العقبة "المسلة"… شرعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بترميم حامية العسكر في منطقة رم لتحويلها إلى متحف تراثي يضم تراث المنطقة ومراحل تطور الحياة في القرية التي يعود تاريخ وجودها إلى ستة ألاف عام قبل الميلاد .
وتستهدف هذه الخطوة التي لاقت استحسان أهل رم وزوارها الحفاظ على التراث في منطقة رم التي أدرجت منذ مطلع العام الحالي على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو.
وقال مفوض البيئة والرقابة الصحية في سلطة المنطقة الخاصة سليم المغربي ان الحامية أو ما تعرف باسم المقاطعة التي تقع على أطراف قرية رم أنشئت في العام 1932 على يد العسكر الانجليز آنذاك بهدف توفير الحماية للطريق المار عبر رم إلى مدينة العقبة، وهو طريق ثانوي لكنه كان يستخدم للأغراض العسكرية من الطرف الشرقي لقرية رم وحتى الطرف الشمالي لمدينة العقبة.
وأكد المغربي أن السلطة تدرك الأهمية التاريخية لمنطقة رم والأهمية السياحية المتنامية خاصة وان إدراجها ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو ساهم في إعادة التعريف بالمنطقة وتسويقها ووضعها على خريطة السياحة العالمية خاصة وانها تضم في جنباتها تضاريس مختلفة تتوزع بين السهل والجبل والصحراء وهو الأمر الذي جعل منها مكانا متفردا لعشاق رياضات الصحراء وهواة المغامرات وتسلق الجبال.
وأشار إلى أن كلفة إعادة ترميم الحامية تبلغ حوالي 80 ألف دينار تقوم بتنفيذه شركة فرنسية مختصة بالتعامل مع أعمال الإنشاءات التراثية ، موضحا أن الحامية تم استخدامها سابقا مكاتب لقوات البادية حيث تم عدة إضافات داخلية على مبناها الأثري من الطوب الذي تمت إزالته في أعمال الترميم الحالية تمهيدا لإعادتها إلى طبيعتها الأثرية.
من جانبه قال رئيس قسم السياحة في منطقة رم الطبيعية ناصر الزوايده ان مساحة الحامية تبلغ حوالي 500 متر مربع وتتألف من برجين بارتفاع 12 مترا لكل برج ويوجد تحت كل برج منهما خزانا مياه وزنزانة للسجناء فيما تخلو باحة الحامية من أي عمران تتوسطها ساحة سماوية مفتوحة.
وأكد الزوايده "لبترا "أن أعمال الحفر في الحامية أكدت استخدام مادة الاسمنت في بنائها وكما تشير الوثائق فان العسكر الانجليز كانوا يستوردون الاسمنت مباشرة من انجلترا بواسطة السفن حيث يصار إلى نقله لاحقا إلى رم ، مشيرا إلى أن الترميم الحالي سينتهي بعد حوالي ثلاثة أشهر حيث سيتم لاحقا وبعد الانتهاء منه تزويد الحامية بأعمال تراثية خاصة برم تمهيدا لافتتاحها أمام حركة الزوار والسياحة متوقعا أن توفر الحامية عدة فرص عمل لأبناء المنطقة في مجال السياحة والتراث.
يشار إلى أن منطقة رم تم إدراجها العام الحالي على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو لتنضم إلى ثلاثة مواقع أردنية تم إدراجها سابقا وهي البترا وأم الرصاص وقصر عمره.