الشارقة / المسلة
عقد المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة جلسته العاشرة في دور انعقاده العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس برئاسة عبيد الهاجري رئيس المجلس الاستشاري الخميس الماضي بمقر المجلس.وتضمن جدول الأعمال بعد التصديق على محضر الجلسة التاسعة مناقشة سياسة هيئة الانماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس الهيئة ومحمد علي النومان المدير العام وطارق سعيد علاي رئيس قسم الاعلام.
واستهل المناقشة سلطان عبدالله بن هده السويدي الامين العام للمجلس الاستشاري بتلاوة الموضوع العام وأسماء مقدمي الطلب مؤكدا على دور هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إستراتيجية بناءة لترويج عوامل الجذب السياحي لإمارة الشارقة وزيادة الوعي بمنتج الشارقة السياحي وجعل الإمارة محط الأنظار وقبلة السياح وكل من يهوى التاريخ والثقافة والاستكشاف خاصة وان تميز الشارقة وتفردها لا يقتصر على المدينة بما تتميز به من مواقع متنوعة بل يتجاوزه إلى ما حولها من مناطق تسحر الألباب بطبيعتها الجميلة وتفرًدها عن غيرها كمدينتي خورفكان وكلباء بطبيعتهما الساحرة الخلابة ومحمياتها الطبيعية الفريدة من نوعها اضافة إلى واحة الذيد بمزارعها العديدة المتنوعة ودبا الحصن بطابعها التاريخي الذي يحمل عبق التاريخ العريق.
وأشار إلى أن مقدمي الطلب لمناقشة هذا الموضوع في المجلس يأتي تحقيقا لغايات الصالح العام ولأهمية الدور الحيوي والناجح الذي حققته الهيئة منذ إنشائها في عام 1996 وما تضطلع به من مسؤوليات ومهام في دعم القطاع السياحي و التشجيع على تطوير مشاريع حيوية تسهم في ترسيخ مكانة إمارة الشارقة كأحد أفضل الوجهات السياحية و التجارية.
ثم القى رئيس المجلس الاستشاري الدكتور عبيد الهاجري كلمة رحب بها بالشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي ومعاونيه من هيئة الانماء التجاري والسياحي مشيرا إلى الدور الذي تضطلع به الهيئة في بناء الصرح الحضاري للإمارة ودورها الايجابي المساهم في التفاعل والتجانس مع الحضارات والثقافات الإنسانية الأخرى على اختلاف أنواعها.
وذكر بأن موضوع جلسة المجلس يأخذ أهميته لصلته الجوهرية بتأصيل البناء الحضاري التنموي لمجتمعنا المعاصر وهو مفصل أساس في نهضته ومرتكز مهم من مرتكزات التفاعل الحضاري المنشود مع أمم العالم وشعوبها وهو مرآة عاكسة لطبيعة مجتمعنا وعاداته وتقاليده وانتماءاته ومعتقداته ومقياس حقيقي ومؤشر أصيل لقدرته على التفاعل مع الآخرين من شعوب الأرض مثلما هو معيار لتطور المجتمع في سلم الحضارة الإنسانية وميزان لقدرة السياسات والخطط الموضوعة لاستيعاب المتغيرات الدولية والإقليمية والتفاعل معها من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية ووضع فلسفة سياحية ثقافية قائمة على دمج الرؤية الثقافية والاقتصادية في بوتقة التنمية الشاملة والمستدامة للارتقاء بالأهداف والسياسات الذي يؤكد عليها المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة .
بعدها ألقى الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس هيئة الانماء التجاري والسياحي كلمة أشار فيها إلى أن الهيئة منذ أن تأسست الهيئة في العام 1996 تم وضع إستراتيجيات وخطط ترويجية ارتكزت في مضمونها على ما تقتنيه إمارة الشارقة من مقومات تراثية و علمية و ثقافية ومعمارية وتم الحرص من خلالها على أن يكون لإمارة الشارقة المكانة التجارية والسياحية التي تستحقها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وأضاف أن الهدف من إنشاء الهيئة تطوير و إنماء القطاعين التجاري والسياحي في إمارة الشارقة حيث لم يكن التركيز على القطاع السياحي فقط، بل حرصت الهيئة على وضع أطر و سياسات لرفع الوعى العام فيما يتعلق بالمقومات الإقتصادية و الإستثمارية ووضعت خارطة طريق للسنوات القادمة ترمي إلى جذب سياحة الأعمال و تحريك رؤوس الأموال المحلية واستقطاب الاستثمارات الخارجية.
وأكد ان الهيئة نجحت في تحقيق الكثير من أهدافها بفضل جهود تنشيطية وتنموية توسعت خلالها صناعة السياحة وتنوعت أنشطتها على نحو يواكب ما شهدته السياحة العالمية من مستجدات و لعل الزيادة الواضحة في التدفق السياحي للإمارة و في عدد المنشآت الفندقية و نسب الإشغال فيها لهو أكبر دليل على هذا النجاح حيث ارتفع حجم التدفق السياحي إلى الإمارة إلى أكثر من 5ر1 مليون سائح في العام 2010 مقارنة بحوالي 600 ألف سائح في العام 2001 وهو ما يعد مؤشراً هاماً لنمو حجم القطاع السياحي في الشارقة كما بلغت النسبة الإجمالية لإشغال كل من الفنادق والشقق الفندقية في إمارة الشارقة 73 بالمائة في حين ارتفع إجمالي عدد الفنادق والشقق الفندقية في الشارقة خلال العام 2010 إلى 107 فنادق وشقق فندقية بواقع ( 45 فندقاً و62 شقة فندقية) مقارنة بـحوالي 40 منشأة فندقية في العام 2001 .
بعدها تتابع أعضاء وعضوات المجلس الاستشاري في طرح مداخلاتهم واستفساراتهم التي تناولت مختلف جوانب تفعيل السياحة واستقطاب المزيد من السياح لإمارة الشارقة متناولين دور الهيئة في التواصل مع جهات الاختصاص بالامارة لتوفير المواقع الحيوية لإقامة المشاريع السياحية واستقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين لتنفيذ مشاريعهم وإبرام شركات فاعلة مع مؤسسات القطاع الخاص بغية خدمة السياحة وتوجهات الهيئة لبحث قلة عدد الفنادق في الامارة خاصة من فئة خمسة نجوم وعدم استيعابها للحركة السياحية المتزايدة وتوجهات الهيئة لاقامة تصنيف لمستويات الفنادق وشركات السياحة ووضع خطط مستقبلية لإقامة مشروعات سياحية في كل من القصباء و جزيرة صير بونعير وأمام حديقة المجاز وعلى ضفة خور الشارقة وإمكانية استغلال الجزر الصناعية الموجودة في بحيرة خالد والممزر سياحياً.
كما شملت محاور الاعضاء الاستفسار عن المرشدين السياحيين وتوجه الهيئة لاستقطاب المواطنين للعمل في هذا القطاع إضافة لقطاع الضيافة والفندقة في الإمارة دور الهيئة في تدريب وتثقيف العاملين بهذا القطاع الحيوي للتعريف بإمارة الشارقة وعاداتها وتقاليدها والتي دائمًا ما تكون في محور اهتمام السياح علاوة على على توجه هيئة الإنماء التجاري والسياحي لتنشيط السياحة الداخلية والتواصل مع الشركات السياحية لطرح برامج خاصه تتناسب مع المواطنين والعرب المقيمين لتعريفهم بمناطق الامارة ومواقعها الاثرية ومعالمها السياحية.
كما طرح أعضاء المجلس مدى إمكانية إقامة مشروعات سياحية في المنطقتين من مشاريع ( فنادق ومنتجعات ) لما لها من طبيعة خلابة سواءً صحراوية أو بحرية أو جبلية وفق التنسيق مع الجهات المختصة في حكومة الشارقة والقطاع الخاص.
وفي معرض رده عن مداخلات واستفسارات أعضاء المجلس أشاد الشيخ سلطان بن أحمد بهذا الطرح البناء من قبل المجلس الاستشاري واهتمامه الواضح برفد المقومات السياحية لتظل إمارة الشارقة قبلة السياح في المنطقة مؤكدا ان الهيئة وضعت منذ انشائها خمسة محاور رئيسية ارتكزت عليها في عملها أولها المواد الترويجية و الإصدارات حيث حرصت الهيئة على توفير سلسلة من الإصدارات الترويجية تشمل كتيبات ومجلات و خرائط و غيرها تنوعت بتنوع المحتوى تصدرها الهيئة بعدة لغات عالمية تعد مرجعاً هاماً للمقيمين و الزوار و كذلك الحملات الإعلانية والترويجية المختلفة باستخدام وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية بلإضافة إلى الموقع الإلكتروني الذي أطلقته الهيئة بأربع لغات لتكو ن مرجعاً للسياح من مختلف أنحاء العالم.
أما المحور الثاني فقد ارتكز حول مشاركات الهيئة في المحافل التجارية و السياحية حيث أن هذه المشاركات تعتبر من أهم و أنجح الوسائل التي جعلت للشارقة مكانة خاصة على خارطة السياحة العالمية، و لقد حققت الهيئة نجاحاً كبيراً من خلال استمراريتها على المشاركة في تلك المعارض و التي حصدت من خلالها العديد من الجوائز العالمية كان أبرزها هذا العام حصول جناح الإمارة على جائزة أفضل جناح مشارك على مستوى منطقة الشرق الأوسط في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة و السفر، كذلك جائزة أفضل جناح مشارك في معرض بكين الدولي للسياحة والسفر 2010 .
وكانت المعايير السياحية لتصنيف الفنادق والشقق الفندقية في الإمارة هي المحور الثالث الذي ارتكزت عليه الهيئة، فبعد أن دخل مشروع تصنيف فنادق إمارة الشارقة حيز التطبيق مطلع العام 2008 وفق قرار المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رقم 16 للعام 2007 حرصت الهيئة على تطبيق آلية عمل مناسبة لتطبيق قوانين ومعايير الترخيص التصنيف لتقديم أفضل الخدمات للسياح الأمر الذي ساهم في تعزيز أداء القطاع الفندقي بالإمارة وانعكس إيجاباً على أداء فنادق الإمارة و شققها الفندقية وارتقى بدوره بأداء أحد أبرز مقومات البنى التحتية السياحية للإمارة و هي القطاع الفندقي.
أما المحور الرابع القائم على تنظيم الفعاليات و المهرجانات فقد أولته الهيئة اهتماماً كبيرا فعملت على تنظيم الفعاليات و المهرجانات الترفيهية و التي تساهم بشكل فعال في الترويج للإمارة محلياً و إقليمياً و عالميا و من أبرز هذه الفعاليات السنوية، مهرجان الشارقة المائي الذي يلاقي إقبالاً كبيراً من المقيمين و الزائرين لإمارة الشارقة لا سيما العائلات ويستقطب توافد أكثر من 180 ألف زائر للاستمتاع بمجموعة واسعة من العروض الترفيهية العالمية المتنوعة بالإضافة إلى الحدث العالمي الأبرز الذي تستضيفه الإمارة سنوياً (منذ العام 2000) وهو جائزة الشارقة الكبرى- الجولة الختامية لبطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا1 .
كما قامت الهيئة بإطلاق مهرجان أضواء الشارقة 2011 المهرجان العالمي الأبرز و الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الاوسط حيث شهدت إمارة الشارقة عروضه التمهيدية في مايو و نوفمبر من العام 2010، و عروضه الرسمية في فبراير 2011 .
وذكر بأنه يضاف إلى تلك الفعاليات الترفيهية، الفعاليات التقديرية و التشجيعية حيث حرصت الهيئة على تتويج الجهود المبذولة في هذا القطاع، فأطلقت جائزة الشارقة للتميز السياحي، التي تكرم إمارة الشارقة من خلالها أعلام القطاع السياحي و الإعلامي الذين لم يتوانوا في تقديم الأفضل لتطوير القطاع السياحي في الشارقة.
و أشار إلى أن مساعي الهيئة لتطوير الوجهة السياحية هو المحور الخامس حيث أطلقت الهيئة مشروع تدريب وترخيص المرشدين السياحيين بإمارة الشارقة بالتعاون مع كلية الأفق الجامعية في مايو 2009 بهدف تعزيز أداء القطاع السياحي بالإمارة ورفده بالمزيد من مقومات التميز والنجاح و رفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة لأكثر من 1.5 مليون سائح تستقطبهم الإمارة سنوياً و قد نجحت هذه الدورة، المعترف بها رسمياً من قبل جامعة الشارقة، في تخريج 37 مرشداً سياحياً مرخصين للعمل في هذا المجال.
وأكد أن تحقيق تلك المحاور يتطلب دعما ماديا كبيرا لمواكبة التطور، و المنافسة الشديدة بين مختلف الوجهات السياحية في المنطقة و العالم لاستقطاب أعداد متزايدة من السياح الأمر الذي يجعل من القطاع السياحي داعماً رئيساً للناتج المحلي لهذه الدول مشيرا إلى أن الهيئة لم تغفل الترويج السياحي للمنطقة الشرقية التي تنعم بطبيعة خلابة مثل خور فكان و كلباء وتسعى في الوقت ذاته إلى التوسع في خططها سواء عبر افتتاح مراكز للمعلومات في مختلف مدن الشارقة و مكاتب تمثيل في وجهات محددة حول العالم.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد أن الهيئة لم تضع الخطط والمحاور والاستراتيجيات السابق ذكرها دون أن توفر كوادر وظيفية ذات كفاءات عالية و مهارات متميزة تعمل بجهد لتحقيق أهداف الهيئة في الترويج للإمارة حيث يبلغ إجمالي عدد موظفي الهيئة 48 موظفاً تصل نسبة التوطين فيها إلى 52 بالمائة.
وتحرص الهيئة على تطوير كوادرها بحضور الدورات التدريبية والندوات في مختلف المجالات التي تخدم تخصصاتهم ومراكزهم الوظيفية.. كما تبذل الهيئة في الوقت ذاته جهوداً متواصلة في تدريب الطلبة من مختلف الجامعات في إمارة الشارقة فقد قامت الهيئة منذ العام 2000 وحتى يومنا هذا بتدريب أكثر من 75 طالبا و طالبة.
المصدر : وام