دبى "المسلة" ….. كشف أحدث تقرير صادر عن مركز دبي التجاري العالمي، لتقييم الأثر الاقتصادي للفعاليات التي نظّمها واستضافها خلال عام 2015، أن الإنفاق المرتبط بالمعارض والفعاليات التجارية، والمؤتمرات الكُبرى التي أُقيمت بمركز دبي التجاري العالمي العام الماضي، حقق 12 مليار درهم في اقتصاد دبي، بما يعادل 3.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
وقد ركّز التقرير على توضيح أثر الفعاليات المقامة في مركز دبي التجاري العالمي على القطاعات الاقتصادية، وما تحققه من قيمة تراكمية في صناعة السياحة والسفر والضيافة والترفيه، وأشار إلى دعمها لأكثر من 80,400 وظيفة كنتيجة مباشرة لإقامتها في المركز. وفي حين بلغ إجمالي الناتج الاقتصادي لفعاليات مركز دبي التجاري العالمي عام 2015 نحو 20.9 مليار درهم، فقد قدّرت الدراسة أن 57 % من الإنفاق الذي تُحدثه فعاليات المركز التجاري يبقى في الاقتصاد المحلي، ما يعكس قوة قطاع الفعاليات في دبي.
توفّر المؤشرات التقنية لتقرير الأثر الاقتصادي لعام 2015، تقييمًا شاملًا مدعّمًا بالأبحاث، عن القيمة المحقّقة نتيجة للإنفاق المرتبط بالفعاليات التجارية، ويشير التقرير إلى التأثير المتدرّج لكل درهم تم إنفاقه في هذه القطاعات المرتبطة. ويغطّي التحليل الاقتصادي عددًا من المقاييس الرئيسية مثل المساهمة الإجمالية، والعائد على القطاعات الاقتصادية الأخرى، وأثر الإنفاق على التوظيف وغيره من المقاييس، بشكل يتيح إلقاء نظرة أعمق على الدور الرئيسي الذي تلعبه أجندة فعاليات مركز دبي التجاري العالمي في تعزيز مكانة دبي كمركز أعمال على المستوى الإقليمي، وخلق قيمة في الاقتصاد بصورة ملموسة.
104 فعالياتكبيرة اجتذبت 2.6 مليون زائر
قاد مركز دبي التجاري العالمي، نشاط قطاع الفعاليات في المنطقة خلال عام 2015، حيث نظّم واستضاف 104 فعاليات كبيرة، (تجتذب الواحدة أكثر من 2,000 زائر)، وقد اجتذبت هذه الفعاليات نحو 2.6 مليون زائر، منهم 1.19 مليون زائر من خارج الدولة، بنسبة 46 %. وتشير البيانات إلى تحقيق نموّ واضح ومؤثّر في أعداد الزوار في الفئتين عند مقارنتهما بتقرير الأثر الاقتصادي الأول الذي نشره مركز دبي التجاري العالمي عام 2011، وأشار إلى أن نسبة المشاركة الدولية تعدّت 30 % من إجمالي عدد زوار الفعاليات البالغ 1.3 مليون زائر خلال تلك السنة.
تُمثّل الفعاليات الكبيرة محور هذه الدراسة وتُبرز أهمية النمو المعياري والقدرة على جذب جمهور عالمي كأعمدة رئيسية للدفع بالقيمة الاقتصادية. ويُعدّ العائد الإضافي الذي تحققه كل وحدة في قطاع الفعاليات المرتبطة بالإنفاق في القطاعات الأخرى من المعطيات الرئيسية لسلسلة القيمة الأوسع، إذ يُحققّ هذا العائد زيادة بنحو خمسة أضعاف في الأثر الاقتصادي الإجمالي. وبعبارة أخرى، فإن كل درهم تم إنفاقه في أي من الفعاليات التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي عام 2015 ساهم بخلق ما قيمته 5 دراهم في اقتصاد دبي في ذلك العام.
لقد قدّم مركز دبي التجاري العالمي، أكبر منصة متكاملة لتواصل مجتمع التجارة الدولي مع المنطقة في ضوء الموقع الجغرافي المتميز لدبي بغية تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للتجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ولذلك فإن تقييم مساهمة قطاع الفعاليات بالنسبة للإمارة ونموّه على نحو مستدام، يُعدّ جزءً أساسياً من الالتزام الاستراتيجي لمركز دبي التجاري العالمي.
التزام باستراتيجية التنويع الاقتصادي
وعن ذلك قال سعادة هلال سعيد المري، مدير عام سلطة مركز دبي التجاري العالمي، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: "يلتزم مركز دبي التجاري العالمي باستراتيجية التنويع الاقتصادي لدبي، والتي تتوافق مع خطة دبي 2021، ويعمل المركز على المساهمة في تحقيق هدف الوصول إلى 20 مليون زائر بحلول عام 2020 عبر زيادة أعداد زوار الفعاليات من رجال الأعمال"، وأضاف: "لا شك أن القيمة الناتجة عن اجتذاب الفعاليات التجارية وإقامتها في دبي لها أكبر الأثر على الاقتصاد المحلي، وهو ما يتضح من النمو المرتفع لجميع مؤشرات الأداء في القطاعات الرئيسية بعدد من الفعاليات الكبرى، والمشاركات الدولية فيها، والإنفاق الكبير للزوار ". واستطرد قائلًا: "لقد حقق مركز دبي التجاري العالمي معدل نمو سنوي مركّب قوي عبر المساهمة في إجمالي الناتج المحلي على مدار 3- 4 سنوات الماضية. ونحن نتوقع، مع تواصل الاستثمارات، والتركيز على جودة محتوى أجندة معارضنا، أن نتيح لسياحة الأعمال أن تُصبح محركًا اقتصاديًا أكبر مما هي عليه الآن بالنسبة لدبي."
20.9 مليار درهم إجمالي الإنفاقالمتعلّق بالفعاليات
قدّرت دراسة عام 2015 أن فعاليات مركز دبي التجاري العالمي حققت 20.9 مليار درهم مبيعات إجمالية من الإنفاق المتعلق بالمشاركة بالفعاليات، ولا يشمل ذلك أي صفقات تجارية تم عقدها أثناء الفعاليات أو نتجت عنها، كما لا يشمل ذلك قيمة شراكات الأعمال التجارية التي تأسست خلال الفعاليات. وأشارت الدراسة إلى أن الإنفاق المباشر من المشاركين في الفعاليات على القطاعات المرتبطة بها كالسفر والسياحة والضيافة والترفيه بلغ 14.9 مليار درهم. وفي الواقع فإن كل درهم تم إنفاقه داخل قطاع الفعاليات، صاحبه إنفاق من درهمين إلى 5 دراهم عبر القطاعات ذات العلاقة، ما يعكس الترابط الكبير وقيمة المشاركة في الفعاليات في خلق الفرص.
وكأثر مضاعف لهذا الإنفاق المباشر، البالغ 14.9 مليار درهم، فقد تم إضافة ناتج مبيعات تراكمي بلغ 41 %، يمكن تعريفه كأثر اقتصادي غير مباشر (متعلّق بالإنتاج) وناجم عنه (متعلّق بالاستهلاك). وأشار التقرير إلى قدرة قطاع الفعاليات على تعزيز الإنفاق في قطاعات السياحة والطيران والضيافة والنقل، كنتيجة مباشرة ومترتّبة على إنفاق منظّمي الفعاليات والعارضين والرعاة والمشاركين.
المشاركون الدوليون ينفقون 9 أضعاف المقيمين
قام التقرير بتقييم أكثر عمقًا للعوامل الرئيسية التي تُعزّز مساهمة قطاع الفعاليات في الاقتصاد مثل الحضور الدولي وحجم الفعالية، ولُوحظ أنه خلال عام 2015، أقام المشاركون الدوليون في الفعاليات التجارية 6 أيام في المتوسط، وأنفق كل منهم حوالي 8,268 درهم خلال فترة زيارته، وهو ما يُعادل 9 أضعاف متوسط إنفاق المشاركين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستطرد المري، موضحًا: "إن كل مشارك دولي في الفعاليات التي تُقام في المركز، هو زائر لدبي، ويفيد القطاع السياحي الذي يشمل الطيران والفنادق والتجزئة وعوامل الجذب المتنوعة الأخرى في أنحاء المدينة، ومن الطبيعي أن يُحقّق الأثر المضاعف بفضل مشاركة الزوار الدوليين قيمة أكبر بكثير في الناتج المحلي"، وأكد بالقول: "إن إحدى أولويات مركز دبي التجاري العالمي، هي ضمان أن تضم أجندة فعالياتنا أعلى مستوى من الفعاليات التي تُمثّل مختلف القطاعات الاقتصادية، وهذا بالإضافة إلى جذب العارضين الرواد من مختلف أنحاء العالم"، وأضاف: "إن قيامنا بمضاعفة حجم الزيارات الدولية بصورة مستمرة خلال السنوات الـ4 الماضية وحدها، هي دليل على نجاح تضافر الجهود في هذا المجال، والارتقاء بمكانة دبي العالمية كمركز للأعمال التجارية في المنطقة، بفضل البنية التحتية المتطورة وسهولة الوصول إليها جوًا."
تأثير مضاعف 4 مرات للفعاليات الضخمة
أشار التقرير إلى أن حجم الفعاليات يمثّل عنصرًا رئيسيًا في زيادة القيمة في الناتج المحلي الإجمالي إذ بيّن أن الفعاليات الضخمة تُحققّ أثرًا مضاعفًا أكثر بـ 4 مرات مقارنة بالفعاليات الأصغر حجمًا، حيث يُحددّ حجم الفعالية من خلال حد أدنى من الحضور (تجتذب الفعاليات الضخمة أكثر من 30,000 زائر). وقد استضاف مركز دبي التجاري العالمي 23 فعالية ضخمة تُمثّل 22 % من إجمالي عدد الفعاليات، حضرها ما يقرب من 54 % من الزوار الدوليين مقارنة بـ 31 فعالية أصغر حجمًا، شكّل عدد الزوار الدوليين فيها نحو 43 % من إجمالي عدد زوارها.
إن الارتباط الوثيق بين حجم الفعالية ومدى جذبها للزوار الدوليين من خارج الدولة، يجعل منه عنصرًا مهمًا يجب أخذه في الاعتبار، بينما يستمر مركز دبي التجاري العالمي في العمل مع منظّمي الفعاليات لدفع عجلة النمو، وإقامة الفعاليات المترابطة في نفس الموقع لتحقيق نفس التأثير.
تحليل دقيق للأثر الاقتصادي
بنى تقرير مركز دبي التجاري العالمي، نتائجه على تحليل دقيق للأثر الاقتصادي باستخدام نموذج قياس اقتصادي يقيس الآثار المباشرة وغير المباشرة، والمدفوعة بالإنفاق التراكمي (حجم الطلب) من الأفراد المشاركين في فعاليات مركز دبي التجاري العالمي في دبي، والآثار المدفوعة من الإنتاج الناجم عنه (العرض)، لتلبية الطلب المتزايد في الاقتصاد المحلي. وقد تم تصميم هذا النموذج بناءً على مجموعة واسعة من البيانات التي تغطّي إحصائيات 104 فعاليات كبيرة الحجم، استضافها مركز دبي التجاري العالمي عام 2015 بما في ذلك فترة إقامة الفعالية ونوعها وحجمها وملامح القطاع والبيانات المالية، وما إلى ذلك، وهذا بالإضافة إلى المسح الميداني المباشر لعينة عريضة مكونة من 18,000 شخص تشمل الزوار المشاركين والعارضين والمنظمين، وذلك للوصول إلى مستوى ثقة في تقديراتها يصل إلى 99%.
سلّط تقرير مركز دبي التجاري العالمي، كذلك الضوء على قدرة قطاع الفعاليات المستدامة على توليد قيمة أكبر للناتج المحلي لدبي، خاصة قدرة مركز دبي التجاري العالمي، على جذب الفعاليات العالمية الشهيرة التي ضخت بنجاح مساهمات أكبر في اقتصاد الإمارة. وسوف يستمر المركز في الاستثمار في المرافق والخدمات عالمية المستوى للحفاظ على الفعاليات الأكثر ارتباطاً بالسياق العالمي، والحفاظ على القيمة التي تضيفها إلى دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة.
مركز دبي التجاري العالمي، عنصرًا رئيسيًا في بناء مكانة دبي كوجهة تجارية عالمية
وبإيجاز قال المري: "مثّل مركز دبي التجاري العالمي، عنصرًا رئيسيًا في بناء مكانة دبي كوجهة عالمية للأعمال التجارية، مستفيدًا من تراث الإمارة كمركز تجاري إقليمي، مستمرًا في تمكين الـ 1000 شركة عالمية من جميع أنحاء العالم – التي تضمها قائمة فورشن – والملايين من عملائهم من التواصل سنويًا في المركز، وتنفيذ الأعمال التجارية، وعقد الشراكات، وخلق الفرص الاستثمارية"، واستطرد: "يجمع هذا التقرير بين الفهم العميق لسياحة الأعمال، ورفع مستوى الوعي بالأثر البعيد المدى لمركز دبي التجاري العالمي، كمنصة لمثل هذه التفاعلات ليس فقط لدبي، ولكن على المستوى الإقليمي الأوسع الذي يشمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا".
وأنهى المري تعليقه بالقول: "إن مركز دبي التجاري العالمي، سوف يواصل التزامه بضمان بقاء سياحة الأعمال جزءً لا يتجزأ من النجاح الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة على أوسع نطاق."