Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة في اليمن نفط لم يتم التنقيب عنه

السياحة في اليمن نفط لم يتم التنقيب عنه

 

صنعاء "المسلة"….. دفع القطاع السياحي في اليمن ثمن الاضطرابات السياسية والاختلالات الأمنية التي تعيشها غالبية المحافظات بسبب تهديدات تنظيم القاعدة في محافظات شمالية وجنوبية, والحروب الصغيرة التي تفجرها جماعة الحوثي في محافظات شمال البلاد، إضافة الى توالد جماعات عنف مختلفة .

وبعد ان كانت الحضارة اليمنية القديمة ومعابد بلقيس في محافظة مأرب ( شرق ) , وجمال صنعاء القديمة يستهوي الاف السياح الأجانب في العقدين الماضيين ويأسرهم , بات من النادر رؤية سائح أجنبي يتجول في شوارع العاصمة صنعاء , أو يتنقل وسط أزقة صنعاء القديمة الممتلئة بالحميمية والألفة .

 

وفي حين يؤكد خبراء أن ” ماراثونية الأحداث الراهنة  “في اليمن تجعل من الصعوبة استعادة البلد لرونقه السياحي, يقول مسؤولون في وزارة السياحة اليمنية إن القطاع السياحي ” يتعافى بشكل مستمر”, وإن هناك تهويل إعلامي فقط , بسبب الخصام السياسي الحاصل.

 

ووفقا لـ مطهر تقي, وكيل لوزارة السياحة اليمنية , فإن الاضطرابات التي تعيشها البلد أثرت على السياحة الأوروبية والامريكية فقط , لكن “السياحة البينية” ( بين اليمن والخليج ) , التأثير فيها لا يكاد يذكر.

 

وقال تقي في حديث لوكالة الأناضول ” السياحة الاوروبية مقتصرة حاليا على جزيرة سقطرى, فيما عدا من يأتي على مسئوليته, هناك أوربيون يأتون الى العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات, ولكن ليس عن طريق وكالات سياحية أو تأمين, يأتون بمفردهم وعلى مسئوليتهم”.

وأضاف “شهد اليمن في الأعوام الأخيرة عشرات من عمليات اختطاف لأجانب, وبيعهم لتنظيم القاعدة, وأحيانا يتم استخدامهم أداة لابتزاز الدولة في عمليات خاصة, وهو ما جعل عددا من الدول الأوروبية تحذر رعاياها من السفر

 

الى اليمن, باعتباره مصدر خطر لحياتهم”.

واضطرت عدد من وكالات السياحة الى إغلاق مكاتبها في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات, كما شهدت عدد من المهن التقليدية التي كانت تلقى مصنوعاتها رواجا عند السياح انتكاسة, بعد الركود الذي أصاب قطاع السياحة.

 

ويقول باحثون إنه وبصرف النظر عن الأحداث الراهنة, فإن اليمن لن تكون بلدا سياحيا, لعدم امتلاكها للخامة اللازمة للتصنيع السياحي.

 

وذكر هشام الصليحي, استاذ في قسم السياحة بجامعة إب, لوكالة الأناضول ” المشاكل متعددة , ومع انتشار فاجعات الحروب تصبح استعادة اليمن لشيء من دبيب حلمها السياحي  شيء مما يرد في قائمة غير الممكن “.

 

وعلى النقيض من ذلك, بدا المسئول اليمني  “مطهر تقي ” متفائلا حيال الواقع , وقال ” نحن على موعد مع الأمان , شعارنا التحدي “.

وأضاف وكيل السياحة اليمني ” لدينا خطط , ولا يمكن لأي أزمة أن تؤثر علينا”.

وأعلنت وزارة السياحة اليمنية في أحدث تقرير سنوي لها , صدر قبل شهرين , أن عدد السياح العرب والأجانب والمغتربين اليمنيين في الخارج الذين قدموا الى اليمن في العام 2013, ارتفع الى 1.322مليون سائح , من 874 الف سائح في العام 2012 .

وفيما تعد وزارة السياحة اليمنية هذه الأرقام دليلا على تعافي قطاع السياحة, يرى خبراء أن هذه الأرقام غير مهنية ومبالغ فيها.
وقال استاذ السياحة بجامعة إب ,هشام الصليحي” الاحصاءات الواردة شيء من قبيل التخمينات والتقديرات غير المسئولة, نحن حتى اللحظة عاجزين عن توثيق إحصاء سكاني لمواطني اليمن”.

 

ويؤكد وكيل وزارة السياحة اليمنية مطهر تقي دقة الأرقام المعلنة, قائلا” نعتمد على معايير دولية , كل من يفد الى اليمن ويمكث أكثر من 24 ساعة يعتبر سائحا، كل الدول العالمية تتعامل بهذا الموجب “.

وكشف تقي في سياق حديثه للأناضول ,أن عدد الليالي التي قضاها السياح في اليمن عام 2013 ارتفع الى 10,890 مليون ليلة , صعودا من 9,485 مليون ليلة في 2012 .

وتراهن السلطات اليمنية على جزيرة “سقطرى” , في زيادة إيرادات السياحة, وتعويض الفاقد من المحافظات اليمنية بسبب الاضطرابات الحاصلة فيها .

وتملك جزيرة سقطرى الواقعة بالمحيط الهندي, شواطئ ذهبية ساحرة وأشجار نادرة مثل ” دم الاخوين “وطيور لا توجد في اي منطقة بالعالم , كما أن تمتاز بـ” بيئة امنة ” تفتقدها بقية المحافظات, وتنعدم فيها الجريمة والمظاهر المسلحة .

وتأثرت الجزيرة المسالمة التي أعلنتها اليونسكو محمية قبل ست سنوات وأعلنتها السلطات اليمنية ” محافظة ” العام الفائت , بالأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن في العام 2011, وهبطت السياحة فيها الى أدنى مستوياتها .

وقال ” محمد العرقبي ” وهو مرشد سياحي وناشط بيئي في الجزيرة لوكالة الأناضول ” السياحة هنا بدأت تتعافى منذ منتصف العام 2013 لتصل الى حوالي 500 سائح أجنبي شهريا , بعد ان اقتصر العام 2012 كاملا على الف سائح فقط “.

وكشف العرقبي أن جميع هذه الاعداد التي تصل سقطرى أغلبها عن طريق طيران خارجي عبر ( إمارة الشارقة الاماراتية -سقطرى والعودة ) , دون المرور بالعاصمة صنعاء .

وحصلت ” الأناضول ” على كشف بعدد السائحين الوافدين الى سقطرى خلال شهر فبراير/ شباط الماضي, صادر عن فرع الشرطة السياحية والبيئة بالجزيرة.

وبلغ عدد السياح 432، أغلبهم من روسيا بعدد 60 سائحا, فيما توزعت البقية بين الصين وامريكا والتشيك وفرنسا , إضافة الى عدد من الدول العربية .

وجانب “جزيرة سقطرى “، كانت صنعاء القديمة تحظى بنصيب الأسد من السياحة الوافدة , نظرا لفرادة معمارها والحرف التقليدية التي تنشط فيها, إضافة الى مواقع أثرية في مدينة ” ثلا ” التابعة لمحافظة عمران ( شمال )، وكذلك مدن ” تعز القديمة ” و” إب القديمة ” الغنيتان بالمواقع الأثرية.

ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء ( حكومي ) تشكل السياحة 3% من الناتج المحلي الإجمالي لليمن.

ويرى خبراء أن القطاع السياحي كان يمكن أن يشكل رافد اساسيا للاقتصاد اليمني المنهار في ظل تمتع البلد بمميزات سياحية بجميع المحافظات قلما توجد في بلد عربي أخر, لكنه بات ثروة مهدرة، ونقط لم يتم التنقيب عنه.

وكالات
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله