Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

«المرتجع» أضعاف المطبوع!

بقلم : محمود كامل … في «دنيا الصحافة» التي قضيت فيها أغلب عمري قضايا يومية كثيرة – زادت هذه الأيام بشكل يتساوى مع عشرات الإصدارات الجديدة التي طفح بها السوق – وكلها «قضايا مهنية» تؤكد أن المحرر الذي كتبها لا علاقة له بالعمل الصحفي، وأن العمل كـ»مبلط سيراميك» أولى به وكذلك رئيسه الذي وافق على النشر كان «موقع السباك» هو أكثر لياقة به من العمل في جريدة، وما بين الإثنين – مبلط السيراميك والسباك – ضاعت آداب الصحافة، وأهمها عدم النشر قبل التأكد من صدقية المكتوب للقراءة، ذلك أن الاعتذار للقارئ في اليوم التالي للنشر، يعني الاستهتار بالقارئ الذي هو صاحب الفضل الأول في بقاء أي صحيفة في نوافذ البيع، مهما كان عمر الجريدة في ذلك السوق، حيث إن القارئ – كل قارئ – لديه – مقابل ما يدفع – نهم نحو الطزاجة، وقبلها المصداقية.. والمصداقية فقط ليزداد ارتباطا بصحيفته اليومية، وهو ما يضمن لتلك الصحيفة «طول البقاء».

ويعود ذلك كله إلى أن الصحافة -خلال أيامنا هذه- تحولت -بفعل الوسايط للأقارب والقريبات- إلى مهنة لمن لا مهنة له، حيث نصف الصحفيات والكاتبات في الكثير من الصحف كان أولي بهن البقاء في البيت لعمل محشي الكرنب، أو «تقميع» البامية مع عمل «تقلية الملوخية» كلما حانت الظروف.

وأعرف صحفيات قد انتهت مدة خدمتهن بالمعاش ليخرجن من صحفهن كما دخلنها دون خبر كتبنه، أو تحقيق صحفي ابتلين الناس به، وأعرف صحفيين وكتابا لهم أعمدة يومية يعد يوم «اعتذارهم عن الكتابة» -لأي ظروف- هو أسعد أيام القراء، ذلك أن اختفاء نشر مقاله هو يوم الفرج لتزيد عدد المبيع -يومها- عن عدد النسخ المطبوعة، إلا أن آخرين من الكتاب لهم نفس الفضل ولكن بالمقلوب، حيث يمثل «المرتجع» من الصحيفة يوم يكتبون «ضعف المطبوع» من نفس الصحيفة!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله