من يحكم مصر؟!

بقلم : محمود كامل

باستمرار الفوضى يظل الغموض يحيط بمن هو الحاكم الحقيقي لمصر. هل هم العسكريون أم رئاسة الجمهورية، أم الحكومة الجديدة أم جماعة الإخوان المسلمين، أم آخرون يرتدون طاقية الإخفاء، فلا نعرف من ملامحهم شيئاً، ولا حتى أسماءهم، وإن كانوا وراء مظاهرات واعتصامات لم يعد لها طعم، ولا تثير أكثر من الحزن على ما آلت إليه أحوال وطن عظيم!.

وقد تركزت آمال المصريين جميعاً في معرفة «من الذي يحكم بالضبط» حتى نستطيع محاسبته على هذا التدهور الذي نعانيه كل يوم في مرور الشوارع، وخدمات بدأت تتوقف واحدة تلو الأخرى، يضاف إلى هذا كله اقتصاد طالت أزمته بغير حلول تضع الجرس في رقبة القط، رغم أن القط يعيش خلف قضبان سجن طرة، دون أن يدلنا على البنوك التي ترقد فيها ملياراتنا المسروقة، على مدى ثلاثين عاماً من حكمه الفاسد، التي لو عادت لفعلت كثيرا مما يمكن أن يغفر له بعض ما ارتكب ضدنا وهو كثير!.

ومنذ أن تولى الإخوان الحكم ونحن نسمع كل يوم أن «مصر فوق الجميع» فقد سمعنا حديثاً عن مد قطاع غزة بالكهرباء المصرية رغم أن طاقتها لم تعد تكفي احتياجات المصريين بكثرة انقطاعاتها عنا في القاهرة لساعات تطول أكثر في المحافظات الأخرى. وإذا تصور هؤلاء أن الإسلام السياسي الذي يربطهم بـ «حماس غزة» سوف يحميهم من تساؤلات المصريين فإنهم سيكونون واهمين، ذلك أنه «يا روح ما بعدك روح» وأن الهمس المصري المتصاعد ضد تفضيل الغزاوية على المصريين، والغزل الدائر الآن مع الإسرائيليين، إذا لم يكن يسمع الآن، فإن القادم سوف يكون صوته أعلى كثيراً من هدير العاصفة، ولا أعتقد أن الإخوان الذين في مصر، سوف يتحملون أياً من هدير الأصوات أو الطوفان الذي سوف يلحق به، وكذلك بهم، فإن هذا زمان المصريين وليس زمان الإخوان!.