Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

المناطق القروية.. مُنتَج طبيعي يراهن عليه المغرب في إنعاش السياحة

الرباط "المسلة": حسن الأشرف ..يعتمد المغرب في الآونة الأخيرة على السياحة القروية كمُنتَج جديد وعامل جذب قوي لملايين السياح الأجانب الوافدين على البلاد، بفضل ما يتيحه من ميزات طبيعية غير اعتيادية بخلاف المواقع السياحية المعروفة التي ترتكز على الشمس والشاطئ.

ويرى المهنيون في القطاع السياحي أن المؤهلات التي تتوافر عليها السياحة القروية تدعو للتفاؤل كونها لم تُستهلك كلها ولم تستنفد غاياتها بعد، مطالبين بإيلاء الاهتمام أكثر بالمناطق القروية التي تستقطب السياح.

وجدير بالذكر أن المغرب يعتزم وفق المخطط السياحي 2011-2020 استحداث ست وجهات سياحية جديدة، وخلق 470 ألف فرصة عمل، والرفع من مداخيل السياحة أكثر من الضعف، أي من 60 مليار درهم حالياً إلى 140 مليار درهم في 2020، من خلال مجيء أكثر من 20 مليون سائح.

سياحة طموحةوأضحت السياحة القروية والريفية في المغرب بمثابة عرض سياحي جديد، يحاول أن يجد له مكاناً بارزاً بين أنماط وأنواع السياحة التي تكون محط إقبال من طرف آلاف السياح، من قبيل السياحة الشاطئية والسياحة الطبية والسياحة الثقافية والتراثية والسياحة الجبلية وغيرها.

وبالنسبة لعبدالله أزريق، المندوب المحلي في القطاع الخاص للسياحة، فإن المُنتج السياحي الذي ينتسب إلى القرية أو الأرياف لايزال مجالاً خصباً وحديثاً ولم يتم استهلاكه من طرف السياح، لأنه قطاع طموح في طور التشكل والتطور مع مرور السنوات.

وأفاد أزريق بأن العديد من السياح، من فرط مجيئهم للمغرب كل سنة مرة أو مرتين أو مرات عدة، قد "شبعوا" من ترددهم الدائم على المواقع السياحية المعروفة التي تعتمد على واجهات الشاطئ والشمس. وبالتالي، بحسب أزريق، صار من المطلوب على الدولة والجهات الرسمية منح المزيد من الاهتمام والعناية بالمواقع القروية السياحية، لضخ موارد مالية جديدة ومضافة إلى ما تدره أصناف السياحة الأخرى من مداخيل تنعش الاقتصاد الوطني.

ومن جهته، يرى خالد بسطاوي، صاحب وكالة أسفار خاصة، أن السياحة القروية بالمغرب سيصبح قريباً العربة الرئيسية التي ستجر خلفها قطار السياحة بأكمله، لكونه قطاعاً منتجاً ومثمراً، وفي نفس الوقت لا يكلف الكثير بالنسبة للدولة.

ويشرح بأن القرى والمواقع السياحية في الجبال والأرياف لا تتطلب استثمارات ضخمة سوى البنيات التحتية الأساسية التي تتعلق بالإيواء والاستجمام، باعتبار أن السياحة القروية ترتكز على الطبيعة غير المُروَّضة كما هي، سواء كانت جبالاً أو هضاباً أو تلالاً أو واحات.

وتجذب ثمانية مناطق بالمغرب السياح الذين يفضلون السياحة القروية على غيرها، لتميزها بطبيعة خلابة وخام لم يتم تغييرها أو تجديدها، كما أنها صالحة بيئيا وغنية بمواردها، فضلاً على كونها تتميز بسكانها الذين يتصفون بكرم الضيافة رغم مستوى العيش المتدني.

وتتمثل هذه المناطق بالأساس في جهة الأطلس المتوسط، والأطلس الكبير، ومنطقة الصحراء الأطلسية، والصحراء الداخلية، ومنطقة الهضاب الأطلسية، ومناطق الشرق، ثم منطقة سوس في الجنوب، من قبيل موقع إموزار إداوتانان.

وما يجمع بين هذه المناطق كلها توافرها على مواقع ووجهات قروية غنية بمؤهلاتها الطبيعية والبيئية والبشرية، وأيضاً على احتفاظها بطابعها التراثي والثقافي الأصيل الذي يتسم بنوع من العفوية والانطلاق.

ويأمل الفاعلون في القطاع السياحي بأن يتم الالتفات بشكل أكبر إلى مواقع ووجهات السياحة القروية في مختلف مناطق البلاد، من خلال الزيادة في عملية التعبئة والتحسيس لدى وكالات الأسفار والسكان المحليين، وأيضاً المؤسسات العمومية والخاصة المرتبطة بتطوير المنتوج السياحي، بهدف تسويق هذا النوع من السياحة بشكل أقوى مما هو عليه حالياً بالبلاد.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله