خبراء يحذرون من ارتفاع "غير مبرر" لأسعار فنادق دبي
دبى " المسلة " … طالب خبراء في القطاع الفندقي بوضع ضوابط لتحديد سقف ارتفاع أسعار الفنادق في إمارة دبي، خصوصا بعدما شهدت في الآونة الأخيرة ظاهرة الرفع العشوائي لأسعار الغرف خلال أوقات الذروة، محذرين من خطورة جشع بعض الفنادق التي قد تضر بالسياحة. ودعوا الجهات المعنية إلى ضرورة التدخل للحد من هذه الظاهرة والمحافظة على مكتسبات السياحة في دبي، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد المنشآت الفندقية لتصل إلى ما يفوق 600 منشأة تتكون مما يفوق 85 ألف غرفة فندقية، استقبلت ما يفوق 11 مليون سائح خلال العام الماضي.
وضربوا مثالاً بالخطوة التي قامت بها حكومة دبي للتحكم بأسعار العقارات، عندما حددت أسقفاً للرفع لا تتعدى 20% في أقصى الحالات بعد توجه العديد من الملاك بعد الفوز بالإكسبو إلى رفع الأسعار بنسب غير منطقية وصلت في بعض الأحيان إلى 100% وأكثر، مشيرين إلى أن خطوة مماثلة للفنادق بنسبة مختلفة قد تسهم في الحد من هذه الظاهرة.
وبحسب صحيفة البيان، قالت مصادر مقربة، إن دائرة السياحة والتسويق التجارة في دبي قد عقدت اجتماعاً موسعاً مع مديري الفنادق اشتكت خلاله من توجه بعض الفنادق إلى رفع الأسعار بطرق غير منطقية وفي بعض الأحيان بنسب تفوق 500% مستغلين بذلك ارتفاع الطلب على الغرف. وأضافت المصادر أنه وخلال معرض الصحة العربي الذي عقد بدبي خلال شهر فبراير الماضي، ألغى 20% من الزوار من خارج الدولة حجوزاتهم بفنادق الإمارة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث حملت إدارات تلك الفنادق مسؤولية هذا الضرر، ومؤكدة ضرورة إيجاد حلول سريعة.
وقال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسياحة والعطلات، إن أسعار فنادق دبي ترتفع بشكل كبير في أوقات الذروة التي توافق الفعاليات المهمة التي تحدث في الإمارة، خصوصاً خلال أيام مهرجان التسوق والمعارض والمؤتمرات الكبيرة، مشيراً إلى أن هذه الارتفاعات تكون غالباً بطريقة غير مدروسة، وتعتمد فقط على دراسة حجم الطلب دون دراسة السوق والمعروض نفسه.
ولفت الريس إلى التجربة الماليزية التي تمنع فيها الحكومة الفنادق من رفع أسعارها خلال كل شهور السنة، الأمر الذي يحد من استغلال إدارات هذه الفنادق للأوضاع الجيدة والطفرة التي تشهدها السياحة في هذا البلد خصوصاً خلال المواسم السياحية، مشيراً إلى أن سعر الفنادق من فئة خمس نجوم بكوالالمبور عاصمة ماليزيا يعادل أسعار فنادق 4 نجوم في الأيام العادية، و3 نجوم في أوقات الذروة، كما أشار إلى أن العديد من الدول المجاورة أصبحت تضع شروطاً وضوابط صارمة للتحكم في توجهات الأسعار.
وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق والشقق الفندقية، إن تحديد سقف لارتفاع الأسعار ضرورة ملحة في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل العشوائية التي تنتهجها بعض الفنادق غير الكبيرة في الإمارة خلال مواسم الإشغال الكامل، فعندما تصل نسب الإشغال إلى ما يفوق 95% في الفنادق المعروفة، يعمد هؤلاء إلى رفع الأسعار بمستويات قد تكون خيالية مقارنة بجودة المعروض.
وقد حلت فنادق دبي في المرتبة الأولى عالمياً على مؤشر أسعار الغرفة في الليلة الواحدة بمتوسط سعر 402.2 دولار، وفق مؤسسة هوتستات المختصة في القطاع الفندقي عالمياً، متبوعة بباريس الفرنسية التي احتلت المرتبة الثانية بمتوسط 400.6 دولار، ثم لندن البريطانية بـ357 دولاراً، والكويت بـ315 دولاراً فيما احتلت روما الإيطالية المرتبة الخامسة بمتوسط سعري للغرفة خلال شهر يناير الماضي بنحو 308 دولارات، وكانت المدن الخمس الوحيدة عالمياً التي تجاوز فيها المعدل (الذي يعتبر المقياس الرئيسي لحساب أسعار الغرف في المدن) حاجز 300 دولار.