“المسلة السياحية” ….. انقضت أكثر من 5 شهور على منع تحليق طائرات بوينج 737 ماكس إثر كارثتين جويتين أودتا بحياة مئات المسافرين، ومازالت الطائرات ممنوعة من حركة السفر الجوي.
وبالنظر إلى وجود أسطول ضخم من هذا الطراز من طائرات بوينج مملوك للعديد من شركات الطيران الدولية، خصوصا وأنها أصبحت أكثر الطائرات مبيعا في وقت من الأوقات، أمضت شركات الطيران الكثير من الوقت في محاولة لإعادة الطائرات إلى قواعدها الأصلية.
ومن المعروف أن بقاء الطائرات على الأرض دون حركة يلحق بها ضررا كبيرا، كما تزداد مصاريف ونفقات الصيانة لها إذا لم يتم تحريكها من أماكنها أو تحليقها في الأجواء.يشار إلى أن قرار حظر سفر طائرات بوينج 737 ماكس بدأ سريانه في مارس الماضي، وذلك في أعقاب حادثة تحطم طائرة من هذا الطراز تابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية، وأسفر عن مقتل 157 شخصا، إضافة غلى تحطم طائرة تابعة لشركة “ليون إير” في إندونيسيا وأسفرت عن مقتل 189 شخصا، ليبلغ عدد القتلى في الحادثين 346 شخصا.
وتسعى الشركات إلى إبقاء طائراتها في أماكن قريبة استعدادا لإعادة تشغيلها وإدخالها الخدمة فور أن يأتي قرارا بالسماح لها بالتحليق مجددا.ومؤخرا، أكدت العديد من شركات الطيران العالمية إنها تضطر إلى تحريك الطائرات والتحليق بها من حين إلى آخر إلى مطارات أخرى داخل الدولة إلى دول مجاورة أو بعيدة.
وحصل العديد من هذه الشركات على إذن من هيئات النقل الوطنية “بتحريك” الطائرات، وبالتالي سمحت لها بالتحليق ولكن من دون ركاب على متنها، للعودة إلى حيث يمكن الاحتفاظ بها معا وصيانتها بينما تنتظر شركات الطيران عودة الطائرة 737 ماكس إلى الخدمة.
ومع ذلك، فقد واجهت بعض الطائرات مشكلة أثناء هذه العملية، فعلى سبيل المثال أُجبرت طائرة بوينج 737 ماكس النرويجية على الهبوط في فرنسا في يونيو الماضي، بعد أن رفضت ألمانيا دخولها إلى مجالها الجوي.
وكانت الطائرة النرويجية تحاول العودة من إسبانيا إلى مقرها في السويد، بحسب ما ذكر متحدث باسم النرويجية لموقع بيزنيس إنسايدر، مشيرا إلى أن الشركة كانت تحاول إبقاء جميع طائراتها أقرب إلى بعضها البعض لسهولة الصيانة ومن أجل ترقية أسهل للطائرات عندما تتم الموافقة على إصلاحات بوينج.
وقال المتحدث باسم النرويجية إن الطائرة ظلت في فرنسا لمدة 11 يوما قبل السماح لها بالطيران والعودة إلى السويد.
وعلى الرغم من السماح بتحليق الطائرات والعودة إلى قواعدها، فقد ظلت هذه الطائرات منتشرة في جميع أنحاء العالم، مع عدم قدرة غالبية شركات الطيران على الاحتفاظ بأسطولها الكامل من طائرات 737 ماكس في المطارات التي تتبع لها في بلدها الأم، أو المطارات القاعدة الرئيسية لهذه الشركات.
ولإلقاء نظرة على واقع هذه الطائرات والشركات المشغلة لها، اتصلت لبيزنيس إنسايدر بأكثر من 10 خطوط جوية تمتلك طائرات 737 ماكس ضمن أساطيلها للتعرف على واقعها منذ منع تحليقها.
قالت شركة طيران “عبر أوروبا” أو “تي يو آي”، أن واحدة من طائراتها موجودة في جزر الكناري، مشيرة إلى أنها ستبقى هناك حتى يتم رفع الحظر، وأضافت أن 14 من طائرة 737 ماكس موجودة في “قواعدها الرئيسية في بلادها”.