أثر تنامي الهجمات الإرهابية في الكثير من البلدان بشكل سلبي على العائدات الاقتصادية لقطاع السياحة، خصوصاً في الدول التي تعتبر من أهم الوجهات السياحية حول العالم، وعلى رأسها تركيا.
وتعد تركيا سادس أكثر الوجهات السياحية المحبوبة في العالم، حيث تعتمد على قطاع السياحة بشكل أساسي من خلال جذب ما يزيد عن 40 مليون سائح سنوياً، رغم التحديات التي تواجهها نتيجة الهجمات الإرهابية والإضرابات السياسية التي شهدتها بعد الانقلاب العسكري.
لكن الاعتداء الإرهابي الأخير الذي هزّ مطعم “رينا” في اسطنبول ليلة رأس السنة، قلب جميع التوقعات رأساً على عقب، نظراً لأن معظم الضحايا كانوا سياحاً أجانب ما سيؤثر سلباً على قطاع السياحة، بحسب الخبراء.
وبدأت السياحة في تركيا تتأثر سلباً مع إسقاط القوات التركية لمقاتلة روسية، ما تسبب في انخفاض عدد السياح بحوالي 5 ملايين زائر، بعد أن توقفت موسكو عن إرسال الزوار الروس، كخطوة انتقامية، علما أن السياح الروس يشكلون ثاني أكبر سوق لقطاع السياحة في تركيا.
وشربت تونس هي الأخرى، من كأس الإرهاب المريرة، حيث لم تسلم من تداعيات الهجمات الارهابية التي نالت من مرافقها السياحية، وآخرها الهجوم الإرهابي الذي ضرب مدينة سوسة الساحلية في العام 2015 وشل قطاع السياح.
وتراجعت إيرادات تونس من السياحة بشكل ملحوظ بنسبة 35%، وشهد عدد السياح انحداراً بنسبة وصلت إلى 31%، وفق احصائيات رسمية للمجمع المهني للسياحة في تونس.
وحلت الكارثة أيضاً على مصر، التي فقدت مرتبتها في قائمة الوجهات السياحية في العالم، نتيجة الأحداث الأمنية المضطربة، وحوادث الطيران، إضافة إلى ملاحقة جماعة بيت المقدس الموالية لتنظيم “داعش” في سيناء، والمسؤولة عن استهداف طائرة مدنية روسية، بالإضافة إلى الاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف كنيسة القديس يوسف بحسب العرب اليوم.
وأدت سلسلة أحداث إلى انخفاض في عدد الزوار القادمين إلى مصر بنسبة 46% في العام 201.
ودفع تدهور السياحة المسؤولين إلى رسم خطة بديلة لتنشيط القطاع، وإيجاد بديل لسوق السياح الروس الذي يمثل ما يقرب من 90% من إجمالي السياحة الوافدة إلى منتجعات البحر الأحمر وسيناء، فلجأت الجهات المصرية إلى تحفيز السياحة الداخلية واستقطاب جنسيات أخرى من شرق آسيا والدول العربية وشمال إفريقيا، لكن خطتها فشلت.