شركة «أليتاليا» الإيطالية للطيران توافق على حزمة إنقاذ ب 500 مليون يورو تدعمها الدولة
روما "المسلة" … وافق مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الإيطالية “أليتاليا” التي تعاني من أزمة مالية، على حزمة إنقاذ تدعمها الدولة بقيمة 500 مليون يورو (680 مليون دولار) بعد خمس سنوات من الفشل في خصخصة الشركة.
وتشمل حزمة الإنقاذ زيادة رأس المال بقيمة 300 مليون يورو، و75 مليون يورو من هيئة البريد الإيطالية المملوكة للدولة، التي يتم التداول على أسهمها في البورصة والتي ستصبح في المقابل واحدة من أكبر المساهمين لشركة الطيران.
وسيأتي المبلغ المتبقي من المساهمين الحاليين اتحاد رجال أعمال إيطاليين استحوذ على الشركة في عام 2008، وشركة “إير فرانس – كيه إل إم” التي تمتلك حصة بنسبة 25% في الشركة، إضافة إلى ذلك، ستقدم بنوك إيطالية قروضا بقيمة 200 مليون يورو إلى الشركة.
وقال مجلس إدارة الشركة في بيان مساء الجمعة: إن حزمة الإنقاذ “وفرت أساسا قويا لمستقبل الشركة”. ودعت الشركة إلى عقد اجتماع للمساهمين غدا الاثنين للموافقة على حزمة الإنقاذ بشكل نهائي.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هددت شركة “إيني” الإيطالية للطاقة بخفض إمدادات الوقود لأليتاليا اعتبارا من أمس السبت ما لم تتم الموافقة على خطة وقالت شركة الطيران الشهر الماضي إنها خسرت 294 مليون يورو في الأشهر الستة الأولى من العام ولم يتبق سوى 128 مليون يورو في خزائنها لإنقاذ.
وعبر اتحاد الصناعات الإيطالي “كونفيدستريا” عن تشككه حيال حزمة الإنقاذ. وقال جيورجيو سكوينزي رئيس الاتحاد “كوفيندستريا”: “أنا دائما متشكك للغاية بشأن تدخلات عامة في الشركات الخاصة.. بالفعل إذا كان ضمادة لحالة طارئة، فليكن.. لكننا سنكون في حاجة يوما ما أن يفكر الجميع جديا في خطة متوسطة وطويلة الأجل”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الشركة الفرنسية – الهولندية ستشارك في زيادة رأس المال أو ستخفض انكشافها وتخسر قوة اعتراضها على قرارات أليتاليا، وذلك حسبما قالت صحيفة “كوريرا ديلا سيرا” الإيطالية.
وقالت المفوضية الأوروبية التي ستكون لديها السلطة في الاعتراض على الاتفاق بموجب قواعد مكافحة الاحتكار التي تقيد المساعدات الحكومية لـ د. ب. أ إن الاتفاق “يمكن الموافقة عليه من حيث المبدأ” لكنها أشارت إلى أنه لم يتم إخطارها بعد بشأن التفاصيل.
وقال جوناثان تود المتحدث باسم المفوضية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إن “المفوضية (الأوروبية) ستطبق بالطبع قواعد المساعدات الحكومية مع الأخذ في الاعتبار المبادئ ذاتها كما هو متبع، وبكلمات أخرى، ما إذا كان سيكون هناك أي تشويه غير متناسب للمنافسة”.
وفي بيان صدر في وقت متأخر الخميس، شددت الحكومة الإيطالية على “تضافر الجهود الصناعية” بين أليتاليا وهيئة البريد الإيطالية، مشيرة إلى أن الهيئة تمتلك شركة طيران صغيرة للشحن ورحلات الطيران العارض “إير ميسترال”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا إن تدخل هيئة البريد سيكون مشروطا بمضي أليتاليا “في عملية إعادة هيكلة مهمة عبر خطة صناعية جديدة”. وقالت الحكومة إن أليتاليا التي توظف 14 ألف شخص هي “أصل استراتيجي للبلاد”.
وفي عام 2008 تقدمت “إير فرانس كيه إل إم” بعرض لشراء الشركة مقابل 2,5 مليار يورو لكن تم الاعتراض عليها من جانب رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك سيلفيو برلسكوني على أساس اعتبارات وطنية. وفي عملية لاقت انتقادات كبيرة، تخلص برلسكوني من الجزء الأكبر من ديون أليتاليا على الدولة وأعطى الشركة إلى اتحاد من رجال أعمال إيطاليين عجز عن إحياء حظوظ الشركة.
