Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

رحلات بالسفن لنزلاء فنادق سوق واقف

 

لإحياء الموروث الحضاري والتعريف بتاريخ قطر

رحلات بالسفن لنزلاء فنادق سوق واقف

النواخذة وشيوخ المهنة والفرق التراثية شاركوا في إنزال السفن


رحلات تراثية للسفن الجديدة لنزلاء فنادق سوق واقف يوميًا


50 فردًا يشاركون في إنزال السفينة الواحدة على أنغام التراث


علي الكواري: إنزال السفن بالطريقة القديمة للآباء والأجداد


صالح الكواري: وزن السفينة الواحدة يصل 20 طنًا تقريبًا

 

الدوحة "ادارة التحرير" …. دشن قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) بالمكتب الهندسي الخاص صباح أمس 4 سفن تراثية جديدة، استغرق تشييدها 6 أشهر بهدف إحياء التراث القطري القديم في صناعة السفن الخشبية وإحياء هذه الحرفة القديمة التي اشتهر بها الآباء والأجداد.

 

وتمّ إنزال السفن الأربع إلى المياة بالطريقة القديمة التي تعتمد على الحبال والآلات اليدوية وذلك إحياءً للموروث الشعبي والتعريف بتاريخ قطر في هذا الصدد.

 

شارك في إنزال السفينة الواحدة أكثر من 50 شخصًا فيما عزفت الفرق الموسيقية وأنشدت الأغاني التراثية الشعبية.

وتمّ تقسيم الأفراد المشاركين في عملية الإنزال إلى مجموعات حيث كان منهم مختص في مهمة محدّدة ما بين شد الحبال بالطريقة القديمة على دوارة خشبية كبيرة ومنهم من كان مختصًا بنقل القطع الخشبية الصغيرة التي تسمى بالطعوم وهي أخشاب دوارة تحت السفينة تؤدّي مهمة الإطارات في السيارة فيما كانت هناك مجموعة أخرى مخصصة لدفع السفينة من الخلف وهي المجموعة الأكبر عددًا.

 

وكان من اللافت للنظر خلال حفل التدشين حضور عدد كبير من قدامى النواخذة وشيوخ مهنة تشييد المراكب والسفن التراثية والشخصيات ذوي الخبرة في مجال تشييد السفن القديمة الذين أعربوا عن سعادتهم بحضور هذا الحدث الفريد الذي يعبّر عن التمسّك بالأصالة والتراث القديم والحرص على تعليم الأبناء والأحفاد حقبة هامة في تاريخ الوطن الذي صنعته أيدٍ مهرة.

 

وقال محمد جاسم الخليفي استشاري متاحف وآثار بهيئة متاحف قطر لـ الراية: تدشين السفن الخشبية التراثية اليوم يعدّ حدثًا رائعًا بالفعل يذكرنا جميعًا صغارًا وكبارًا بموروثنا القديم في صناعة السفن الخشبية وطريقة إنزالها كما كان يتم في الماضي والمعاناة التي كانوا يتكبدونها خاصة في عملية الإنزال التي تتطلب أعدادًا كبيرة من الأفراد وألواحًا خشبية كبيرة.

 

وأضاف: الورشة الأميرية من خلال تصنيعها لنماذج الشوعي والسنبوك والجلبوت والبتيل والبقارة فإنها تقوم بدور حضاري في إحياء صناعة السفن الخشبية التي تكاد تكون قد اندثرت وهو دور يشكرون عليه ونتمنى استمراره كما نتمنى أن يتوسع لكي يقوم المكتب الهندسي الخاص بإنشاء متحف بحري خالص يحكي قصص بناء السفن التقليدية وهبارات الغوص (مواقع صيد المحار) أي يكون بمثابة المتحف الشامل.

 

وكان قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) بالمكتب الهندسي الخاص قد وجّه الدعوة إلى كبار الشخصيات المشهورة بصناعة السفن القديمة وكبار السن ذوي الخبرة في هذا المجال لحضور حفل التدشين الذي شهد حضورًا كثيفًا من شخصيات كبيرة لها تاريخها في هذا المجال فضلاً عن الحضور اللافت للشباب والأطفال الذين حرصوا على الحضور لمشاهدة هذا الحدث الهام.

 

وقال علي الكواري المشرف العام على الحفل: المشروع يهدف إلى إحياء التراث القديم للآباء والأجداد في هذا المجال فضلاً عن تسيير رحلات بحرية لنزلاء فنادق سوق واقف، حيث سيتم تسيير رحلتين ثابتتين بشكل يومي صباحًا ومساءً، ورحلات أخرى يتم تنظيمها حسب طلب نزلاء فنادق سوق واقف وهي خدمة حصريّة لهذه الفنادق.

 

وأضاف: عدد السفن التي تمّ إطلاقها اليوم هي 4 سفن، اثنتان منها من نوع الشوعي والأخريان من نوع سنبوك وتمّ إنزالها بالطريقة القديمة التي كان يعتمدها الآباء والأجداد في هذا الأمر.

 

وأشار إلى أن الرحلات التي سيتم تسييرها من خلال هذه السفن لنزلاء سوق واقف سوف تسهم بشكل كبير في تشجيع السياحة البحرية وتوفير برامج ترفيهية متنوّعة للنزلاء موضحًا أن قسم السفن الخشبية سوف يكون دوره في هذه الرحلات هو توفير الأطقم الفنية للسفن في حين تقوم فنادق سوق واقف بتوفير أطقم الضيافة والأمن على متن السفن حتى تكون الخدمة متكاملة وسوف يتم ذلك في وقت قريب جدًا.

 

وقال صالح حسن الكواري رئيس قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) بالمكتب الهندسي الخاص: العمل في السفن الأربع استغرق ستة أشهر وتمت صناعتها من خشب الساي الهندي (التيك) الذي تمّ استيراده لهذا الغرض خصيصًا، كما عمل في كل سفينة ما يقرب من 15 فنيًا وعاملاً تحت إشراف المهندس القطري الشهير أحمد الصايغ صاحب الخبرة الكبيرة في هذا المجال.

 

وأضاف: السفن الخشبية الجديدة تنقسم إلى قسمين هما الأول يضم عدد 2 من نوع الشوعي التي يصل طول الواحدة منهما إلى 59 قدمًا والثاني يضم اثنين آخرين من نوع السنبوك ويصل طول الواحدة منهما إلى 60 قدمًا وتمت صناعتها جميعًا في قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) بالمكتب الهندسي الخاص بدقة متناهية راعت كل المواصفات التراثية القديمة حتى تظهر بهذا الطراز الفريد الذي يُعيد لنا عبق التاريخ الذي تمسك به الآباء والأجداد.

 

وقال: قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) تمّ إنشاؤها عام 1980 في منطقة شرق وكان لها العديد من الإنجازات والصناعات الخشبية التراثية، كما أن هناك مشروعات مستقبلية قادمة لإنشاء سفينتين من نوع "بقارة" واحدة منهما بطول 50 قدمًا والأخرى بطول 60 قدمًا وسفينة ثالثة من نوع جلبوت وطولها يتراوح ما بين 60 – 70 قدمًا، فضلاً عن أن هناك قسمًا خاصًا لنحت السفن وقسمًا لنحت الأبواب والنوافذ على الطراز القديم وكل ذلك في قسم السفن الخشبية.

 

وأوضح أن وزن السفينة الواحدة من السفن الجديدة يبلغ 20 طنًا تقريبًا وهي جاهزة للعمل وتسيير الرحلات بعد تدشينها اليوم والإعلان عن دخولها للعمل في الرحلات البحرية التي تستهدف نزلاء فنادق سوق واقف.

 

وقال أحمد إبراهيم الفردان: جئت لحضور هذا الحدث الرائع والفريد، فطريقة إنزال السفن التراثية بالطريقة التقليدية القديمة تؤكّد تمسكنا بموروثنا الحضاري القديم وهو جهد مشكور للمكتب الهندسي الخاص ونتمنى الاستمرار والمزيد من هذه الجهود التي تعدّ بمثابة الحافظة على التاريخ والتراث الموروث عن الآباء والأجداد.

 

وأضاف: لا بد أن يرى الشباب والأطفال الصغار هذه الموروثات التراثية القديمة التي تجسّد تاريخ الآباء والأجداد في هذا الصدد، حيث كان يتم إنزال السفينة من خلال الألواح الخشبية والطعوم والبيص وكلها أدوات يتم استخدامها لهذا الغرض، كما يتم ترديد أغاني الدواري أو السنجني التي تشحذ الهمم في النفوس خلال عملية الإنزال.

 

وقال محمد زابن الدوسري، أحد الشباب الذين حضروا حفل تدشين السفن: نشكر المكتب الهندسي الخاص على هذا المجهود الواضح وهذا الحدث الفريد الذي يجسّد أهمية الموروثات القديمة في حياتنا حتى نستلهم منها العبر ونتعرّف أكثر على تارخنا القديم.

 

وأضاف: التراث القديم لم نشهده من قبل ولا نعرف عنه الكثير وبالتالي فإن مثل هذه الأحداث تعدّ أمرًا هامًا في التعرّف على موروثات الأجداد والآباء وقد حرصت على اصطحاب أطفالي معي أيضًا لمشاهدة هذا الحدث الذي يعدّ خير مثال على التمسك بالأصالة رغم التحضر والتقدّم الكبير الذي تشهده البلاد أي أننا متأصلون ومعاصرون.

 

وأضاف: هذا التراث الأصيل يعلمنا جيدًا كيف عانى آباؤنا وأجدادنا في الماضي وأن النعمة التي وصلنا إليها هي بفضل سواعدهم واجتهادهم فهذا التراث قطري أصيل ونشكر كل من ساهم في إبرازه وإظهاره بهذا الشكل الرائع لأنه يبعث فينا السعادة ويجعلنا نشعر بالفخر بتاريخنا القديم، فبحضوري اليوم عرفت من هو النواخذة ومن هو النهام فالأول هو المسؤول عن السفينة ومن فيها أي بلغة اليوم الربان والثاني هو الذي ينشد على متن السفينة للتشجيع على عمليات الغوص.

 

وقال يوسف الماجد: حفل تدشين السفن التراثية يعدّ مناسبة رائعة وجيّدة للغاية لإحياء الموروث الأصيل لآبائنا وأجدادنا وقد أحسن المكتب الهندسي الخاص حينما قدّم لنا هذه النماذج الرائعة من السفن الخشبية التراثية التي تعبّر عن عبق الماضي وتؤكّد أنه بدون الماضي لن يكون هناك مستقبل، ولا بد من تعليم أولادنا وشبابنا هذه العادات والموروثات التراثية الهامة حتى يروا الجهد الذي بذله الآباء والأجداد في خدمة ورفعة الدولة إلى ما وصلت إليه الآن.

 

وقال عمران الكواري: تدشين سفن تراثية جديدة شيء رائع حقًا يعيد إلى الأذهان عبق التاريخ والسنوات الماضية وما كان يفعله الآباء والأجداد وهو جهد طيّب ومشكور من المكتب الهندسي الذي أخذ زمام المبادرة في هذا الشأن وتحمل على عاتقه إحياء تراثنا القديم الأصيل حتى نعلم الجيل الجديد تاريخنا المشرف المليء بالعمل والجهد والإنجازات ونستلهم منه الدروس للمضي قدمًا نحو مزيد من التقدم.

 

وأضاف: يجب العمل على غرس الموروث التراثي لدى أبنائنا وأقترح في هذا الصدد أن يتم تنظيم رحلات مدرسية أو عمل زيارات من بعض طلاب المدارس إلى قسم السفن الخشبية (الورشة الأميرية) بالمكتب الهندسي الخاص حتى يروا على أرض الواقع كيف يتم إحياء تراث آبائنا وأجدادنا ويفخروا بتاريخهم القديم باستمرار ويتعلموا منه ما يفيدهم في مشوارهم بالمستقبل.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله