Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تقرير : طيران اليمنية من سيء إلى الأسوأ

تقرير : طيران اليمنية من سيء إلى الأسوأ

 

عدن " المسلة " … حين تعتاد السفر وتقودك المقادير صوب إي بلد في هذا العالم الذي أصبح قرية بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي  ، ومنذ ان تطاء قدماك أراضي الغير تجتاحك وتزورك بلا إذن  مسبق حزمه هائلة من مشاعر البؤس و الحسرة والألم والغبن والقهر  حين ترى مظاهر التقدم والتحديث المستمرة لكل جوانب الحياة في هذه البلدان والهادفة إلى توفير أفضل الشروط والظروف  المثلى لخدمه الإنسان  كان مواطنا  أو مقيما أو زائرا لتسهيل مهمته واحترام وقته  وراحته ومنحه الانطباع الإيجابي ومشاعر السرور عدم التذمر أو الاستياء  ، بدءا من المعاملات في وسائل  النقل أو محطات الاستقبال كالمطارات مثلا أو خدمات  المواصلات والاتصالات أو مواقع الإقامة كالفنادق والمستشفيات أو مراكز العمل التجارية الخ .وتداهمك هذه المشاعر بقوه اكبر حين تتكرر زيارتك  لبلد ما  وتلمس بوضوح حجم الفارق في  مظاهر التحديث في كل مره  ، لتحضر لا إراديا صور المقارنة بين ما تراه وبين ما تخزنه الذاكرة من صور سلبيه عن الوطن المنحوس الذي تراه في كل مره يتراجع ويتقهقر عكسيا و نحوا الأسواء وخصوصا في مدينه عدن وبقيه مناطق الجنوب بسبب الحرب المستمرة عليها منذ حرب ١٩٩٤ اللعينة وحتى اليوم .

 

 ومنذ ذلك  نأتي إلى طيران اليمنية مثلا كواحدة من النماذج البارزة في السلوك والتعامل التدميري لعدن وسكان  الجنوب ، طبعا الكل يعرف ان عدن شهدت الطيران في وقت مبكر يعود إلى بدايات القرن الماضي( ففي العام 1919م هبطت أول طائره على ارض الجزيرة العربية وكان ذلك في مدينة عدن، وفي العشرينات (من القرن العشرين) أنشأت سلسله من المطارات الترابية غطت جميع سلطنات الجنوب آنذاك.

 

وفي العام 1941م أنشئت أول شركة طيران مدنيه، وتكونت من أربع طائرات نوع من.(DC-3)

 

وفي عام 1943م انطلقت أول طائره إلى خارج الحدود وكانت متجهه إلى مدينة أديس أبابا بدولة الحبشة (إثيوبيا حالياً)، لحقتها رحلات خارجية إلى أسمره (اريتريا) وجيبوتي.

 

وفي العام 1952م تم إنشاء أول شركة طيران وطنيه (قطاع خاص) على مستوى الجزيرة العربية وربما إفريقيا وتكونت من ست طائرات اورجنت وثلاث طائرات من (DC-3)، وقد قامت الشركة الجديدة بفتح خطوط جديدة

 

إلى القاهرة والكويت ودمشق وجده وبيروت)

 

وفي العام 1961م اشترت شركة (باسكو) أسهم شركة طيران خطوط عدن الجوية وأصبحت المشغل الرسمي لطيران الجنوب العربي.

 

وفي ١١ مارس عام 1971تم تحويل اسم الشركة إلى خطوط اليمن الديمقراطية (اليمدا) .

 

وتم شراء عدد من الطائرات الحديثة منها

 

خمس طائرة بوينج ، واثنتين داش7وطائرة توبلوف وطائره ايرباص.

 

تطير إلى أكثر من عشرين بلدا خارجيا أضافه إلى تغطيه الرحلات الداخلية إلى كل محافظات الجمهورية ،

 

وكان مطار عدن يحتضن ويستقبل  كل خطوط وشركات  الطيران العالمية يومها ،  وتقدم  فيه أفضل خدمات طيران في المنطقة ، كمطار دولي حقيقي ،ففي عام 1964م، أي قبل (49)عاماً وحسب كتاب ( مولد شعب )ورد في صفحة (78) من الكتاب المذكور:«بلغ عدد الطائرات التي استخدمت مطار عدن خلال العام الماضي أكثر من (13) ألفاً و190 طائرة مقابل (11) ألفاً و470 طائرة خلال العام السابق و(10) آلاف و500 طائرة خلال عام 1961م و(8) آلاف و664 طائرة خلال عام 1960م»،

 

يتأكد من خلال المعطيات الواردة أن الأمور سارت بقوة قانون جدلية التطور.وهو الأمر الذي لم تشهده صنعاء  أيامها، فحسب الويكيبيديا ( (يرجع تاريخ الطيران في صنعاء إلى عام 1949[2] عندما قامت الحكومة اليمنية بشراء طائرتي من طراز "داكوتا دي سي 3"، وقد أستخدمت تلك الطائرتين  لخدمه الأمام وحكومته  ونقل البريد، وأحياناً كانت تستخدم في نقل رجال الأعمال بين المدن اليمنية الهامة. وفي 4 أغسطس 1961 أنشأت الخطوط الجوية اليمنية وبدأت نشاطها رسمياً عام 1962 بإسم "خطوط طيران اليمن"، وخلال عام 1965 قامت الخطوط الجوية اليمنية بشراء أربع طائرات أخرى من نوع "داكوتا"، وسيرت رحلات إلى تعز والحديدة وبعض المحطات الإقليمية مثل جيبوتي وأسمرا، ثم أضافت رحلات داخلية جديدة إلى كل من البيضاء، مأرب وكمران، وتمت إعادة هيكلة الشركة بعد تأميمها وتغّير اسمها إلى "الخطوط الجوية اليمنية" وذلك عام 1972، أما اسم "اليمنية" فقد أعتمد في 1 يوليو 1978 بعد إنشاء شركة الطيران الجديدة باشتراك كلاً من الحكومة اليمنية والحكومة السعودية، وتمتلك الحكومة اليمنية 51% من رأس مال الشركة وتمتلك الحكومة السعودية نسبة 49% الباقية. في عام 1994 تم ضم خطوط الطيران التابعة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمدا) إلى الخطوط الجوية اليمنية وبذلك فقد العديد من موظفي اليمدا وظائفهم إما من خلال التقاعد أو التسريح.) بعد ان تم مصادره اليمدا والاستحواذ على حقوقها الماديه والمعنويه وراسمالها وأصولها وخدماتها الفنية واللوجستيه والتموينية والهندسية  بالرغم من كونها شركه  وطنيه ناجحه   مملوكه لجميع المشتغلين فيها وكانت تحضى بدعم  الدوله  كمؤسسة وطنيه ١٠٠٪، .

 

منذ عام ١٩٩٤ أصبح مطار عدن -بالمقارنة مع ما كان عليه أو بما أصبح عليه مطار صنعاء -مطار قرية من الدرجة الأولى وبامتياز حيث  أصبحت اليمنية هي الشركة الناقله الوحيده المحتكرة لحق الطيران من عدن إلى بلدان العالم   وقلصت امتيازات حقوق  الطيران للكثير من الشركات التي كانت متواجده في عدن ،باستثناء بعض الشركات التي  لا يتجاوز عددها أصابع  اليد الواحده  ومنها الاردنيه اربع  رحلات اسبوعيا بسبب كثره المرضى من عدن ، والسعوديه رحلتين ، والتركيه موخرا اربع رحلات لغرض في نفس يعقوب  ، والخليجيه رحلتين تم توقفها مؤخرا،

 

لن اتحدث هنا عن صور الفساد الذي شهدته الشركه فالمجال لا يتسع لذلك    ، بل اتحدث عن سياسه الاحتكار للنقل من والى عدن   كواحدة من سياسات التدمير الممنهج وممارسه التمييز ضد المسافرين من والى عدن وما ينتج عن ذلك من تدمير اقتصادي لعدن ،،وما يخلقه  من معاناه لدى إي انسان في عدن  أو مناطق الجنوب القريبة  حين يفكر بالسفر  حيث تعدم الخيارات او التوجه الى صنعاء ،،ومن ذلك مثلا اذا أردت ان تسافر الى دبي   ،وهي المدينه التي ( أفادت الهيئة العامة للطيران المدني بأن 150 شركة طيران أجنبية تعمل في مطارات الدولة، و أن 88 شركة طيران من هذه الشركات تسيّر رحلاتها المنتظمة عبر مطار دبي الدولي بنسبة 58.6٪، بينما تسيّر 38 شركة رحلاتها المنتظمة عبر مطار أبوظبي الدولي، و25 شركة عبر مطار الشارقة الدولي، وشركتان عبر مطار العين الدولي، وشركة طيران واحدة عبر مطار رأس الخيمة الدولي.

 

 وأن المطارات الإماراتية تواصل خلال العام الجاري استثماراتها الضخمة في تطوير البنية التحتية، سواء كانت استثمارات في المبنى المركزي في مطار أبوظبي الدولي، أو المبنى المخصص لطائرات إيرباص العملاقةA380 ،(  لينضم الى المبنى رقم واحد المخصص لخطوط الطيران العالميه ، والمبنى رقم اثنين المخصص لطيران الامارات ،)وأن حجم أسطول الطائرات التابع للناقلات الوطنية بلغ 329 طائرة حتى مطلع العام الجاري، مقابل 286 طائرة في عام 2011، ومن بين الطائرات 199 طائرة تابعة لشركة «طيران الإمارات» و72 طائرة تابعة لـ«الاتحاد للطيران» و28 طائرة لـ«فلاي دبي»، و27 طائرة لـ«العربية للطيران»، وثلاث طائرات لـ«طيران رأس الخيمة».

 

عفوا لهذا الأسترسال الضروري لنعرف حجم البؤس الذي نعيشه في الواقع  والذي يرى فيه البعض ( إنجازات وطنيه عظمى ) مع انها إنجازات تدميريه عظمى ، واذا أردت ان تسافر الى هذه المدينه من عدن فليس أمامك سوى رحلتين إليها (الاثنين والجمعة ) ، وعليك ان تدفع ١١٣ ألف ريال في الدرجه السياحيه واذا حصل اي تغيير في موعد ألرحله أثناء الإياب فعليك ان تدفع ستمئه درهم فقط ،  وهذا ما حصل معي شخصيا ،ولا يوجد خط طيران آخر يتيح لك حق الاختيار ، مع انك تستطيع ان تسافر من صنعاء الى دبي مثلا بطيران  الامارات بواقع سبع رحلات اسبوعيا ،ودبي فلأي  بعدد ست رحلات اسبوعيا وبقيمه  ٢٠٠ دولار ذهاب وأياب  ، وهناك طيران الاتحاد الذي يعتزم تسيير رحلاته في سبتمبر ، عدى طيران العربيه الى الشارقة ، أضافه الى  اليمنيه التي تسير  رحلتين أسبوعيا الى دبي ،  وذلك حسب جدول الرحلات من والى دبي . السؤال هنا لماذا هذا الحرص في زياده رحلات هذه الشركات  الى صنعاءمع تخفيض  لأسعار التذاكر ؟ في حين تقلص عدد رحلات اليمنيه الى نفس المطار  بواقع رحلتين اسبوعيا مع رفع الأسعار ؟ مع   ان المنطق التجاري بل والقواعد التجاريه الذي تحدده مذكرات التفاهم بين شركات  الطيران يقوم على مبداء النديه والتوزيع  العادل لعدد الرحلات   مع ان سياسه الأجواء المفتوحة تتجاوز أحيانا هذه القواعد ، ومع ذلك تفرض اليمنيه المصادره كما حصل مع اليمدا و الاحتكار للسوق بقدرته تنافسية ضعيفه ومذله ،  من خلال عدم  السماح لقيام  شركات وطنيه يمكن ان  تستفيد من هذا الامتياز الجديد .

 

 صور المعاناه  التي يتعرض لها المسافرين كثيره ومتنوعه ومن ذلك  مثلا ما حصل في رحله دبي عدن صنعاء رقم 853 على خطوط طيران اليمنيه ايرباصA310يوم الاثنين الموافق 1/7/2013 حيث كان من المقرر ان تقلع الطائره حسب جدول  الرحلات تمام الثانيه وعشرين دقيقه بعد الظهر وعند تواجد الركاب في موقع المغادرةC16 فوجئوا بان هناك تأخير لمده ساعه ( علمنا لاحقا انه بسبب وجود ركاب ترانزيت في مطار جده ) امر خارج  المخطط!!!! ،بعد الصعود الى الطائره آلتي امتلأت بالركاب المتجهين الى عدن وصنعاء وإريتريا وإثيوبيا وبعدد كبير من الأسر والأطفال القادمين من أمريكا  واسر المغتربين الذين ينوون قضاء اجازتهم في وطنهم ،،والتي شهدنا فيها لحظات من الفوضى والتذمر  بسبب التوزيع العشواءي للركاب ،حصل تأخير إضافي لمده ساعه اخرى وحين تم السؤال عن السبب قيل لنا بان ذلك بسبب نظام  عمليه شحن الأمتعة لان الطائره قديمه  وتعتمد على الشحن اليدوي ولا تستوعب نظام الشحن الأوتوماتيكي الحديث

 

بعد ذلك تحركت الطائره وتنفس الركاب الصعداء خصوصا وان الحر كان شديدا والمكيف لا يعمل وصراخ الأطفال يملاءارجاء الطائره ، ويثقب طبول أذان القريبين منهم  ، بعد جوله في المدرج الكبير وجدنا انفسنا ثانيه أمام الخرطوم حيث عادت الطائره إدراجها بسبب خلل فني أصاب الهيدروليك حسب ما علمنا ، واذا بالعناء يستمر مضافا اليه القلق ،والقلق  هنا كما يقال أضر من الخوف ، لتستمر نوبه الصراخ المتناوبة من الأطفال الأبرياء الذين لم يستطيعوا تحمل شده الحر ، ولتهدئه النفوس  والمعد تم توزيع وجبه الغذاء التي أصبحت عشاء  ، وبعد حوالي ساعتين اعلن عن إصلاح الخلل فتحركت الطائره مجدد نحو المدرج للإقلاع، لكنها بعد  جوله عادت مجددا معلنين بان الطائره لن تقلع وسيتم الانتقال الى طائره اخرى ستأتي من صنعاء ، طبعا ساد الهرج والمرج كتعبير عن حاله الاستياء والتذمر لكن بالمقابل رافق ذلك مشاعر الشكر والحمد لله تعالى ، والشكر والامتنان للطيار البارع الكابتن نضال صالح عبدالله الذي اتخذ القرار الصائب بعدم المجازفة ، وبالمناسبه فهو الوحيد مع أربعه من الطيارين الذين يقودون هذه الطائره باقتدار ، وسبق ان واجه نفس المشكل قبل اشهر قليله مع نفس الطائره وهو في الجو قادما من الأردن الى صنعاء واستطاع بمهارته وجدارته  المعرفية  ان يحافظ على سلامه الركاب بالنزول بالسلامة رغم الخلل الذي أصاب الطائره  ،وسبق وان أشارت  عدد من الصحف  الى هذه الحادثه يومها .

 

تم تركين   وعزل الطائره في مكان بعيد من المطار  كمريض مصاب بمرض معدي خبيث ، لينقل الركاب بالباصات الى المبنى الرئيسي وبعد اجراءأت التفتيش الروتينية توزع الجميع بحثا عن مواقع تحتضنهم  وفي العاشرة مساء قدمت لهم وجبه ماكدونالدز ، واستمر الانتظار حتى الثالثة والنصف صباح الثلاثاء حيث تم إقلاع الطائره التي وصلت من صنعاء وكانت افضل بكثير  من سابقتها من حيث السعه والحداثة،  وفي السادسة والنصف صباحا بتوقيت دبي تم الوصول الى مطار عدن( الدولي ) ، وكان لابد من الانتظار ساعه زمان من اجل الحقائب وعند السؤال عن السبب في التأخير قيل لنا بانه يوجد عامل شحن حقائب واحد فقط ،ولا توجد تقنيه مساعده سوى تقنيه فحص العفش من قبل الامن التي تؤدي دورها بجداره ، ومش مهم حاله الركاب او معاناتهم ، مشاهد صادمه جديده تقابلك  في المطار  ،الذي يحتوى على مستقبل حقائب واحد لا غير ، مع انك تكون قادما من مطارات تحوي اكثر من عشرين مستقبلا وفيها تجد الحقيبة  قد سبقتك في وصولها ، وما يخفف من وطاءه مشاعر الاستياء والتذمر هي تلك المشاعر الجميله التي تداهمك  حين تقابل الأحباب بعد غياب . وصلنا البيوت في الثامنة صباحا ولكم ان تتصوروا موعد وصول الإثيوبي او الإريتري  الى دياره ، وتخيلوا ايضا مشاعره  وانطباعاته التي عبر عنها أحدهم كان يجلس بالقرب مني بالقول : اعتقد ان هذه الشركة هي أسواء شركه طيران في العالم .

 

حين سألت احد المهتمين بالشركة  عن سبب استخدام مثل هذه الطائرات التي قد تسبب كارثة إنسانيه يوما ما  أجابني  بألم : يا اخي حال الشركة لا يسر احد فهو يسير من سيء الى الأسواء، فبعد  ان كانت الشركة تمتلك اربع عشر طائره لم يعد لديها سوى عدد قليل ،وأساس  تدميرها هو  الفساد الكبير الذي نخرها حين كانت تدار كمؤسسة  خاصه وليس كشركه وطنيه .

 

المصدر : عدن الغد

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله