أكدت وزيرة السياحة الفلسطينية الدكتورة خلود دعيبس أن احتفالات مدينة بيت لحم بعيد الـميلاد لهذا العام كانت الأكثر نجاحاً منذ سبع سنوات، مؤكدة حضور أكثر من 40 ألف سائح عشية عيد الـميلاد ليرتفع عدد زوار الـمدينة للشهر الحالي الى 150 ألف زائر.
ولفتت دعيبس في حديث للصحافيين في مقر الوزارة برام الله إلى أنه مع انتهاء العام الحالي تكون وزارة السياحة قد رصدت دخول نحو 750 ألف زائر الى بيت لحم، مرجحة أن يتضاعف هذا العدد في العام الـمقبل.
يذكر أن العام 2000 سجل ذروة الإقبال السياحي على بيت لحم، حيث زار الـمدينة مليون سائح.
ولفتت الى أن النجاح اللافت الذي شهدته احتفالات أعياد الـميلاد يعود الى تكاتف جهود عدة أطراف بدأت من وزارة السياحة، والكنائس، والبلديات الثلاث: بيت لحم، بيت جالا، وبيت ساحور، والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام، وتحديداً تلفزيون فلسطين الذي بث برامجه من ساحة الـمهد على مدار عشرة أيام.
وأوضحت دعيبس أن العمل الفعلي لإنعاش السياحة بدأ منذ ستة أشهر، أي بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها، حيث تركز الجهد في الحملة السياحية على مدن بيت لحم والقدس وأريحا وبصورة أقل الخليل.
وتعتبر دعيبس “أن الحكومة نجحت بتنظيم موسم سياحي فاق التوقعات رغم التحديات الكبيرة وأبرزها ممارسات الاحتلال، والحواجز، والجدار، وضعف الإمكانيات الـمادية، ما ينفي الادعاءات الإسرائيلية بأن الأراضي الفلسطينية غير آمنة”.
وأوضحت “كان رفع حظر السفر عن الـمناطق الفلسطينية هو التحدي الأكبر، حيث درجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ترديد هذه العبارة بحجة أن السفر للأراضي الفلسطينية يشكل خطرا على السياح”.
وقالت “الجهود تركزت على تغيير هذه الصورة، بأن الأراضي الفلسطينية آمنة للسياح ولـم يسبق تسجيل أي حادثة اعتداء عليهم، إضافة الى أن البنية التحتية والـمرافق السياحية ما زالت تعمل ولـم تغلق أبوابها بسبب الـممارسات الإسرائيلية التي أدت الى كساد واسع في السياحة”.
وعمدت الوزارة الى تنشيط الـمشهد السياحي في الـمدينة بشكل لافت، حيث نظمت فعاليات جماهيرية واسعة مثل: سوق الـميلاد، وشارع النجمة، اللذين استمر كل منهما نحو أسبوعين، إضافة الى تنظيم أمسيات ثقافية وفنية.
وفي السياق ذاته، قدمت الوزارة مبلغ 200 دولار لأصحاب الـمحلات التجارية الـمغلقة على مدار ستة أشهر بهدف تشجيعهم على استئناف نشاطهم وفتح محلاتهم ثانية.
وتعتبر دعوة وزارة السياحة شخصيات سياسية رفيعة لزيارة بيت لحم، مثل: زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وممثل الرباعية توني بلير، من باب تفعيل النشاط السياحي، وإطلاع الـمسؤولين على أهمية الـمدينة، ما يشكل دعوة لـمواطنيهم لزيارة بيت لحم.
وأكدت “أن زيارة بلير لها أهمية خاصة، حيث أعلن خلال زيارته عن دعم الاتحاد الأوروبي لأربعة مشاريع حيوية، أحدها كان لدعم السياحة في بيت لحم”.
ولفتت الى أن زيارة السياسيين الأجانب لبيت لحم لها أهمية خاصة، من حيث مساعدة الفلسطينيين في الضغط على إسرائيل لإزالة كل الـمعيقات، والالتزام بالاتفاقيات الـموقعة وخاصة بروتوكول باريس الذي نص على ضرورة خلق أجواء إيجابية لحركة السياحة في الأراضي الفلسطينية”.
وأشارت دعيبس إلى أن الحكومة تتبنى حالياً خططا من أجل تشجيع السياحة الداخلية للـمدن الفلسطينية، وتعمل بغية ضمان بقاء السياح القادمين من خارج فلسطين مدة زمنية أطول بهدف زيادة إنفاقهم داخل الـمدينة، ما يعني نمو الاقتصاد الـمعتمد على السياحة”.