Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ثقافة الاردن تفتتح متحف الحياة البرلمانية السبت القادم

عمان "المسلة" ….. تحت الرعاية الملكيّة ، وبالتزامن مع مئوية الثورة العربيّة الكبرى، تحتفل وزارة الثقافة في الثانية عشرة ظهر السبت 2 ابريل بافتتاح متحف الحياة البرلمانيّة.

 

وفي جنبات مبنى البرلمان القديم بمنطقة جبل عمان نستعيد قصّة الحياة البرلمانيّة، ونلامس ذكريات المجلس التشريعي في مطلع الأربعينات، مستذكرين إعلان الجدّ المؤسس الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين استقلال المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الخامس والعشرين من إيار عام ستّةٍ وأربعين وتسعمئةٍ وألف، مثلما نستعيد أجواء اليمين الدستوريّة التي أدّاها الملك طلال بن عبدالله والملك الحسين بن طلال ُشغل المكان بوصفه متحفاً للحياة السياسيّة من عام 1992 حتى عام 2004، إلا أنّه لم يُفتتح رسميّاً، كما أنشئ مبنى ملاصق له، ويستخدم حاليّاً بوصفه مبنىً إدارريّاً، ويضمّ المكتبة وقاعة متعددة الأغراض. استخدم المبنى مقرّاً للمركز الأردني للإعلام خلال الفترة 2004- 2008، ثمّ أُعيد بعدها إلى وزارة الثقافة.


ونظراً لما يتميّز به هذا المعلم بوصفه جزءاً من تاريخ الأردنّ السياسيّ والاجتماعيّ، تبنّت وزارة الثقافة مشروع إعادة إحياء مبنى البرلمان القديم وترميمه وصيانته وفق معايير العمل المتحفي؛ ليصبح متحفاً للحياة البرلمانيّة، وقد شكّلت وزارة الثقافة لجنةً لكتابة قصّته المتحفيّة وتزويده بالوثائق والصور اللازمة.


يقرأ المهتمّ في قصّة المتحف مقتطفات من خطاب العرش لأمير البلاد  الأمير عبد الله الأول ابن الحسـين طيب الله ثراه في حفل افتتاح الـدورة غيرالعاديـة للمجلس التشريعي المنعقدة في حزيران1931م: (لقد شهدتم ولا جرم كيف كان تهافت الشعب على الانتخابات الجديدة، وكيف تنافس فيها وانْصَلتَ في مضمارها، فكان لنا في ذلك كله الجزاء الأوفى على ما اضطلعنا به من أعباء خدمة البلاد في إيجاد حقها الدستوري، وإن فيه لخير ما يحفزنا إلى الاستزادة منه والتوسع فيه، جرياً على ما تظهر الأمة من همة وتقيم على جدارتها من حجة، فالتبعة والحالة هذه على المجلس الموقر خطيرة، وإنه لمنتفع إن شاء الله بما غبر من تجارب في الدورة السابقة، منقطعٌ لما فيه الفائدة المحضة للوطن، غير مترخصٍ في حق، أو مسفٍ إلى منازعة، وإنما يفرغ قصارى المجهود في تدبير الأمور المعروضة عليه وما تمت له من هدف غير المصلحة العامة، مكبّاً عليها، منصرفاً عن غيرها إليها.(.


كما نقف أمام ذلك الزمان من حفل افتتاح الــدورة العاديــة الأولــى للمجلــــس التشريعــي الثالــــث لشــرق الأردن في يــوم الخميس الواقــع في أول تشـرين الثانـي/ 1934م: (أمّا أعمال التسوية والإفراز فمطَّردٌ سيرها، مُحكم أمرها، وسترصد حكومتي المبالغ اللازمة للإسراع في سيرها في تلك التسوية من منافع جمةٍ أسفرت عنها الدلائل البيّنة. وأمّا الأمن فوطيدة أركانه وارفةٌ ظلاله، وإنّي لشديد الفخر باستتبابه، وبالذي اتخذته حكومتي كذلك من تدابير قيمة لاستئصال شأفة بعض الأمراض في الداخل، ووقاية البلاد من أذى الأوبئة التي كانت محدقة بالحدود من الخارج، فلم يخلص إلى الوطن منها أذى يعكِّر الصفو. وإنَّ ذلك كله ليشهد بسهر الحكومة على دعة الأمة ورفاه الشعب، ثم إنَّ الهمة مبذولةٌ لاستنباط الماء في البقاع المفتقرة إليه، فاحتفرت الحكومة في المشتى بئراً فاضت بالماء الغدق، والآمال معقودة بنجاح الجهود المصروفة إلى مثلها في شتى الجهات. ولسوف تكون بلادنا العريزة هذه موصولة السبب بالعراق وفلسطين عن طريق البرق والهاتف، كشأنها مع غيرها من الأقطار، فتحقق بذلك أمنية قد طالما تشوّق إليها التجار ورجال الأعمال.(.


ونطالع مقتطفاتٍ من خطاب العرش السامي فـــي حفل افتتــاح الدورة العادية الأولـــى للمجلـــس التشريعي الرابـــع في 27/ شعبان/ 1356 هجرية، الموافق 1/تشرين الثاني/ 1937 ميلادية. (ولما كانت الروابط القومية والدينية وصلات الجوار والمصلحة المشتركة بيننا وبين فلسطين العزيزة جمة وطيدة، فإنَّه لا يسعنا إلا أن نأسى لما هو حاصل فيها من قلق، وأن نتمنى الخير العميم لها، وقد قمنا، يشهد الله، نحوها بالواجب المفروض، وما زلنا على تلك الخطة المثلى خدمةً خالصةً من غير تبجحٍ أو إعلانٍ عن النفس، ولقد بلغنا ذلك كلَّه وفي حينه إلى الأبناء البررة في فلسطين المقدسة، والله نسأل أن يكتب لنا ولها، ولكافة البلاد العربية كل سلام وسداد وتوفيق). 


ومن خطاب العرش السامي في الدورة العادية الخامسة للمجلس التشريعي الخامس سنة 1946م نقرأ: (إنَّنا يا حضرات النواب لنعلن في موقفنا هذا، من مقامنا هذا…. لا نسعى إلى ملكٍ نبغيه أو عرشٍ نبغيه، ولكنَّ غايتنا هي الاستقرار في هذا الجزء الغربيّ من بلاد العرب، المطلّ على بحر الروم، والمنفذ الى عالم الغرب، والباب الذي يدخل إلى بلادنا منه، فسلامته في وحدته والخطر عليه من فرقته، والمشيئة لله، والرغبة للأمة التي وطّدنا النفس على خدمتها، لا نخدعها ولا نطوح بحياتها، ولا ننظر إلا إلى عزهــا ومجدهـا وصون كرامتها وإعلاء شأنها وسلامتها في أمور دينها ودنياها، معاهدين الله على خدمة الإيمان ورفع لوائه، وجمع كلمة العرب، مسلمهم ومسيحهم تحت ظل رايتهم وفي وطنهم، ولا فرق بين هذا وذاك، ويد الله مع الجماعة، هذه هي غايتنا، وتلك هي حدودنا، وقانا الله شرور الأعداء.(.

 

وجاء في الخطاب: (ليس لنا في هذا الخطاب ما نزيد سوى الرغبة الأكيدة في أن نعيش بسلامٍ ومودةٍ وإخاء، ونحن وإخواننا وأشقاؤنا… الدول العربية، وأن تزداد رابطة الجامعة قوة واحكاماً، ويسرنا أن نقول بأن التعاون بيننا وبين حليفتنا بريطانيا العظمى سيزداد إن شاء الله قوةً وثباتاً في عهد الاستقلال التام).


ونقرأ من حفل افتتاح الــدورة العاديــة الأولى لمجلـــس الأمـّــة الأردنـي الأول الموافق الأول من تشرين الثاني لسنة 1947م (:لقد أخذت دولتنا في الولوج إلى حياة الاستقلال والتعاون الدولي، وتوثيق علائق المودة والصداقة مع الدول المتحابة وشعوبها، وتبادل التمثيل السياسيِّ مع البلاد التي تربطها ببلادكم أوثق الصلات وأمتن الأواصر. وإنَّ ولاءنا الأخويّ لدول الجامعة العربية ولميثاقها في غير حاجة إلى تنويه أو تعريف، مؤمّلين للجميع الخير وحسن التآخي، ولن يكون إلا هذا، إن شاء الله تعالى. ولقد علم مجلسكم الكريم بزيارة وفود الجامعة العربية إيَّانا، وإننا نغتنم هذه الفرصة لنؤكد أنَّ قضية فلسطين هي الآن عندنا مقدمة على كل القضايا التي نعني بها جميعا، وفقنا الله لخير خدمةٍ نؤديها لأمتنا وللسلام في هذه الربوع الغالية).

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله