الأردن- مبادرة تسهم في تعزيز مشاركة المرأة بالقطاع السياحي
عمان "المسلة" … فرص عمل متساوية لاقتصاد متقدم" مبادرة أطلقتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون من هيئة الأمم المتحدة للمرأة بهدف زيادة مشاركة المرأة في قطاع السياحة وتعزيز فرص حصولها على التدريب والعمل والتقدم الوظيفي في مؤسسات القطاع السياحي.
تأتي هذه المبادرة في ظل تراجع نسب مشاركة المرأة في العمل السياحي في الأردن حيث تقف نظرة المجتمع السلبية للفتاة التي تعمل في مجال سياحي عائقا أمام زيادة نسبتها، كما يؤكد خبراء في القطاع.
وتسعى وزارة السياحة والآثار من خلال استراتيجيتها الوطنية للسياحة للاعوام 2011 – 2015 الى تفعيل دور المرأة وزيادة مشاركتها في العمل بالقطاع السياحي لتصبح بنسبة 15 % في السنوات القليلة المقبلة، حيث يشكل عنصر عدم المساواة ما بين الجنسين على ارض الواقع في مجال العمل عائقا امام مشاركة المرأة في القطاع. وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب تقول إن العامل الرئيس الذي يؤثر على زيادة مساهمة المرأة في العمل السياحي هو الانطباع العام لهذه المهنة من قبل الناس.
وأضاف الخطيب إنه رغم تحسن هذه النظرة قليلا الا أن احساس المواطنين بأن عمل الفتاة بالسياحة يقتصر على الضيافة وقطاع الخدمة ما يزال يمنع الأهالي بتشجيع بناتهم للعمل في هذا القطاع.
وتؤكد أن الحل هو زيادة توعية المواطنين بهذا الموضوع الى جانب توفير ظروف عمل مناسبة للفتيات لتشجيعهن على الإقبال على العمل في المجال السياحي. وتبين الخطيب أنه اذا توفرت ظروف عمل جيدة كالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي والمواصلات الى جانب احترام المسؤولين في العمل لموظفيهم فإن ذلك يشجع الأهل على تحفيز بناتهم للعمل في هذا المجال.
وتهدف مبادرة وزارة السياحة الى إدخال الجندر ونشر ثقافة المساواة بين الجميع في المؤسسات التي تعمل في القطاع السياحي وذلك من خلال ضمان حصول الرجل والمرأة بشكل متساو على فرص عمل في مجال الخدمات والمنتجات السياحية. وتهدف أيضا إلى تعزيز فرص حصول المرأة على التدريب والعمل والتقدم الوظيفي في مؤسسات القطاع السياحي. والشركات الخاصة لتوعية عن الظروف الخاصة بالمساواة بين الرجل و المرأة فى محيط العمل.
من جانبه يرى عميد كلية الأردن الجامعية التطبيقية للتعليم الفندقي والسياحي الدكتور محسن مخامرة أن التغيرات الاجتماعية تأخذ وقتا طويلا حتى تتغير، لافتا الى أن تغير نظرة المجتمع لعمل المرأة في السياحة يتحسن بشكل بطيء. ويضيف مخامرة انه لاحظ ان نسبة القبول في الكلية بالنسبة للفتيات ارتفعت هذا العام مقارنة مع العام الماضي وهذا مؤشر جيد على تحسن نظرة الأهل لعمل بناتهم في القطاع.
ويشير الى أن نوعية العمل السياحي أصبحت تتحسن أيضا، لافتا الى أن هناك مجالات عديدة ومتنوعة لعمل المرأة في القطاع السياحي.
ويقول مخامرة إن هناك عوامل عديدة يجب أن تتوفر كي تجشع الأهل على عمل بناتهم في السياحة وأهمها تحسين ظروف العمل لهن من جميع نواحيها.
ويرى مخامرة أن هناك العديد من الفتيات اللواتي درسن مجال الفندقة والسياحة وتدربن خلال دراستهن وحصلن على وظائف حتى قبل التخرج وهذا يشجع العديد للإقبال على هذا القطاع خصوصا مع ارتفاع نسب البطالة بين الشباب والفتيات.
ويؤكد مخامرة ل الغد أن القطاعات السياحية بحاجة إلى قوى عاملة أردنية ذات كفاءات، لافتا إلى أن الكلية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على زيارة المدارس لتوعية الطلاب بأهمية العمل في قطاع السياحة والفنادق وسهولة الحصول على عمل.
وكانت كلية الأردن، التي تتبع لوزارة التعليم العالي، تأسست العام 1980، وفي ذلك العام قامت الحكومة بتأسيس كلية عمون للتعليم الفندقي والسياحي بمساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية، وقامت منظمة العمل الدولية بإدارة الكلية لمدة عامين، تم بعدها تسليم هذه المسؤولية لوزارة التربية والتعليم الأردنية.