اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مصطفى اللباد :مصر كانت عمقا إستراتيجيا لإسرائيل .. ويتعين تطوير التعاون مع تركيا لتحجيمها

فقدنا الخيال السياسي خلال العقود الأخيرة .. والتحالف لا يعني التبعية والانبطاح

 

الإسكندرية "المسلة" خاص …. نظم منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء أمس السبت ندوة بعنوان "نحو سياسة خارجية إقليمية فاعلة: مصر – إيران – تركيا"، والتي تحدث فيها الدكتور مصطفى اللباد؛ رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة، وأدارها فؤاد السعيد؛ كبير الباحثين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

وقال اللباد إن البعض قد يظن أن دور مصر الإقليمي ترف، في حين أنه يعزز مكانة الدولة على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا، مضيفا أنه من مصلحة مصر أن تكون زعيمة العالم العربي، حتى وإن اختلف البعض حول العروبة.
 

ونفى أن تكون الزعامة مرادفا لخوض الحروب، ملمحا بذلك إلى ما كان يردده النظام السابق من أنه جنّب مصر خوض مغامرات، تبريرا لتراجع دور مصر الإقليمي. وأشار إلى أن هناك مساحة كبيرة بين ما أسماه "الانبطاح والحرب"، قائلا إن مصر فقدت الخيال السياسي خلال العقود الأخيرة. ونوّه إلى أن دور مصر الإقليمي يحتمه التاريخ والجغرافيا، وليس وفقا لتوجه إيديولوجي معين، ضاربا المثل بدور مصر في عهد محمد علي وخلفائه، مرورا بعبد الناصر والسادات، وهي لحظات تاريخية اختلفت فيها إيديولوجيا من كانوا في الحكم.

ولفت إلى أن دور مصر الإقليمي يجب أن يركز تحديدا على تأمين منابع النيل وسيناء، مما يحتم تكوين حوائط صد مبكرة في سوريا شمالا، وفي الصومال وإثيوبيا جنوبا. وانتقد ضعف الاهتمام بسيناء، مشيرا إلى أنه كان يتعين أن تكون هناك كتلة بشرية وتجارية وصناعية عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بدلا من استثمار المليارات في الساحل الشمالي.

وأوضح اللباد أن هناك متغيرات على الساحة في الوقت الحالي تتمثل في وجود قواعد عسكرية برية لحلف الناتو في ليبيا، وتقسيم السودان إلى شمال وجنوب، إضافة إلى أن فلسطين لم تعد ملفا مصريا بامتياز، في الوقت الذي تقلصت فيه مصر داخل حدودها بشكل غير مسبوق، وظهر لاعبون كبار مثل إيران وتركيا.

وأضاف أن الدور الإيراني في المنطقة تعاظم عقب حرب العراق عام 2003، والتي تمت في غيبة عربية كاملة، إضافة إلى حرب لبنان في عام 2006. في حين كان تعنت الاتحاد الأوروبي في ضم تركيا سببا في توجه الأخيرة ناحية الدول العربية، خاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم.

وأكد أن تركيا نجحت في تقديم عدة نماذج للدول في المنطقة؛ حيث حققت طفرة اقتصادية كبيرة بعد أن عانى اقتصادها لسنوات، كما استطاعت دمج التيارات السياسية المختلفة في العملية السياسية، وعارضت الولايات المتحدة الأمريكية، رغم تحالفهما الوثيق، حين تعارضت مصالحها مع المطالب الأمريكية. وشدد على أن التحالف لا يعني "التبعية والانبطاح وتحقيق مصالح دولة واحدة على حساب الأخرى".

ونوّه إلى أهمية أن تعود مصر إلى الاضطلاع بدورها الإقليمي، دون الاستهانة بالقوى الأخرى الموجودة على الساحة، وفي إطار تنافسي وتعاوني مع تلك القوى، لافتا إلى أنه في ظل العداوة اللفظية من مصر تجاه إيران خلال عهد النظام السابق، استطاعت الأخيرة التمدد في المنطقة، بينما تراجع الدور المصري.

وقال الدكتور مصطفى اللباد إنه لم يعد ممكنا أن تتزعم دولة واحدة منطقة الشرق الأوسط ضد إرادة الدول الأخرى. وأشار إلى أن مصر كانت عمقا إستراتيجيا لإسرائيل خلال الثلاثين عاما الأخيرة، مطالبا باستثمار اللحظة الراهنة في تعديل البنود الأمنية الخاصة بسيناء في اتفاقية كامب ديفيد، وتطوير التعاون مع تركيا لتحجيم إسرائيل، التي وصفها بأنها أصبحت "أكثر بؤسا وانعزالا من أي وقت مضى".

وشدد على أن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وإغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة ليس في مصلحة مصر حاليا. ودحض الادعاء بأن "كامب ديفيد" تتضمن بندا لتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بربع ثمنه، واصفا ذلك بالأكذوبة.
واختتم الدكتور مصطفى اللباد الندوة بالتأكيد على أهمية التوافق داخليا حول الخطوط العريضة للسياسة المصرية الإقليمية والدولية، دون أن يمنع ذلك وجود اختلاف في التنفيذ بين الأحزاب والتيارات السياسية التي تتنافس على تولي مقاليد السلطة.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled