ايقاف عمليات متابعة الآثار العراقية المهربة بسبب تضارب المعلومات
بغداد "المسلة" …. كشفت هيئة الاثار والتراث التابعة لوزارة السياحة ايقاف ملف متابعة الاثار العراقية المهربة، بسبب "تضارب المعلومات بشأن تهريبها أو تدميرها"، وفي حين أقرت بوجود صعوبة في تحديد خطوط تهريب الاثار، أشارت الى ورود معلومات تتحدث عن ان اغلب عمليات التهريب تكون وجهتها "اسرائيل وقطر"، زاعمة أن ذلك يتم "بمساعدة مسؤولين عراقيين".
وكانت وزارة السياحة كشفت عن استعادة 60 قطعة اثرية من الولايات المتحدة كانت معروضة في متاحف عراقية.
ودمّر تنظيم "داعش" ما يقارب 10 مدن ومواقع اثرية مهمة في مدن الموصل وصلاح الدين تعود الى عصور تأريخية قديمة؛ وتشكل ابرز المعالم الحضارة البشرية، منها مدينة النمرود الاشورية ومتحف الموصل ـ ثاني اهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد ـ الذي يحتوي على اثار تعود الى العهد الروماني، فضلا عن حرق مكتبة الموصل التي تضم الاف الكتب والمخطوطات النادرة، وتدمير قلعة تلعفر غرب الموصل، الى جانب تمثال الشاعر ابو تمام والكنيسة الخضراء في صلاح الدين ومرقد الاربعين في تكريت الذي فجره عناصر التنظيم، ومراقد دينية بالموصل منها مرقد النبي شيت والنبي يونس عليهما السلام.
حسين الشريفي، عضو لجنة السياحة والاثار في مجلس النواب، قال في تصريح لـ"العالم"، ان اللجنة تدرس حاليا اوضاع المناطق الاثرية التي دمرها "داعش"، والاثار التي هربها وباعها سرا الى دول عربية واجنبية.
واشار الى استمرار المباحثات مع منظمة اليونسكو والولايات المتحدة لايجاد الطرق الكفيلة بمعرفة الاماكن التي هربت اليها الاثار بغية استرجاعها، مبينا ان "الحكومة كلفت سفاراتها بالاستمرار في البحث عن الاثار المهربة".
الشريفي تحدث عن "رصد الكثير من القطع الاثرية العراقية في المتاحف العالمية، بعد ان استلبت من مناطق سيطر عليها تنظيم داعش"، مشيرا الى اعادة 60 قطعة اثرية من الولايات المتحدة كانت معروضة في متاحف عراقية قبل العام 2014.
من جانبه، قال عايد الطائي، مدير اثار بابل وعضو هيئة الاثار والتراث العراقية في اتصال هاتفي مع "العالم" ان ملف متابعة الاثار العراقية المنهوبة "تم ايقافه مؤقتا بسبب اختلاف المعلومات بشأنها في ما اذا كانت قد هربت او دمرت او كانت حقيقية".
وكانت صحيفة "التليغراف" نقلت عن مدير الهيئة الوطنية للاثار العراقية قوله ان المقاطع الفديوية التي بثها "داعش" خلال المدة الماضية بشأن تحطيم التماثيل الاثرية في متحف الموصل، صحيحة؛ حيث ان معظم تلك التماثيل اصلية وغير مقلدة، كما ان بعض القطع الاصلية العراقية ظهرت في متاحف خارج العراق منها المانيا.
وأردف بان "اغلب الاثار التي دمرها داعش في متحف الموصل كانت حقيقية، عدا عدد قليل منها مثل تمثال هيرقل المصنوع من الجبس، وقناع اخر من المادة نفسها كان معلقا في احدى واجهات المتحف ولوحة لما يعرف بـ(قطع جنود اشوريين لرؤوس الاعداء العيلاميين)"، التي كانت تحتوي على الجبس المطلي بالاسود.
وتابع "اما الاثار الحقيقية فتضمنت تماثيل الثالوث الالهي المقدس؛ الاله مارن وزوجته مارتن، وابنهما برمارين، وهي تماثيل من الرخام الكلسي، كذلك تمثال الثور المجنح الذي يمثل جزءا من بوابة نركال التاريخية".
واقر الطائي بـ"وجود صعوبة في تحديد خطوط تهريب الاثار، بسبب تعامل تنظيم داعش مع اكثر من جهة سرا"، مشيرا الى ورود معلومات الى الهيئة تتحدث عن ان "اغلب القطع الاثرية في مدينة الموصل تم تهريبها منذ العام 2013 الى اسرائيل وقطر، على شكل دفعات، بمساعدة بعض المسؤولين العراقيين، فضلا عن تهريب الاثار عن طريق اقليم كردستان، ومن ثم الى تركيا التي تقوم بدورها ببيع الاثار الى تجار في اوربا".