تنتقل كاميرا برنامج مسافرون الجمعة الى ارض الفيروز سيناء التى تميزت بجمال فريد ورمال ساحرة ومن قلب سيناء الحبيبة تأخذنا كاميرا مسافرون بصحبة الخبير السياحى الدكتور " عاطف عبد اللطيف " إلى مدينة "سانت كاترين" تتجول فى ربوعها واجمل واقدس الاماكن بها أماكن لها تاريخ كلما مرعليها الزمن والعصور تزداد حلاوة واهتمام يأتى اليها السائحون من شتى بقاع العالم لزيارة معالمها الدينية والسياحية و بيئتها الصحراوية الخلابه.
تابعوا الحلقة الجديدة من برنامج مسافرون ليلة الجمعة الساعة السابعة مساءً علي قناة الON .TV
مدينة سانت كاترين
تعد مدينة سانت كاترين أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزاً .. فهى أعلى الأماكن المأهولة فى سيناء حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر .. وتحيط بها مجموعة جبال هى الأعلى فى سيناء بل وفى مصر كلها .. وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها .
هذا الارتفاع جعل لها مناخاً متميزاً أيضاً .. فهو معتدل فى الصيف شديد البرودة فى الشتاء .. مما يعطى لها جمالاً خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال .. وقد أعلنت المنطقة محمية طبيعية . وتاريخياً ..هى منطقة ذات أهمية كبيرة . . و أضيف إليها بعد تاريخى حضارى دينى آخر عندما شيد بها الدير المعروف الآن باسم دير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى .. ومازال من أعظم الآثار المسيحية فى مصر والعالم . هذا التميز فى الموقع والمناخ .. وفى التاريخ والجغرافيا .. انعكس على حاضر سانت كاترين التى تعد منطقة سياحية ذات طابع خاص .. و منطقة زراعية بسبب توفر مصادر المياه الجوفية بها .
وتقع سانت كاترين فى قلب جنوب سيناء على بعد 300 كم من قناة السويس . وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع. وتشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفارى وتسلق الجبال. ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبى هارون وغيرها من الاثار الدينية. كما يوجد بها العديد من المشروعات السياحية الكبرى. وتعتبر أكبر محمية طبيعية فى جمهورية مصر العربية من حيث المساحة .
السياحة الدينية :
تعتبر السياحة الدينية فى مقدمة أنواع السياحة التى تتمتع بها المدينة و يمثل دير سانت كاترين مزاراً هاما للسائح الذى يتوق للسياحة الدينية و قد بنى فى القرن السادس الميلادى .
دير سانت كاترين أقدم دير في العالم في الوادي المقدس( طوى )
قال تعالى فى كتابه العزيز" اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى"
الوادي المقدس طوى هو أٌقدس بقعة على الأرض ،ورد أكثر من مرة فى القرآن الكريم ما يدل على قدسية طوى وخلع النعلين كان لقدسية المكان ولقربه من جبل التجلي الذي تجلى الله عليه لموسى ،ووادي طوى موجود بالقرب من مدينة سانت كاترين المصرية في محافظة جنوب سيناء في جمهورية مصر.
في شبه جزيرة سيناء وفي أحضان جبل (الشريعة) أو جبل موسى -الجبل الذي كلم الله عز وجل عنده موسى عليه السلام- يقع واحد من أهم وأشهر الأديرة المسيحية في العالم؛ دير طور سيناء المعروف باسم "دير سانت كاترين" الذي يمتلئ بآلاف الزوار سنويا، والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو عام 2002،
تبدأ قصة دير سانت كاترين منذ العهد البيزنطي حيث كانت منطقة جبل موسى أو ما يطلق عليه وادي العليقة الملتهبة هدفا للإمبراطورية البيزنطية استمر لوقت طويل، فقد أصدرت الإمبراطورة "هيلانة" أم الإمبراطور قسطنطين أمرا ببناء كنيسة صغيرة وبرج في جبل موسى، وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي وتحمل اسم كنيسة العليقة الملتهبة.
ثم أتى الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وتحديدا في نفس المنطقة ليقوم ببناء "دير" تخليدا لذكرى زوجته "ثيودورا" في الفترة من 584م إلى 565م ويطلق على هذا الدير اسم "دير طور سيناء" وأمر الإمبراطور بضم كنيسة العليقة إلى الدير لتكون واحدة من كنائس الدير، ومع حلول القرن التاسع الميلادي يتغير الاسم القديم للدير ويصبح اسمه "دير سانت كاترين" أي القديسة كاترين، وهي التي عاشت في الإسكندرية إبان حكم الإمبراطور الروماني "مكسيما نوس" 305 – 311 ميلادية وقد اعتنقت كاترين المسيحية ولهذا تعرضت للتعذيب ثم القتل، وبعد مضي خمسة قرون على استشهادها، يرى أحد الرهبان في سيناء رؤيا، بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان للجبل فوجدوا بقايا الجثة ثم قاموا بنقلها إلى إحدى كنائس الدير وهي كنيسة "التجلي" ليطلق على الدير منذ ذلك الوقت دير القديسة "كاترين".
وكان السبب المباشر لبناء الدير هو استجابة جستنيان لمناشدة الرهبان المقيمين بكنيسة العليقة وحول الجبل المقدس ببناء دير كبير يجتمعون فيه، ولكن جستنيان كان يهدف من وراء البناء أهدافا عدة، منها تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية ضد أخطار الفرس، وتأمين طرق المواصلات بين مصر وفلسطين، أي أن يكون الدير أشبه بالحصن الحربي، أيضا والعمل على نشر الدين المسيحي، وهو جانب ديني.
عند دخول الكنيسة يلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم له. أما المدخل الوحيد للدير فهو باب صغير على ارتفاع 30 قدم، ويشرح الراهب هناك "بانه قد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء".
الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره.
ويضم الدير فى حناياه
مكتبة دير سانت كاترين
وتعد مكتبة دير سانت كاترين من أهم المزارات التي يهتم بزيارتها زوار الدير سواء من السائحين أو المهتمين والدارسين للمخطوطات والنادر من الكتب القديمة، فهي تحوي ستة آلاف مخطوط، منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المخطوطات اليونانية والأرمينية والإثيوبية والقبطية والسوريانية، وهي مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي، كما تضم المكتبة عددًا من الفرمانات الصادرة من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب، ومن أهم مخطوطات الدير، مخطوطان خرجا منه في ظروف تاريخية معينة، أحدهما محفوظ بالمتحف البريطاني والآخر بتركيا.
المخطوط الأول: وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروف باسم (كودكس سيناتيكوس) الذي كتبها "أسيبوس" أسقف قيصرية عام 331م وقد اكتشفها بالدير الروسي "تشيندروف عام 1869 م وعرضها على قيصر روسيا إسكندر الثاني الذي اشتراها من الدير بثمانية آلاف فرنك وطبع منها نسخا أعطى منها للدير وظل الأصل عنده حتى عام 1923 حتى باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطاني مقابل مائة ألف جنيه إسترليني".
المخطوط الثاني: العهد النبوي الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقا لتعاليم الإسلام السمحة كعهد أمان للنصارى يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنسائهم، ولقد أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية حين دخوله مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد.
العليقة الملتهبة
يتميز الدير باحتوائه على نبات نادر يطلق عليه "العليق" لا ينبت إلا في دير سانت كاترين وله مكانة خاصة لدى المسيحيين واليهود، ويتميز بأنه لا ينمو ولا يثمر ويكمن سره في خضاره الدائم، ويطلق عليه العديد من التسميات، منها نبات العليق أو الشجرة المقدسة أو شجرة العليقة الملتهبة، وسمي بالعليقة الملتهبة نسبة إلى المكان الذي رأى عنده نبي الله موسى النار في القصة التي أوردها القرآن الكريم.
المدخل الوحيد للدير كان باًباً صغيراً على ارتفاع 30 قدماً ،وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات. أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير.
الجدير بالذكر أن هناك مسجداً صغيراً، قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر، على أن البعض وخاصة من المستشرقين يفسرون ذلك على أنه شكل من أشكال فرض السيطرة الإسلامية في ذاك الوقت، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذي يبلغ ارتفاعه من 40 200- قدم – وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات.