غزة "المسلة": تقرير -خضرة حمدان… غزة هي واحدة من أكثر المدن التي ارتادها سياح من مختلف أرجاء العالم ومن قاراته الست على مدار السنوات الخمس الماضية تجولوا في شوارعها ابتاعوا هداياهم التذكارية منها ارتدى الكثير منهم كوفية فلسطينية وثوبا مطرزا – ولكن غزة لم تربح الكثير من الدولارات الأميركية أو العملات الأخرى لأن السياح كانوا من نوع آخر.
ولأول مرة يأتي السائح لمدينة فلا يخرج في جولة سياحية حول معالمها الأثرية أو يطلع على مكنوناتها الخفية أو يستلقي على شاطئها الممتد، بل تجول معظم من أتى على مبانيها المهدمة وجسورها المدمرة واستمع للمواطنين حول معاناتهم في ظل الحصار الاسرائيلي والدولي المفروض طوال هذه الأعوام وما جاء فيه جراح جراء حرب مدمرة، هؤلاء جميعاً كانوا ضيوف غزة وليسوا سياحاً كما في باقي المعمورة.
في غزة اليوم حاول الغزيون أن يطلقوا شيئا ما سياحيا كي يشعروا ان مدينتهم السياحية الممتدة على قرابة 56 مليون متر مربع أنها من أجمل المدن، أو كما قال النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري ان غزة جميلة ونظيفة وان أهلها يجب أن يفخروا بمدينتهم الساحلية ويقدموها للعالم بأبهى حلة.
اليوم أطلق أكاديميون ومختصون بالهندسة والعمارة خارطة غزة السياحية موضحين في مفتاحها كافة أماكنها الحيوية وشوارعها ومعالمها الأثرية والسياحية كالفنادق والمطاعم، ولم ينسوا مشافيها ومؤسساتها الدولية والرسمية أو تلك الأهلية والصيدليات حتى أنهم وضعوا عليها بعض أكبر محلات السوبرماركت.
وقال مصممو الخارطة إنها أول مشروع يلقي الضوء على المواقع الهامة في مدينة غزة الأثرية والسياحية والخدماتية والصحية والاقتصادية لتكون بيد كل زائري غزة.
الخارطة أطلقتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية برعاية بنك فلسطين المحدود وطبعتها شركة مداد وساعد بنشرها شركتي يمامة وصدف وهي الخارطة الأولى بعد خارطتها التي أطلقتها السلطة الفلسطينية عام 1998 ولكنها منذ ذاك الوقت لم يتم تحديثها وقال القائمون على الخارطة اليوم أنهم سيعملون على تحديثها كل عام أو عامين على الأكثر.
وينتشر في مدينة غزة قرابة 30 معلما سياحياً معتمدا فيما يتواجد فيها عدد كبير مطمور ولم يتم اكتشافه حتى اللحظة كما أفاد مدير السياحة في وزارة السياحة والآثار بغزة رزق الحلو، مشيراً إلى أن معالم غزة السياحية تتعدد بين معالم أثرية كالمساجد والأديرة البيزنطية والحمامات الأثرية ومعالم أخرى سياحية للترفيه كالمطاعم والفنادق ومدن الملاهي.
وحول السياحة في قطاع غزة فقد أوضح الحلو أن السياحة تنقسم لنوعين خارجية وهي تقريبا معدومة سوى من النشطاء الدوليين الذين توافدوا لقطاع غزة عبر سفن وقوافل كسر الحصار، وسياحة داخلية وهي لسكان القطاع الذين لم يقم أحدهم بالمبيت ليلة واحدة بفنادق غزة الاثني عشر ولكنهم يستمتعون بالمطاعم التي قد ترتفع فاتورة وجباتها نظراً لعدم وجود الرقابة وقلة عدد موظفي الوزارة الذي انخفض من 120 موظف قبل عام 2006 إلى 20 موظف منذ أعوام.
ويقطن مدينة غزة قرابة 448 ألف نسمة وهم موزعون على 14 حيا سكنيا مكتظاً بالسكان وتعتمد المدينة عمرانيا التوسع العمودي نظرا لصغر مساحتها وازدياد عدد سكانها سنويا، وتقارب درجة حرارتها صيفا 32 درجة مئوية ولا تنخفض في ذروة الشتاء عن 6 درجات مئوية .