عمان "المسلة"… شهدت الاسواق الرئيسية التي يعتمد عليها قطاع السياحة الأردني تراجعا ملحوظا منذ بداية العام, وذلك بسبب العديد من العوامل أبرزها تأثر المملكة بالاحداث والاضطرابات التي شهدتها وما زالت تشهدها دول المنطقة فيما يسمى الربيع العربي.
لكن رغم التراجع الحاصل في اعداد زوار المملكة الكلي والدخل السياحي, الا انه ومن خلال النظر الى بعض الارقام والاحصائيات الخاصة بعمل قطاع السياحة الأردني خلال الاشهر التسعة الماضية فانه بالامكان اعادة وزيادة اعداد زوار الأردن خلال العام المقبل, كون بعض الاسواق الاوروبية الرئيسية ما زالت تحتفظ ب¯ ثقتها بالمنتج السياحي الأردني, الامر الذي دفع هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع جمعية السياحة الأردنية الوافدة مؤخرا وخطة متكاملة مفادها زيادة حجم التسويق والترويج السياحي في تلك الدول خاصة الاوروبية منها.
وبحسب لغة الارقام فان العديد من هذه الاسواق خاصة الاوروبية ما زالت تعتبر سوقا واعدا ومهما ويمكن التعويل عليه في المستقبل القريب لتعويض ما لحق بالقطاع من تراجع هذا العام, وذلك كون هذه الاسواق ما زالت رغم صعوبة الاحداث في المنطقة ترسل العديد من السياح الى المملكة خاصة السوق البريطاني والفرنسي والروسي والالماني, وهو ما يشير الى ثقة الزائر والمستهلك في تلك الدول بالمنتج الذي يقدمه الأردن, الامر الذي يتطلب العمل على زيادة حجم الانفاق والترويج السياحي في هذه الاسواق من اجل كسب الاعداد المتزايدة من سياحها مع بداية العام المقبل.
فمن خلال الاحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة والاثار التي حصلت العرب اليوم على نسخة منها للشهور التسعة الاولى من العام الحالي, تشير ان التراجع الحاصل في اعداد زوار المملكة في بعض الاسواق يعتبر امرا طبيعيا نتيجة الاحداث التي شهدتها دول المنطقة, لكنه يمكن من خلال زيادة التركيز بشكل أكبر على تسويق المنتج السياحي الأردني وما تنعم به المملكة من امن واستقرار, استعادت هذه الاسواق نشاطها المعهود وجذب الاعداد المتزايدة من السياح, فالاحصائيات تؤكد ان بعض هذه الاسواق تثق بالمنتج السياحي الأردني.
ومن بين اهم الاسواق التي يعتمد عليها الأردن سياحيا, وتعلب دورا كبيرا في تحقيق الايرادات وزيادة الدخل السياحي, السوق البريطاني والالماني والفرنسي, اضافة الى السوق الامريكي, وهو ما دفع هيئة تنشيط السياحة خلال الفترة الماضية وضع برنامج متكامل ومنظم يركز على زيادة حملتها التسويقية والترويجية في هذه الدول بما يهدف الوصول الى المستهلك مباشرة.
واشارت الاحصائيات ان عدد زوار المملكة من السوق البريطاني لغاية نهاية ايلول من العام الحالي حوالي 66.3 الف زائر, متراجعا بنسبة معقولة بلغت 9.8 بالمئة, كان الجانب الاكبر سياح مبيت بمجموع 46.8 الف سائح مقابل 19.5 زوار يوم واحد.
وبلغ عدد زوار المملكة من السوق الفرنسي 48.5 الف زائر متراجعا 34.2 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي, لكن اعداد الزوار تشير ان هذا السوق ما زال يثق بالمنتج السياحي الأردني كون اغلب زوارها هم سياح مبيت بمجموع بلغ حوالي 40 الف سائح مقابل حوالي 8.6 الف زائر ليوم واحد.
كما ان عدد الزوار من السوق الالماني لنهاية ايلول من العام الحالي 42.5 الف زائر من بينهم حوالي 31.9 سياح مبيت والباقي 10.6 الف زائر ليوم واحد.
وتعتبر هذه الاسواق الاوروبية الاكثر ارسالا للسياح الى المملكة والاكثر انفاقا, لذلك فانه بالامكان العمل والتركيز عليها خلال الفترة الحالية لزيادة اعداد القادمين منها مع بداية العام المقبل لتعويض التراجع الذي حصل خلال العام الحالي.
من جهة اخرى اكدت الاحصائيات ان السوق التركي احتل مكانة مهمة بالنسبة لاكثر الجنسيات زيارة للمملكة منذ بداية العام, حيث بلغ مجموع الزوار الاتراك 111.2 الف زائر منهم حوالي 24.5 الف سائح مبيت والاخرون 86.7 زوار يوم واحد.
وكان مجموع اعداد زوار المملكة الكلي انخفض خلال الشهور التسعة الاولى من العام الحالي 21.1 بالمئة, حيث بلغ مجموع اعداد الزوار 5.09 مليون زائر مقابل 6.4 مليون زائر للفترة ذاتها من العام الماضي, اي بتراجع في مجموع الزوار بحوالي 1.3 مليون زائر.
وقد ارتفع عدد سياح المبيت بشكل طفيف ليبلغ حوالي 2.8 مليون سائح مقابل حوالي 2.2 مليون زائر ليوم واحد.