أسبوع الحرف المغربية يستقطب الزوار و يحفز القطاع السياحي
الرباط "المسلة"…. شهد معرض "أسبوع الحرف المغربية" والذي إنطلق بالحي الثقافى كتارا إقبال الالاف الزوار، وتعرف الجمهور على تاريخ الصناعات المغربية وأصالتها على أيدي أمهر الحرفيين, بالإضافة إلى التعرف على الفلكلور المغربي القديم، وتستمر فعاليات المهرجان حتي الخامس من يناير الجاري، ويُنظم المهرجان "كتارا" بالتعاون مع وزارة الصناعة التقليدية والإقتصاد وجمعية نادي الصداقة المغربية القطرية.
وقال عبد العزيز زهدى، منظم المعرض والكاتب العام لجمعية نادى الصداقة القطرى أن المعرض هو الأول من نوعه في قطر ولكنه يتمتع بجودة المنتجات المعروضة، مشيراً إلى أن المعرض أستقطب أعداد كبيرة من الزوار ما يدعم بدوره القطاع السياحي.
أضاف أن الحي الثقافى "كتارا" هو أكبر وأفضل صرح ثقافي فى العالم, كما أن نوعية الجمهور بدولة قطر شجعت على أن يخرج هذا المعرض بمثل هذا المستوى, حيث حب الشعب القطرى للتعرف على أصول الحضارات الأخرى بالإضافة إلى كون قطر بلد غني يستطيع الإنفاق على شراء هذه التحف الفنية.
وأشار لـ الراية إلى أن المعرض يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون بين دولة قطر والمغرب، موضحاً أن التراث المغربي يستحق التعريف به خاصة أن له جذور تمتد إلى الحضارة الفنيقية ودولة الأندلس، ونوه عبدالعزيز زهدي إلى أن هذا الزخم التاريخي في الصناعة المغربية يتجلي من خلال هذه المعروضات والتى تعرض لموروث يمثل التاريخ الإسلامي والعربي.
وقال :" ينقسم المعرض لشقين يختص الأول منه بالصناعات الحرفية التقليدية المغربية, بينما يعرض الثانى للفلكلور المغربي من أغاني ورقصات وأهازيج وطرب أندلسي بالإضافة إلى عرض لحفل العرس الذي تتميز المغرب بتفاصيل خاصة به".
وعن الشق الأول من المعرض قال عبدالعزيز زهدي:" يوجد الكثير من الحرفيين اللذين يقومون ببعض الصناعات الخشبية و"الزيلج" وهو أرقي أنواع السيراميك والموجود فقط بالمغرب حيث يقوم الحرفيين بنقشه باليد, بالإضافة إلى الخزفيات والدمشقيات والجلود والنحاس والنقش عليه .
أضاف أن المعرض يقدم فن صناعة السروج الخاصة بالأحصنة حيث تمتلك المغرب صناعة خاصة جداً فى هذا المجال فتصنع هذه السروج بطريقة توازى عملية الكر والفر بالحروب عبر التاريخ, ذلك بالإضافة إلى صناعة النسيج والسجاد المغربي كما أن هناك قسم للملابس المغربية وما تعبر عنه من تاريخ أصيل, وإشتمل المعرض على قسم للزيوت وأدوات التجميل وغيرها, وقد تم تصنيع كل هذه المنتجات من أصل شجرة "الأرجان" الموجودة فى المغرب.
وعن النحاج الذى حققه المعرض فى إستقطاب الكثير من الزوار أوضح زهدى أن المعرض إستطاع منذ إفتتاحه أن يجلب الألاف من الزوار, والذي يزيد عددهم يوماً عن يوم حيث قام بزيارة المعرض ما يقارب من 4 الألاف زائر خلال أيامه الأولى فقط، ونوه إلى أن اكثر ما يجذب الجمهور بالمعرض هى الفقرات الفنية الفلكورية التى يقدمها الفنانون المغاربة خلال عرض متواصل طيلة أيام المعرض, خاصة حفل العرس المغربي وتقديم العروس وجهازها وملابسها .
وقال أن أن المصنوعات المغربية لاقت إقبال كبير فاق التوقعات ليؤكد ذلك النجاح الكبير الذي حققه المعرض على أرض قطر حيث يرجع ذلك لحب الشعب القطرى للفلكلور المغربي والتطلع للتعرف على ثقافات وحضارات كانت مجهولة بالنسبة لهم.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الحرف المغربية في مجال المعمار التقليدي والتحف الفخارية والنحاسية والأثاث, ذلك بالإضافة إلي إتاحة الفرصة للجمهور للتعرف على الفلكلور المغربي من خلال الفقرات الفنية فبالإضافة إلى الأهازيج الفلكلورية المغربية فإنه قد تم عرض بعض الفقرات الفنية التى تعرف الحضور بالعرس المغربي الذي تتميز هذه الدولة بتفاصيل خاصة له, كما إشتمل المعرض على عدد من ورش العمل للحرفيين, بالإضافة إلى وجود عدد من الفنانين في مجال الرسم والخط.
ومن الجدير بالذكر أن دولة قطر ترتبط بالمملكة المغربية تجاريا بعدد من الاتفاقيات أهمها اتفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والفني الموقع في 1990، اتفاق حماية و تشجيع الاستثمارات المتبادلة الموقعة في 1999، واتفاق إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين دولة قطر والمملكة المغربية في 1996، كما عقدت الدورة الرابعة للجنة المشتركة في 2011 بالدوحة.
وشاركت غرفة تجارة وصناعة قطر خلال عام 2013 في مؤتمر الاستثمار الخليجي المغربي ، وكان مؤتمرا ًناجحاً اجتمع فيه عدد كبير من رجال الأعمال الخليجيين والمغاربة وقام الحضور بزيارة مشاريع هامة في المملكة المغربية وخاصة في طنجة للاطلاع على المناخ الاستثماري فيها.
وكان المكي جواني سفير المملكة المغربية بالدوحة قد شدد في تصريحات سابقة على ضرورة تعزيز العمليات التجارية والاستثمارية المشتركة بين البلدين، خاصة أن الإطار القانوني بين قطر والمغرب غني بوجود أكثر من 45 اتفاقا في مختلف المجالات بصفة عامة، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والاستثمارية، وذلك من خلال "الاتفاق الاقتصادي والتجاري" الموقع بين البلدين في 27 فبراير 1990، ثم "اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات" في 20 فبراير 1999، كما سيتعزز هذا الإطار بـ"اتفاقية الازدواج الضريبي" التي أصبحت جاهزة للتوقيع خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونوه سفير المغرب بدولة قطر بضرورة تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين، والذي وصفها بالضعيفة ولا ترقى إلى مستوى الإمكانيات المتوافرة لدى البلدين اللذين باتت أبوابهما مفتوحة أمام التنمية والبناء، فقد بلغ حجم التبادلات التجارية بينهما في عام 2010 حوالي "874ر206" مليون درهم منها "069ر42" صادرات و"942ر248" واردات.
ولفت سفير المغرب إلى أنه رغم أن الاستثمارات القطرية المباشرة في المغرب شهدت ارتفاعا حيث بلغت 800 مليون دولار، إلا أن نسبتها لا تمثل سوى 2 بالمائة من مجموع الاستثمارات العربية بالمغرب وذلك خلال الفترة من 2000 حتى 2009، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة التفكير في بحث مكامن هذا الضعف وسبل تجاوزه، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد على ضرورة عقد هذه اللقاءات بصورة منتظمة وليس ذلك فقط بل التأكد من ضمان استمراريتها وانتظامها، ومتابعة نتائجها وتطبيقها على أرض الواقع، حتى تكون حافزا لمزيد من العطاء والمثابرة وفاتحة لمشاريع أخرى.
وأردف أنه بات من الضروري الانتقال من منطق التعاون بين شركات البلدين إلى منطق تعزيز الشراكة والتحالف بينهما وخلق شركات مغربية قطرية قادرة على التنافس على الأقل في محيطها العربي والإقليمي.