قراصنة يخترقون نظام الطيران البولندي
القاهرة " المسلة " … تعرض نظام التحكم الأرضي لشركة الطيران البولندي في 21 يونيو الجاري بتوقيت فرسوفيا، لهجوم من طرف قراصنة، تسبب في شلل للنظام دام 5 ساعات، إنجر عنه إلغاء 10 رحلات على الأقل، وعلوق أكثر من 1400 راكب بمطار فريديريك شوبان بفرسوفيا. ويعد هذا الحادث الأول من نوعه في تاريخ شركات الطيرات العالمية.
وتم التؤكد من أن هجوم القراصنة شمل نظام التحكم الأرضي للشركة، لكنه لم يخترق نظام المطار، لذلك لم تتعرض جميع رحلات مطار شوبان إلى أي تأثيرات.
وقال محللون إن النظام الحاسوبي في مطارات بولندا من بين الأكثر أمنا في العالم، لذا مثل هذا الإختراق تحذيرا كبيرا بالنسبة لجميع شركات النقل الجوي العالمية، بعد أن إمتلك قراصنة الإنترنت تقينات عالية لإختراق الأنظمة الحاسوبية. كما شاركت وزارة الداخلية البولندية في التحقيق.
تعدد الهجمات الإلكترونية على شركات الطيرات المدنية
شهدت شركات الطيران على مدى السنوات الأخيرة عدة هجمات إلكترونية. حيث تعرض الموقع الإلكتروني لشركة ماليزيا للطيران إلى هجوم إلكتروني في يناير من العام الجاري، وأعلن القراصنة عن أنهم ينتمون إلى "داعش"، كما تعرض حساب شركة إير كوريو الكورية الشمالية على الفيسبوك لهجمات إلكترونية من قراصنة أعلنوا عن إنتمائهم لداعش، وفي العام الماضي، تعرضت شركة يونايتد إيرلاين الأمريكية والشركة الأمريكية للطيران لهجمات إلكترونية أسفرت عن إلغاء بعض الرحلات الجوية.
يستهدف المزيد من القراصنة الإلكترونيين شركات الطيران، حيث يرون في مهاجمة المواقع والأنظمة الإلكترونية التابعة لشركات الطيران يمكن أن تجلب لهم تأثير كبير، وتحدث رعبا أكبر بالنسبة للناس، لكن خبراء الطيران يشيرون إلى أن تعرض المواقع الرئيسية للشركات الطيران وأنظمة المطارات أو حتى أنظمة الطائرات، قد تتسبب في عواقب تفوق في خطورتها ما تعرض له نظام شركة بولندا للطيران، كما قد يهدد أمن المسافرين. وإذا كان القراصنة ينفذون تعليمات من تنظيمات إرهابية فإن النتائج قد تكون أكثر خطورة.
تحليل
يرى الخبير في أمن الإنترنت بجامعة تسينغخوا الدكتور ليو جيه ، إن وسائل القرصنة في الوقت الحالي قد أصبحت أكثر فأكثر ذكاءا، وتقنياتها أكثر فأكثر تقدما، لذا بات من الضروري تعزيز الحس الأمني وتحديث النظام بإستمرار وإكتشاف الثغرات الموجودة في النظام.
إنتشرت شائعات خلال الفترة الأخيرة، تقول بأن القراصنة الإلكترونيين بإمكانهم إختراق نظام الطيران داخل الطائرة، في هذا السياق يشير ليو جيه إلى وجود هذه الإمكانية، ومع تقدم تقنيات الإنترنت، فإن هذه الإمكانية باتت أكثر فأكثر قوة. لأن نظام التحكم في الطيران المدني لم يعد نظاما حاسوبيا مغلقا بالكامل، بل يتزايد الترابط بين الجو والبر بإستمرار، ماجعل طريقة السيطرة على قنوات الإتصال تصبح أكثر أهمية.
من جهة أخرى، يشير ليو جيه إلى ضرورة تقليل إمكانية حدوث خطأ بشري، وتعزيز الوعي الوقائي لأمن نظام الطيران، إلى جانب تخفيض عمليات الإتصال غير اللازمة، وتجنب دخول الأنظمة غير الموثوقة. كما يجب تأسيس آلية مسح ومراقبة دورية خلال عمليات المراقبة اليومية، لرفع مستوى الأمن الشامل للنظام.