اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الأزمة السورية تنعش السياحة في كردستان العراق وتزيدها ثلاثة أضعاف

 

الأزمة السورية تنعش السياحة في كردستان العراق وتزيدها ثلاثة أضعاف

كردستان "المسلة" … "مصائب قوم عند قوم فوائد"، لعل هذه المقولة تنطبق، بنحو ما، على الفائدة السياحية التي جناها اقليم كردستان نتيجة الأزمة السورية، اذ لا يمكن تجاهل كون الأزمة أحد عوامل الزيادة والانتعاش السياحي في الاقليم. ذلك لأن الكثير من العراقيين، أفراداً وعوائل، اعتادوا في السنوات الاخيرة قبل اندلاع الازمة السورية في آذار 2011، السفر الى سوريا للاصطياف. لكن ذلك صار من الماضي بعدما حوّل أكثر من نصف السياح العراقيين وجهتهم السياحية من سوريا الى الاقليم، وهذا يفسّر تضاعف العدد هذه السنة، استناداً للمصادر السياحية هناك، سنأتي على ذكرها لاحقاً.

 

من البديهي القول، ان ما خلفته تداعيات ما بات يعرف بـ"الربيع العربي" على السياحة السورية ليس للاقليم دخل فيه. انها أمور تحدث دائماً، كما حصل عندما تضرر العراق في اوقات سابقة، لكن ضرره انعكس فائدة على دول مجاورة، كانت سوريا من بينها. ولا أحد نسي بعد الظروف القاسية التي خضع لها العراق في تسعينيات القرن الماضي، حين فرض عليه المجتمع الدولي حصاراً اقتصادياً شاملاً، كان من نتائجه أن أفادت دول الجوار على حساب العراق.

دليل الإقليم السياحي

يتوافر دليل سياحي حديث صادر عن حكومة اقليم كردستان العراق عبر مئات المواقع السياحية، أكثرها شلالات وعيون ماء، الى عشرات المواقع الأثرية والحدائق ودور عبادة تاريخية للمسلمسن والمسيحيين وطوائف أخرى، وتدعم كل ذلك فسحة أمن وبنى تحتية شبه متكاملة وأسواق حديثة للتسوق.

اضافة الى مدن الاقليم الرئيسة الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك، يأخذ الدليل السياحي للاقليم في الاعتبار المواقع السياحية والاثرية في محافظة كركوك، باعتبارها مواقع تابعة لسياحة الاقليم. ومع عدم التقليل من أهمية المواقع السياحية في كركوك، الا ان إدراجها في الدليل السياحي لا يمثل اضافة جدية الى سياحة الاقليم، كون أغلب السياح من العراق العربي لا يحبذون التوقف في كركوك، رغم مرورهم عبرها الى مدن الاقليم بسبب سوء الخدمات وضعف الأمن فيها. فضلاً عن ان أوضاع كركوك تشكّل أحد أكثر أوضاع المحافظات تعقيداً لخلاف المركز والاقليم حولها، وعدم حسم ذلك الخلاف استناداً للمادة 140 من الدستور حتى الآن.

السياحة في الاقليم هي المفخرة العراقية الوحيدة، رغم اقتصارها في الغالب على المواطنين العراقيين الوافدين من مختلف المحافظات. بيد ان ذلك ليس بالشيء القليل، خاصة ان العراقيين عموماً محرومون من السفر الى معظم دول العالم، لصعوبة حصولهم على "فيزا" الدخول، وفي هذا المعنى، فإن اقليم كردستان يمثل متنفساً لا غنى عنه لمعظم العراقيين.

 

المفخرة الوحيدة

حين يقال ان سياحة الاقليم هي المفخرة العراقية الوحيدة في هذا القطاع، فلأن العراق العربي يفتقر الى ذلك منذ عقود طويلة، نتيجة الحروب والأزمات، وباستثناء الوافدين من ايران ودول الخليج ومدن اخرى الى مزارات الأئمة الشيعة، لا توجد سياحة بالمطلق في العراق، والسياحة الدينية لا تقارن بسياحة الاقليم التي تشهد تنامياً مطرداً في السنوات الاخيرة.

وتؤكد الأرقام الرسمية الصادرة في الاقليم قصة الازدهار السياحي، اذ تقول هيئة سياحة اقليم كردستان، ان نسبة السياح الى الاقليم خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2012 ارتفعت 75 في المئة، مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي. وبلغ عدد السياح الى اقليم كردستان خلال النصف الاول من العام الحالي نحو مليونين ونصف المليون سائح، في مقابل مليون و700 الف سائح خلال العام الماضي. وقد انعكست هذه الزيادة على نسبة لامداخيل المالية التي حققها الاقليم، فبعدما كانت موارد العام 2011 نحو 600 مليون دولار، يتوقع ان ترتفع هذه السنة لتتجاوز سقف المليار ونصف المليار دولار. ومن الطبيعي ان تقابل هذه الزيادة، زيادة في عدد المطاعم والفنادق وأماكن الترفيه… وتقول مصادر هيئة السياحة، ان اجمالي الاماكن ارتفع بنسبة 25 في المئة عن العام الماضي، وبلغ نحو 370 فندقاً، منها 205 فنادق سياحية والأخرى فنادق شعبية، و180 نزلاً سياحياً (موتيل)، 128 منها سياحية والبقية شعبية، و970 مطعماً، 340 منها سياحية والبقية شعبية، فضلاً عن 45 قرية سياحية.

 

أشهر ثلاثة مصايف

رغم وجود عشرات المصايف في الاقليم، الا أن اشهرها في نظر السائح العربي ثلاثة هي: كلي علي بيك وبيخال وسرسنك. ويعود ذلك الى ذكر هذه المصايف في المناهج الدراسية لمادة الجغرافيا في مرحلتي الدراسة المتوسطة والاعدادية في عموم العراق، لذلك فإن السائح العربي يحفظ عن ظهر قلب تلك المصايف، وان لم يسعفه الحظ بمشاهدتها، وبمجرد ذهابه للاقليم يحرص على زيارتها.

يبعد شلال كلي علي بيك الرائع نحو 96 كيلومتراً عن مركز محافظة اربيل، وهو عبارة عن شلال تأتي مياهه من وادي ئالانه، (نهر جولة ميرك)، وتتمتع المنطقة بجو معتدل ومشاهد أخاذة للجبال والوديان المحيطة به. وعلى مسافة نحو 5 كيلومترات منه وخلال سلسلة جبال شاهقة وطرق متعرجة يقع مصيف بيخال الذي لا يقل جمالاً عنه، ويتميز بوفرة المياه الدافقة من الاعلى وبرودتها الشديدة.

سرسنك، ثالث المصايف الشهيرة، ويقع في قضاء العمادية (70 كيلومتراً) شمال محافظة دهوك، وهي مدينة رائعة تقع على جبل بارتفاع 1400 متراً عن سطح البحر، وأريافها منطقة مفضلة لسكنى المسيحيين.
المصيف يرتفع عن مستوى سطح البحر 1046 متراً وهو آية في الجمال ويكاد يكون أكثر المناطق جاذبية للسياح، ولا تزيد درجة حرارته في ذروة ايام الصيف على 34 درجة. وبهذا فإن الذاهب للمصيف ينتظره مناخ جميل ومياه باردة تجري من الينابيع في أعالي الجبال وغابات السرو والحور، الى وجود الفنادق والشاليهات والكازينوهات وناد ليلي، اضافة الى السينما والمطاعم والمقاهي الشعبية التي يكون بعضها وسط مياه الشلال.
الى جانب ذلك، يضم الاقليم مصايق شقلاوة، آيشاوا، زاويتة، سرجنار، أحمداوا، دوكان، وسواها.

المصدر: صحيفة النهار اللبنانية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled