عبق التاريخ واثاره الشامخة بمصر القديمة الليلة فى برنامج " مسافرون "
الى عشاق التاريخ والاثار القديمة الى كل مشتاق لعبق الماضى الاصيل ،رحلة خاصة الى بيوت وازقة مصر القديمة وأجمل المناطق التى يقصدها السائحين من اجانب ومصريين وعرب للتمتع بالتراث الاصيل الذى حافظ عليه كل مصرى ليكون شاهد على التاريخ .
سهرة خاصة من " بيت زينب خاتون وحى الجماليه والقلعة وبيت الهوارى " الليلة مع كاميرا برنامج مسافرون والخبير السياحى الدكتور/ عاطف عبد اللطيف على قناة ال o.tv وقناه ال on.tv الساعة الثامنة مساءً.
بيت «زينب خاتون»
على رغم ما أشيع عن أن المرأة في العصرين المملوكي والعثماني عُزلت وراء المشربيات واقتصر دورها في إطار عالم الجواري والحريم، إلا أن زينب خاتون معتوقة الأمير المملوكي محمد بك الألفي وزوجة الأمير الشريف حمزة الخربوطلي أثبتت عكس ذلك؛ ففي عام 1798، جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر وبدأ نضال المصريين فشاركت فيه زينب خاتون إذ كانت تؤوي الفدائيين والجرحى عندما يطاردهم الفرنسيون.
يكشف لنا بيت «زينب خاتون» ملامح عمارة بيوت القاهرة في العصر المملوكي ويمتد بنا إلى العصر العثماني. فقد بُني عام 1486م، أيام حكم المماليك لمصر، على يد الأميرة «شقراء هانم»، حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وفي العصر العثماني تعاقب الوافدون الجدد على سكن البيت وأضفوا لمساتهم عليه، وكان آخرهم زينب خاتون التي سمِّي البيت باسمها. وبعد وفاتها، آل البيت إلى الأوقاف المصرية التي استلمته وأجّرته للكثيرين، من بينهم قائد بريطاني أيام احتلال بلاده لمصر. وفي منتصف القرن العشرين الميلادي أجرت هيئة الآثار المصرية إصلاحات كثيرة في البيت وخصصته للزيارة، ومع بداية القرن الواحد والعشرين حوَّلت وزارة الثقافة حجرات المنزل في الدور الأول إلى قاعات فنية تستقبل المعارض الفنية التشكيلية والحرف التقليدية.
والمنزل من الناحيتين الجمالية والمعمارية يحمل سمات العمارة المملوكية ويمتد بنا إلى العصر العثماني، فمدخله «منكسر» صمِّم بحيث لا يمكن للضيف أو المارة في الشارع رؤية من في الداخل. وتصميم البيت عبارة عن فناء كبير تحيط به محتويات الدار من قاعات الضيوف وحجرات في طابقين، والهدف من تصميمه بهذا الشكل ضمان وصول الضوء والهواء الى واجهات البيت وما تحويه من حجرات. يشمل الطابق الأول «المندرة»، مكان مخصص لاستقبال الضيوف من الرجال، و{اسطبل الخيل» و{المزيرة»، مكان مخصص لحفظ المياه، و{المطبخ» و{الطاحونة» و «مخزن الغلال».
يقول أستاذ العمارة الإسلامية في كلية الآثار- جامعة القاهرة الدكتور مصطفى نجيب: «استخدم المعماري القباب في تغطية أسقف كل من «الطاحونة» و{مخزن الغلال» و{المزيرة» كوسيلة لتكييف الهواء، وهو ما يتناسب مع وظيفة هذه الحجرات للحفاظ على برودة المياة أو حفظ الغلال. فمن المعروف أن الهواء الساخن، الأكثر تمدداً، يصعد إلى أعلى بينما يتحرّك الهواء البارد الأقل تمدداً إلى أسفل».
يضيف نجيب: «اختلف أسلوب تغطية الأسقف في الطابق الثاني من البيت ما بين قبة كبيرة تتدلى منها ثريا للإضاءة وسقف مسطح مزين بالزخارف النباتية والهندسية والآيات القرآنية. ويشتمل هذا الطابق على مقعد للرجال وهو ما يطلق عليه «السلاملك»، ومقعد للحريم وهو ما يسمى بـ{الحرملك». فيما استُخدمت المشربيات المطلة على صحن البيت للتهوية والإضاءة».
«الحرملك» أكثر عناصر البيت رحابة وجمالاً، فالزخارف تمتدّ إلى أعلى السقف، الذي تتدلى منه ثريا معدنية كبيرة تضاء بالزيت. وتعلو السقف قبة متسعة، أُطلق عليها «الشُخشيخة» في العمارة الإسلامية. وتعمل على إدخال مزيد من الإضاءة إلى الحجرة وخلق مجال لتيار الهواء.
وعلى جانبي المشربيات المطلة على صحن البيت، تمتد «الكتبيات»، التي كانت تحفظ فيها النساء الكتب والمصاحف وأطباق الفاكهة والمسليات التي تقدم للضيوف، فربما كانت تجلس السيدة مع صديقاتها لتطّلعن على الكتب أو لتتسامرن فيما تستمتعن بالهواء والضوء أسفل المشربية.
يعلِّق نجيب: «تعد قاعة الحرملك أكثر أجزاء البيت خصوصية، لا تدخلها إلا صاحبة الدار وزوجها أو صديقاتها والجواري، إذ يتصل بهذه القاعة حمام للسيدات يُستخدم للاستحمام وليس مرحاضاً، مقسم إلى ثلاثة أقسام أشبه بالتكوين المعماري للحمامات العامة التي انتشرت في شوارع القاهرة واستخدمت لتدليك العرائس وتجميلهن قبل الزفاف. ويدل وجود الحمام في البيت على مدى اهتمام السيدة في ذلك العصر بصحتها وجمالها. وينقسم إلى ثلاثة أجزاء: الحمام نفسه، غرفة التدليك وغرفة الاستراحة. فبعد أن تخرج السيدة من الحمام، تتجه إلى غرفة التدليك التي يأتي البخار إليها من فتحات خاصة، بعدها تنتقل لتستريح في غرفة صغيرة مجاورة قبل أن تتجه إلى غرفة الملابس. ويفصل هذه الأخيرة عن الحمام سلّمان صمِّما خصيصاً بارتفاع كبير لتقوية عضلات السيقان}.
ولزيادة الخصوصية ألحقت صاحبة الدار ركناً خاصاً بالولادة على الجانب الأيسر من الحجرة يشتمل على سرير وكرسي للولادة.
يرتبط منزل زينب خاتون بقصة كنز عثر عليه أثناء ترميم المنزل في تسعينيات القرن الماضي داخل أحد جدرانه، فقد فوجئ فريق الترميم عند هدم أحد جدران البيت الآيلة للسقوط بقدر فخار كبير مخبأ داخل الحائط، حيث اصطدم بفأس أحد العمال وانفجرت منه عملات ذهبية ترجع الى العصرين المملوكي والعثماني.
وتؤكد مسؤولة قسم العملات في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة الدكتورة ماجدة يوسف أن هذا الاكتشاف يفسر الظاهرة الاقتصادية والاجتماعية التي اصطلح عليها علماء الآثار باسم «ظاهرة الاكتناز» التي شاعت في أوقات الشدة، إذ كان يحتفظ الأثرياء بالعملات الذهبية والفضية الجيدة في أماكن خفية عن أعين اللصوص أو الأعداء ليستعينوا بها وقت النوائب والأزمات. تضيف يوسف: «عثورنا على هذا الكنز بعد مرور مئات السنين يشير إلى أن صاحب الكنز ربما مات أو قُتل قبل إبلاغ ذويه بمكان الكنز، لذلك وصلتنا كميات كبيرة من العملات عالية العيار وجيدة الصنع.
حى الجماليه
حى الجماليه بيتمتع بشهره تاريخيه و عالميه لإن بيعتبر مجمع تراث القاهره من ساعة ما اتبنت. فيه الأزهر ، و جامع الحاكم بأمر الله ، و الجامع الأقمر و غيرها ، و فيه اسوار القاهره ، و بواباتها ، و المدارس الأيوبيه و المملوكيه ، و خان الخليلى ، و الصاغه ، و النحاسين.
بيتقال ان التسميه بتتنسب للأمير " جمال الدين محمود الاستادار " من عهد المماليك البرجيه بعد ما بنى فى الحى مدرسه سنة 1409 و كانت من أعظم مدارس القاهره. مساحة الحى العريق ده حوالى 2.5 % من مساحة القاهره الحاليه. من الشرق بيحده جبل المقطم اللى كان فوقه قلعة الجبل مقر إقامة و حكم سلاطين مصر ، و من الشمال حى الوايلى و الظاهر ، و من الغرب احياء باب الشعريه و الموسكى ، و من الجنوب حى الدرب الأحمر.
بيضم حى الجماليه 18 شياخه أهمها شياخة الجماليه و برقوق و قايتباى و البندقدار و المنصوريه و الدراسه و العطوف و قصر الشوق و الخواص و باب الفتوح و خان الخليلى و الخرنفش و بين السورين.
بيحد حى الجماليه التاريخي من الشرق شارع المعز لدين الله ومنطقة بين القصرين، ومن الشمال والغرب ابواب القاهره ، الفتوح و النصر ، وجزء من السور الفاطمى، ومن الجنوب شارع االازهر، فى العصر الفاطمى المنطقه دى كانت حوالى خمس القاهره و كانت فيها قصور الخلافه الفاطميه و ملحقاتها و بعد نهاية الدوله الفاطميه سنة 1171 على ايد صلاح الدين الايوبي اتدهور حال القصر الفاطمى و بقى بيسكن فى اجزاء منه عامة الناس وأسس الأمير جهاركس الخليلى، و ده كان امير من أحد امرا الدوله المملوكيه في عهد السلطان الظاهر برقوق ، خان الخليلى سنة 1382 على أنقاض ترب الخلفا الفاطميين فى مصر التي اتعرفت باسم " تربة الزعفران "، وكانت على الجزء الجنوبى من قصر الخلافة الفاطمى.
فى سنة 1409، الأمير جمال الدين يوسف الأستادار حل الوقفيات في منطقة رحبة باب العيد و بنى مدرسه ، و من بعده سكنت عامة الشعب فى المنطقه فظهرت فيه الزقايق اللى اتشعبت مع مرور الأيام و ظهر حى الجمالية.
بيت الهوارى
يقع البيت الأثرى بيت الهراوى فى حي الأزهر , وهو من البيوت الأثرية المشهورة بها القاهرة وسمى باسمه الحالي نسبة إلى أخر ملاكه عبد الرحمن بك الهراوي الذي غادره سنة 1921 وإذا كان الجزء الأكبر من البناء يرجع إلي سنة 1731 فإن البيت بأكمله هو نتاج كثير من التعديلات , وكما أن جزءً منه يرجع إلي نهاية القرن السادس عشر فإن المدخل يرجع إلي القرن التاسع عشر وترميمه الذي بدأ سنة 1986 ,فهو من عمل بعثة التعاون الفرنسي .
وقد سمى بيت الهراوى أيضاً ببيت العود العربى وتحول إلى مركز للحفاظ على فنون العزف على العود وقبلة يقصدها المعلمون وراغبو تعلم العزف على الالة العربية العريقة وأقام الفنان العراقى نصير شمه الموسيقار وعازف العود العراقى الشهير داخل جدران بيت العود العربى مدرسة يفد إليها الطلاب من كافة انحاء العالم ليتعلموا العزف على الالة فى مناخ يجل الموسيقي .