تراجع في السياحة الإسرائيلية
حيفا "ادارة التحرير" … تدلل معطيات رسمية على أن إسرائيل تشهد تراجعا في السياحة الوافدة نتيجة عدة أسباب، أهمها غلاء المعيشة والخدمات وفقدان المعاملة المهنية واستمرار انتهاك حقوق الفلسطينيين.
وتشير معطيات المقياس الدولي للسياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن إسرائيل تراجعت من المرتبة 46 في قائمة السياحة إلى المرتبة 53 عام 2012.
وتتصدر سويسرا قائمة الدول في مقياس السياحة والسفر تليها ألمانيا والنمسا وإسبانيا وبريطانيا، ثم الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والسويد فسنغافورا.
معايير
ويستدل على أن تراجع السياحة بإسرائيل بدأ قبل سنوات حيث أفادت معطيات المقياس نفسه -الذي ينشر معطيات السياحة والسفر في العالم مرة كل عامين- بأنها احتلت المرتبة الـ36 في 2009.
ويعتمد المقياس في إدراج وترتيب الدول في مجال السياحة والسفر معايير عدة منها كلفة إقامة النزلاء في الفنادق وخدمات السياحة الأخرى وثمن الوقود وملاءمة البنى التحتية وتوفر الرحلات الجوية والمواصلات العامة والمرافق الطبيعية والتراثية وغيرها حسب الجزيرة.
كما يفيد المقياس بأن تعامل الإسرائيليين مع السياح الأجانب تدهور من المرتبة 27 في 2009 إلى المرتبة 68 في العام 2012.
واللافت أن السياحة الوافدة إلى إسرائيل في المقياس العالمي للسياحة والسفر تراجعت رغم انخفاض المخاوف الأمنية.
وتتطابق معطيات المقياس العالمي للسياحة والسفر مع معلومات وزارة السياحة في إسرائيل والتي تظهر تراجع عدد السياح القادمين إليها في العام المنصرم بنحو 300 ألف سائح.
الناطقة بلسان وزارة السياحة الإسرائيلية عنات أهرونسون بينت للجزيرة نت أن كمية السياح القادمين لإسرائيل لأكثر من يوم واحد زادت عددا في السنوات الأخيرة لكنها قلّت بالنسبة المئوية مقارنة بتنامي السياحة في العالم بنسبة 50% منذ العام 2000.
يشار إلى أن معظم السياح القادمين لإسرائيل في السنوات الأخيرة يفدون من دول مختلفة أبرزها دول الشرق الأقصى وأميركا وفرنسا وألمانيا وكندا وبولندا. كما يفد عدد كبير من السياح الروس إلى إسرائيل والأردن ومصر في إطار زيارة واحدة.
ونوهت أهرونسون إلى أن 2.8 مليون سائح زاروا إسرائيل في 2012 أي أقل بـ200 ألف سائح عن العام 2011 نتيجة الحرب على غزة والتي بسببها ألغى سياح كثر زياراتهم للبلاد.
وأقرت بأن أسعار الخدمات السياحة الغالية تلعب دورا رئيسيا في تراجع مكانة السياحة إضافة لانخفاض حجم الميزانية الحكومية الخاصة بمرافق السياحة الوافدة التي تدخل 1.3 مليار دولار للخزينة الإسرائيلية كل عام.
سبب اقتصادي
من جانبه أوضح مدير مكتب لواء تورز للسياحة والسفر فهد دهامشة أن السبب لتراجع السياحة في إسرائيل بالمقياس العالمي وعلى أرض الواقع اقتصاديٌ بالأساس.
وفي حديث للجزيرة نت اعتبر دهامشة -الذي يعمل منذ 20 عاما بمجال السياحة- أن إسرائيل باتت دولة غالية جدا بالنسبة للسياح الأجانب مقارنة مع الدول المجاورة بل مع دول أوروبية كثيرة.
وأشار إلى أن خدمات وشروط السياحة في إسرائيل تتراجع في وقت تتحسن في الدول المنافسة خاصة في حوض البحر المتوسط كتركيا وقبرص واليونان.
وهذا ما أكده عارف خياط مدير السياحة الخارجية في شركة "نزارين تورز" إحدى كبريات شركات السياحة في البلاد.
وأوضح للجزيرة نت أن ارتفاع كلفة السياحة في إسرائيل يعود كيدا مرتدا عليها لكنه يشير لأسباب أخرى منها المعاملة المهنية والفظة أحيانا للزوار.
ويرى أيضا أن الصورة السلبية في إسرائيل ودعوات مقاطعتها المتزايدة في العالم تنعكس سلبا على سياحتها.