا أن الحكومة تبدو كمن "تقلب على الفلوس فين ما كانوا"، وفق تعبير أديب.
وأشار أديب إلى أن الحديث بدأ يثار منذ الآن عن شركتين للطيران قررتا وقف نشاطهما في المغرب، مضيفا أنه عند تطبيق القرار في شهر أبريل ستتضح أكثر معالم التداعيات والانعكاسات السلبية على مردودية السياحة بالمغرب".
وقال المحلل الاقتصادي ذاته لـ هسبريس إن قرار سن ضريبة على الرحلات الجوية الدولية هو بمثابة "عقوبة" مالية على السياحة المغربية، مذكرا بما قد يلاقيه العديد من المغاربة الذين ينوون الذهاب إلى العمرة أو الحج، أو غيرها من السفريات الجوية، من مصاعب في رحلاتهم الدولية المقبلة.
وزاد أديب بأن هناك مغاربة كثيرين سيتأثرون من قرار رفع أسعار التذاكر في الرحلات الدولية، وهو ما يؤثر حتما على المحفظة المالية للأسر المغربية، تنضاف إلى موجة الغلاء المستشرية في العديد من المواد الغذائية والخدمات المقدمة للمواطنين".