Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

13 قرية تاريخيّة بـ”الشمال” تنتظر التطوير

13 قرية تاريخيّة بـ"الشمال" تنتظر التطوير

الشمال " المسلة " … اختتمت الهيئة العامة للسياحة جولاتها التفقديّة التي شملت بلديات قطر بزيارة إلى بلدية الشمال للتعرّف على المقوّمات التراثيّة والتاريخيّة وكيفيّة إعادة تأهيلها وتطويرها بما يُساهم في تعزيز التنمية السياحية، ويعمل الوفد على دمج تلك الآراء والمقترحات في استراتيجية السياحة المستقبلية.

وقام وفد هيئة السياحة بزيارات ميدانيّة إلى معالم بلدية الشمال البارزة ولعلّ أبرزها قلعة الزيارة التاريخيّة وبعض القرى التراثية والميناء الجديد، ورافق الوفد في زيارته عدد من مسؤولي البلدية، وتتلخص أهداف الجولة في إشراك قطاعات الدولة والمجتمع في صياغة مستقبل السياحة. وقال عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة: إن بلدية الشمال هي أغنى بلديات دولة قطر بالتراث والآثار، وأعرب عن أمله في تطوير وتأهيل معالم الشمال التاريخيّة بما يُعزّز التنمية السياحيّة.

وأضاف: إن بلدية الشمال تمتلك مقوّمات سياحيّة كبيرة ولعلّ أبرزها: الغارية، المسفر، الجساسية، العريش، الخوير، فريحة، عين محمد، الزبارة، قلعة الكيات، اليوسفية، الثقب بالإضافة إلى منارة مسجد الرويس التي تُعتبر أقدم منارة تاريخيّة في قطر. وأشار إلى أن هيئة السياحة تتعرّف على واقع ومقوّمات السياحة في البلديّات وما تحتاجه من مشاريع وبنى تحتية لتصبح أماكن جذب للسياحة المحلية والخارجية على حدّ سواء، وتأتي هذه الجولات جزءًا من المرحلة الأولى من الاستراتيجية وهي مرحلة تقييم للوضع الراهن والوقوف على أهم التحديات التي تواجه صناعة السياحة في الدولة.

وأوضح أن هيئة السياحة ستقوم بدراسة الاحتياجات ووضع الحلول والفرص الاستثمارية بالتعاون مع قطاعات الدولة المختلفة بما ينعكس بالإيجاب على واقع السياحة في دولة قطر. وبيّن المهندي أن الهيئة العامة للسياحة تُعتبر البلديات من الشركاء الرئيسيين وأداة مهمّة في قياس مدى فعالية تطبيق استراتيجية السياحة المستقبلية، منوّهًا إلى أن برنامج الهيئة سيعمل على التواصل مع شركاء آخرين وممثلين عن المجتمع المحلي لصياغة استراتيجية متكاملة للتغلب على هذه التحدّيات بعد الانتهاء من مرحلة التقييم. وأكّد المهندي ضرورة العمل على اختلاط السائح بالمجتمع المحلي للتعرّف على العادات والتقاليد والإرث الثقافي والحضاري لدولة قطر، مشيرًا إلى أن الاحتكاك المباشر بالسيّاح أفضل بكثير من الكتيّبات والنشرات.

مرافق سياحية:

ومن جهته، قال حسين الفضالة مدير إدارة الرقابة في بلدية الشمال: إن الأخير غنية بالمعالم التراثيّة التاريخيّة والتي تحتاج إلى التطوير والتأهيل بما يُحفّز القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن بلدية الشمال تحتاج إلى إنشاء الفنادق وبعض المرافق الترفيهية بما يُحفّز القطاع السياحي.

وأضاف: إن تطوير القطاع السياحي سيُساهم في الحدّ من الهجرة من بلدية الشمال، موضّحًا أن عدد سكان البلدية في 1974 بلغ 12.8 ألف، بينما بلغ عدد السكان في 2011، 3700، مشيرًا إلى أن تلك الأرقام تُؤكّد ضرورة الاهتمام بتطوير وتأهيل مرافق الشمال والمحافظة على الإرث الحضاري والتاريخي للبلدية. وأشار حسين الفضالة إلى أن بلدية الشمال تُوجد بها 13 قرية تراثية تحتاج إلى التطوير والتأهيل، وبدأت الجهات المعنية في ترميم بعض تلك المعالم للحفاظ عليها، موضّحًا أن بلدية الشمال تُوجد بها آثار مدفونة في عدد من المناطق ومنها منطقتا أم جبرين وسدرية مكين.

وقال: إن وزارة البلدية قامت بإعلان جزيرة ركن كمحمية طبيعية، منوّهًا إلى أن جزيرة أم تيس تعتبر ضمن المناطق الغنية بالمعالم التراثية والتاريخية والتي تحتاج أيضا إلى الأهتمام والتطوير والتأهيل. وأوضح أن مسجد الرويس القديم ومسجد أباظلوف القديم من أبرز المعالم الأثرية الواقعة ضمن الحدود الإدارية لبلدية الشمال، مشيرًا إلى أن مشروع تجديد وتوسعة ميناء الرويس شارف على الانتهاء.
وشدّد الفضالة على ضرورة الاهتمام بالقطاع السياحي ومنحه كل التسهيلات والحوافز اللازمة لمواكبة النمو الذي تشهده القطاعات الأخرى في البلاد، وتهدف السياسة العامة للسياحة في البلاد إلى تنظيم القطاع السياحي وتنميته والترويج للمعالم السياحية داخليًّا وخارجيًّا، والإشراف والرقابة على جميع أوجه النشاط السياحي في البلاد.

معالم تاريخيّة:

هذا، وقال جمال العثماني دليل سياحي بشركة مغامرات الخليج أن قلعة الزبارة التاريخيّة تقع في الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة قطر، شرق مدينة الزبارة التاريخية 1188هـ/1774م، وتبعد قلعة الزبارة حوالي 105كم عن مدينة الدوحة العاصمة، ويُمكن الوصول إليها عن طريق الشمال ثمّ الاتجاه غربًا إلى مدينة الزبارة التاريخيّة، وموقع القلعة الآن يمثل جزءًا من بانوراما تاريخيّة متكاملة في كل عناصرها المعمارية والشواهد الأثرية الباقية بمنطقة الزبارة.

وأشار إلى أن منطقة الشمال غنيّة بالمعالم الأثرية ومنها قلعة الزبارة، وأطلال مدينة الزبارة التاريخيّة، وموقع أم الشويل الأثري، بالإضافة إلى وجود منطقتي عين محمد والفريحة الأثريتين بشمال شبه جزيرة قطر، وهو ما يُشكّل منطقة متكاملة من الآثار المتنوّعة، والتي في حاجة ماسّة إلى الاهتمام وضرورة تبنّي مشروعات أثرية وسياحية متطوّرة لجذب الزوّار.

وأوضح جمال العثماني أن تاريخ قلعة الزيارة يعود إلى سنة 1357هـ/1938م حين أمر الشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني، بإنشاء قلعة الزبارة، وبنيت من الحجارة المقطوعة والحجارة البحرية مع استخدم الطين داخل الجدران ومادة الجص كغطاء لواجهات الجدران والأرضيات، كما استخدمت جذوع النخيل والدنجل والباسجيل والمنغرور وحبال الليف للسقف.

وأضاف: تبلغ مساحة القلعة (34م×33.50م عرضًا) أمّا المدخل الرئيسي والوحيد لها فيقع في الجدار، وتُوجد بثلاث زوايا، منها ثلاثة أبراج دائريّة وبرج مستطيل الشكل يقع في الناحية الجنوبية الشرقية، يتخلل جميع الجدران مجموعة كبيرة من المزاغل للرمي منها، أمّا من الدخل فهي تتكوّن من صحن مكشوف محاط بسبع غرف وسقيفتين، وتحتوي الأبراج العلوية على أربع غرف.
 

وأوضح جمال العثماني أن الغرض من بناء قلعة الزبارة هو مراقبة الساحل الغربي لشبه جزيرة قطر، ويُذكر أن البنائين المحليين هم الذين قاموا بتشييد قلعة الزبارة، وهي تجسد العناصر المعمارية الدفاعية التي توجد بأغلب العمائر الدفاعية في قطر في العصر الإسلامي، من حيث وجود الموقع المميز، والمداخل المحصنة والأبراج الدفاعية المزودة بالمزاغل، والسقاطات الدفاعية.

ونوه إلى أن الجساسية تعد أبرز المعالم السياحية التاريخية الموجودة في بلدية الشمال وهي عبارة عن سلسلة من الجبال الصخرية المطلة على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، وتقع بين قريتي الحويلة وفويرط وتتميز بمئات المنحوتات المنتشرة عليها ويعود تاريخ بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ.

مستقبل مشرق:

تضاعف اهتمام الدولة بالقطاع السياحي على نحو لافت، لا سيّما بعد أن أصبحت الدوحة عاصمة إقليمية لمنتديات السياسة والفكر والاقتصاد والإعلام فضلاً عن تنظيمها واستضافتها المستمرة للفعاليات الفنية والدورات الرياضية العالمية، وسوى ذلك من فعاليات ومعارض دولية ومهرجانات تسوق تتطلب توفير خدمات سياحيّة متميّزة لزائري قطر من شتى بقاع الأرض.

وفي هذا الإطار شهدت الصناعة الفندقيّة في قطر تطوّرًا بارزًا لتلبية الاحتياجات السياحية، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات السفر والطيران، حيث أصبحت قطر من الدول الرائدة على صعيد العالم في توفير أفضل الخدمات السياحية على أسطولها الجوي الحديث.
وتُعد تجربة السياحة في قطر مزيجًا نادرًا من المغامرة والمتعة بالتقاليد والأجواء العربية، من قيادة سيارات الدفع الرباعي على قمم الكثبان الرملية إلى الرياضات المائية مرورًا بالتجوّل في المتاحف والتسوّق في الأسواق التقليديّة.

وتعتمد السياحة في قطر بشكل عام على البحر والصحراء، اللذين شكّلا منذ القدم مصدر عيش وإلهام للقطريين، ولا يزالان حتى وقتنا الحاضر يُشكّلان عماد السياحة في قطر. البحر بشواطئه الوادعة ومياهه الدافئة، والصحراء بامتدادها على مرمى البصر وما فيها من جماليات بصرية وما صنعته يد الإنسان.

هذا وسجّلت دولة قطر نموًّا واضحًا بقطاع السياحة خلال العامين الماضيين لا سيّما في عدد الغرف الفندقية والزوّار كما ازدادات أعداد القادمين من دول مجلس التعاون. وتستضيف الهيئة العامة للسياحة وتنظم العديد من المعارض والمؤتمرات على مدار العام ما أدّى إلى زيادة عدد الزائرين من مختلف أنحاء العالم خصوصًا دول المنطقة كما تهدف الهيئة الى زيادة عدد المعارض المتخصّصة.
 

المصدر : الراية

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله