Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الرياح تعصف بمنتجع سياحي روسي بتكلفة 26 مليار دولار

الرياح تعصف بمنتجع سياحي روسي بتكلفة 26 مليار دولار

 

موسكو " المسلة " … نقاط التفتيش… الطرق المليئة بالحفر… لافتة عليها صورة الكرة الأرضية وهي تحترق ومكتوب عليها «الإرهاب خطر على البشرية». كلها عوامل قد تثني الزائرين عن الحضور إلى منتجع جبل البروس الروسي للتزلج وهو أعلى جبل في أوروبا. والجبل الذي يمتد في منطقة شمال القوقاز؛ إذ يحارب مقاتلون إسلاميون من أقليات عرقية الحكم الروسي لا يجتذب في الوقت الحالي سوى عدد محدود من متزلجي الجليد والسائحين ممن يتحلون بشجاعة فائقة.

 

غير أن جبل البروس أصبح محور مشروع للكرملين يتكلف 26 مليار دولار لإقامة سلسلة من المنتجعات الجبلية الفاخرة التي تأمل موسكو أن تنجح فيما فشلت فيه المدافع والقوات من إنهاء العنف وتخفيف حدة المعارضة في المنطقة. وستظهر جبال القوقاز العالية على الساحة العالمية للمرة الأولى من خلال دورة الألعاب الشتوية العام 2014، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود وهو مشروع يلقى دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ومن خلال الاستثمار في السياحة في أجزاء أخرى من السلسلة الجبلية تأمل موسكو أن تحد من تجنيد الشبان في صفوف المقاتلين الذين سلطت عليهم الأضواء خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن اتضح أن المشتبه بهما في تفجيري بوسطن تمتد جذورهما إلى هذه المنطقة. لكن الأمر ليس سهلاً؛ فبعد أسابيع من الكشف عن خطة الاستثمار في 2011 هاجم مسلحون حافلة سياحية صغيرة؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة وفجروا عربة تليفريك.

 

وتساءل نائب رئيس الرابطة الروسية لشركات السياحة فلاديمير كانتوروفيتش «الناس يواجهون الموت طوال الوقت هناك… من الذي سيقضي عطلته في ذلك المكان؟» كما أن العنف ليس المشكلة الوحيدة. ففي أبريل/نيسان 2013، داهم العشرات من شرطة موسكو المدججون بالسلاح المقر الإقليمي لشركة منتجعات شمال القوقاز التي تأسست لإدارة المشروع وذلك للتحقيق في اتهامات موجهة لرئيسها السابق الذي اتهم بالاختلاس وترك البلاد.

 

وتعهد صندوق الاستثمار الفرنسي (كيس ديه ديبو) باستثمار ما يصل إلى عشرة مليارات يورو (13 مليار دولار) في المشروع لكن مدير الشئون الدولية بالصندوق لوران فيجييه أقر بأن الفكرة «ليست سهلة». وقال في مقابلة إن تنمية منطقة البروس: «مسألة كرامة وطنية بالنسبة إلى روسيا». وكان ديمتري ميدفيديف قد أنشأ خلال توليه رئاسة البلاد – حين كان بوتين رئيساً للوزراء – شركة منتجعات شمال القوقاز العام 2011 بهدف معلن هو «هزيمة الفقر والإرهاب بالسياحة».

 

ويتضمن المشروع إقامة مسارات للتزلج على الجليد تمتد مئات الكيلومترات في سبعة منتجعات من البحر الأسود إلى بحر قزوين على أمل منافسة منتجعات جبال الألب الشهيرة. وتأمل شركة منتجعات شمال القوقاز أن تنجح بحلول 2025 في توفير 167 ألف سرير و75 ألف فرصة عمل واجتذاب 3.5 ملايين سائح سنوياً ينفقون نحو 170 مليار روبل (5.5 مليارات دولار). وتمثل خطة جبل البروس الذي يبلغ ارتفاعه 5642 متراً محور المشروع.

 

والهدف هو توفير عربات تليفريك تعلو بركابها لأعلى ارتفاع في العالم وزيادة قدرة هذا المنتجع الذي يعود إلى العهد السوفياتي على استيعاب الزائرين وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الناس للوصول إلى القمة التي يزيد ارتفاعها 800 متر عن أعلى قمة في جبال الألب وهي (مون بلان). وعربات التليفريك الخالية والفنادق غير مكتملة البناء وكاميرات الأمن تظهر التحدي الذي يواجه روسيا في تنفيذ خطة ينظر إليها السكان بعين الريبة بقدر ما ينظرون إليها بعين الأمل.

 

وقال مرشد جبلي طلب عدم نشر اسمه: «إنها يوتوبيا». وأضاف «الأمر يستلزم أولاً استقرار الوضع في المنطقة وإلا لن يتوافر المال؟ فإن هو جاء من الموازنة فسينهب وإذا كان مالاً خاصاً فلن يستثمر أحد». وبدأت موسكو شركة منتجعات شمال القوقاز برأس مال 60 مليار روبل (1.93 مليار دولار). لكن الكلفة تضخمت مع نمو المشروع وبلغت التقديرات 26 مليار دولار في يناير/كانون الثاني بعد أن كانت 15 ملياراً العام 2010.
 

المصدر : رويترز

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله