بكين "المسلة" ….. فيما كان المواطنون الصينيون يحتفلون بالعيد الوطني في فترة "الإجازة الذهبية" التي تستمر 7 أيام، وصادفت الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري، نشرت بعض المواقع الالكترونية لهواة التكنولوجيات العسكرية الصينيين صورا لنوعين من مقاتلات الجيل الخامس الصينية جيه – 20 و جيه -31.
وتفاعل الهواة مع الصور الجديدة المنشورة حيث توقعوا أن تدخل مقاتلات جيه – 20 الخدمة رسميا في المستقبل القريب، إذ كشفت الصور أن الجيل الجديد من المقاتلات غير المرقمة، والتي تم تصنيعها مؤخرا لم تُطل كالعادة باللون الاسود أو الرمادي كما هو الحال مع الطائرات التجريبية السابقة من هذا الطراز منذ عام 2011، بل كانت مطلية باللون الأصفر الذي يرمز لجاهزيتها للتسليم إلى وحدات القوات الجوية المختلفة.
هذا الأمر يدل من دون شك على أن الصين ستشترك قريبا في نادي الدول القليلة التي تزود قواتها بمقاتلات الجيل الخامس وتصنعها بذاتها .
وتكمن أسرار تحقيق هذه القفزات في الآلية الوطنية الصينية المتميزة في تركيز "طاقة الدولة كلها" على بناء صناعة الطيران المستقلة بشكل عام، وتطوير أحدث أجيال محركات الطائرات والمقاتلات والطائرات الناقلة الضخمة وطائرات الركاب الكبيرة والطائرات البرمائية الكبيرة والمروحيات الكبيرة والطائرات بدون الطيار وغيرها من الطائرات الاستراتيجية بشكل خاص.
وحول هذا الأمر، قال قنغ رو قوانغ نائب المدير العام لمجموعة صناعة الطيران الصينية (ايه في اى سي) لـ شينخوا ، إن صناعة الطيران ترمز لقمة تطور قطاع التصنيع لدولة ما، ولذلك فإن قدرة إنتاج الطائرات الضخمة يعتبر "علامة فارقة" للدول الكبرى ، فوحدها الدول القوية هي من تستطيع القيام بذلك، لأن هذه الصناعة لا تبرز عزيمة تلك الدول فحسب، بل وقدرتها الحقيقية في ذات الوقت.
وتأسست شركة محركات الطائرات الصينية في يوم 28 أغسطس الماضي، حيث تمثل الشركة المملوكة للدولة والتي تبلغ أصولها التسجيلية 50 مليار يوان (دولار أمريكي واحد يساوي حوالي 6.6 يوان صيني)، تمثل طموح الصين لبناء قطاع وطني مستقل لمحركات الطائرات، إلى جانب تحمل مسؤولية رئيسية في بحوث وتصنيع محركات الطائرات وتوربينات الغاز لخدمة الدولة .
وفي السياق ذاته، تم في يوم 6 يوليو ، تسليم طائرة نقل ضخمة من طراز "واي – 20" إلى القوات الجوية الصينية رسميا، لتؤذن ببدء خدمة هذا النوع من الطائرات محلية التصميم والصنع، فضلاً عما ترمز إليه من القفزة الكبيرة التي حققتها القوات الجوية الصينية من حيث القدرة الاستراتيجية للإسقاط والنقل.
ومن ناحية أخرى ، تم تركيب أول طائرة برمائية كبيرة للصين في 23 يوليو من العام الحالي بمدينة تشوهاي الساحلية في جنوبي البلاد ، حيث يصل طول الطائرة المذكورة وهي من طراز ايه جي – 600 إلى 37 مترا وبعرض 38.8 متر، وتعتبر الأكبر من نوعها عالميا قيد التجربة. ومن المتوقع أن تلعب دورا بارزا في الاعمال والمهمات المتعلقة بالسيطرة على حرائق الغابات والإنقاذ البحري.
وعلاوة على ذلك، تفتح الصين بوابة التعاون مع الدول الأخرى في مجال تطوير طائرات الركاب الكبيرة، علماً بأن الصين تمتلك حقوق الملكية الفكرية الكاملة لهذه لطائرات في فترة التطوير محليا مثل "سي-919".
وقد تم تجميع هذه الطائرة المتقدمة المصممة تماما حسب مقاييس الطيران المدني الدولي في يوم 2 نوفمبر عام 2015.
وتجدر الإشارة إلى أن الصين تنفذ مشروع تطوير وتصنيع الطائرة التي تعد الأولى من نوعها في البلاد بالتعاون مع عدة شركات أجنبية مشهورة في العالم مثل شركة هونيويل الدولية وشركة التكنولوجيا المتحدة الأمريكية (يو تي سي) وشركة بارك هانفين وغيرها .
يُذكر أن الشركة الصينية المحدودة للطائرات التجارية (كوماك) التي طورت هذا الطراز من طائرات الركاب المدنية الكبيرة والبعيدة المدى، تلقت أكثر من 500 طلب من أكثر من 20 زبوناً من داخل الصين وخارجها حتى نهاية العام الماضي.