أبوظبى/ المسلة
أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث .. أن الهيئة منذ إنطلاقها مطلع فبراير عام 2006 تسعى لتعزيز مكانة إمارة أبوظبي على خارطة الثقافة العالمية وصولا لجعلها مركزا لأبرز الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية ووجهة للفنانين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم من خلال حراك ثقافي وفني متميز.
وقال طحنون في تصريح له بمناسبة مرور أربعة أعوام على إطلاق الهيئة .. أنها تعمل على تطوير استراتيجية طموحة لترويج ودعم الثقافة والفنون واستثمار الجهود والإمكانيات لتحقيق مبادراتها المتعددة الثقافية والتراثية والترويج لها محليا وعالميا.
وأضاف أن عام 2009 يعد عاما مفصليا في عمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كونه يؤشر إلى مرحلة التنفيذ الشاملة لخطتها الاستراتيجية / 2008_ 2012/ مشيرا إلى أن العام الماضي قد شهد تحول معظم مشاريع الهيئة إلى الصيغة المؤسسية المتواصلة في دلالة واضحة على حسن الاختيار والنجاح وإيجابية ردود الفعل من الجمهور محليا وإقليميا وعالميا.
من جانبه أشار محمد خلف المزروعي مدير عام الهيئة إلى نجاحها منذ تأسيسها في تؤكد موقعها على خارطة الفن والثقافة العالمية بفضل الدعم الكبير والمتواصل من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. معتبرا أن رؤية سموه لأبوظبي كملتقى ثقافي عالمي تتحول إلى حقيقة .
وأكد المزورعي أن الرؤية والاستراتيجية تحولت على أيدي العاملين في الهيئة ومن خلال جهودهم إلى محطات متميزة وكثيرة يفتخر كل موظف بالإشارة إليها مشيرا إلى أن عام 2009 يحظى بأهمية خاصة للموظفين والجمهور على حد سواء .
وواصلت الهيئة جهودها في المحافظة على التراث بجانبيه المادي والمعنوي والعمل على تطوير التعامل معه وصونه وكان للهيئة وقفات تراثية متميزة مثل تواصل أعمال الترميم للمباني التاريخية في مختلف مناطق إمارة أبوظبي وإطلاق مبادرات تركز على إعادة تأهيل المتاحف القائمة وخطط لإنشاء متاحف جديدة و” قلعة الجاهلي ” التي تستضيف أهم الفعاليات الثقافية في مدينة العين بعد إعادة افتتاحها ضمن استراتيجية إعادة تأهيل الإرث الثقافي والحضاري لأبوظبي إضافة إلى مسرحية ” زايد والحلم ” التي تستذكر إنجازات الراحل الكبير مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بجانب خطة لعروض عربية وعالمية لهذا الإنجاز المسرحي.
ونظمت الهيئة خلال العام الماضي ” مئوية الشيخ زايد الكبير ” .. كوسيلة للاسترشاد في طريق الأجداد المؤسسين وضوء لتوجيه الأجيال الجديدة وحثهم على الفخر بماضيهم وسلسلة من الفعاليات المتواصلة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والرسمية في أبوظبي.
وفي إطار جهودها لإبراز التراث على مستوى العالم فقد نظمت الهيئة .. القرية التراثية ضمن فعاليات مهرجان ” الصقارة العالمي ” في العاصمة البريطانية لندن والذي يعد خطوة مهمة في مجال التعريف بحضارة أبوظبي والمنطقة عالميا.
واستضافت مؤتمر اليونسكو بمشاركة / 114/ دولة حيث تعتبر هذه الإستضافة مسعى جديد لأبوظبي في التأكيد على أهمية الترابط بين ثقافات وتراث العالم والنتيجة إعلان أبوظبي لروائع التراث العالمي غير المادي إضافة إلى تقديمها الملف النهائي لتسجيل الصقارة كتراث عالمي للبشرية في منظمة اليونسكو بجهود / 12/ دولة عربية وأجنبية قادتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
وعلى صعيد الفنون تتولى الهيئة دعم الفنون وتشجيع الإبداع في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية والسينما والمسرح من خلال تفاعل أكبر بين المبدعين في الإمارات والعالم وتشجيع الأنشطة الثقافية والأدبية وكان للهيئة محطات فنية متميزة مثل ” مهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية ” الذي حقق نجاحا جماهيريا متميزا خلال موسمه الأول في منطقة كان البعض يعتقد أنها بعيدة عن الموسيقى الكلاسيكية العالمية و” مهرجان ووماد أبوظبي ” الذي استضاف أشهر الفرق العالمية من خلال المهرجان الدولي المتميز الذي حط رحاله على كورنيش أبوظبي وتفوقت من خلاله العاصمة الإماراتية على دول عريقة في التنظيم والإعداد.
واستقطبت الهيئة عمالقة الطرب العربي والفرق الموسيقية العربية الكبرى من خلال مهرجان ” أنغام من الشرق ” الذي يشهد إقبالا كبيرا من الجمهور المتعطش للطرب الأصيل.
كما استضافت مسرحية ” ريتشارد الثالث.. مأساة معربة ” للتواصل مع أدب شكسبير من خلال تعريبه وتقديمه في إطار إقليمي .. وفي إطار التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم نظمت الهيئة معرض ” الإسلام عقيدة وعبادة ” الذي ضم مجموعة مختارة لما تحتويه متاحف تركيا من تراث الإسلام الخالد كما أطلقت مشروع ” مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام ” الذي يمهد لإطلاق واحدا من أكبر المشاريع المهتمة بالتراث الموسيقي في الإسلام.
وعلى صعيد المهرجانات الفنية فقد نظمت الهيئة مهرجان ” الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث ” بمشاركة عالمية متميزة حيث تضمن عروضا عالمية وشرق أوسطية أولى لأفلام متميزة استقطبت عشرات الآلاف من الجمهور مع نصيب كبير لـ ” مسابقة أفلام من الإمارات ” في حين قدم مؤتمر ” ذي سيركل” معالم الاستثمار في صناعة السينما العالمية فيما قدمت ” منصة أبوظبي ” في ” بينالي فينيسيا الفنون البصرية من أبوظبي ” للعالم.
وأطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث شخصية ” حمدون ” كرمز و” تيمة ” للتواصل من خلالها مع الأطفال بمختلف الوسائل والطرق كما احتفى ” بيت العود العربي ” خلال العام الماضي بتخرج مجموعة من الطلبة من بينهم أول خريج إماراتي فيما استقطبت الهيئة خلال فعاليات اليوم الوطني الفنية والتراثية مئات الآلاف من الجمهور.
وكان حضور الهيئة لافتا في مجال الثقافة الشعبية من خلال المسابقات والمهرجانات التي تستقطب اهتمام الملايين مثل مسابقة ” شاعر المليون ” التي اختتمت الهيئة الموسم الثالث للمسابقة وبدأت التحضير للموسم الرابع حيث حققت نجاحا متميزا في تاريخ المسابقات الشعرية في العالم بينما أحيت مسابقة ” أمير الشعراء ” الإهتمام بالشعر الفصيح بعد تراجعه أمام الثقافة الغربية.
واحتفى مهرجان ” الظفرة للإبل ” للسنة الثانية بالثقافة البدوية الأصيلة وعمل على تفعيل السياحة التراثية في المنطقة الغربية على خلفية من الفعاليات الهامة وهي مسابقة ” جمال الإبل ” و” السوق الشعبي ” ومسابقة ” تغليف التمور ” و” التصوير الفوتوغرافي ” حيث أصبح هذا المهرجان أكبر تجمع للإبل على مدى التاريخ.
ويعد مهرجان ” ليوا للرطب ” كرنفالا ثقافيا واقتصاديا وسياحيا في واحدة من أجمل حواضر أبوظبي حيث يحتفي بالنخيل وكل ما يرتبط بها من مأكل وملبس وثقافة وعادات بينما حقق المعرض الدولي للصيد والفروسية ” أبوظبي 2009 ” نجاحا كبيرا لأهم معارض الصيد والفروسية في العالم ومشاركة لافتة للخيالة الملكية البريطانية للمرة الأولى في الشرق الأوسط حيث شارك فيه /573/ شركة يمثلون /37 / دولة.
وحققت الهيئة على صعيد صناعة الكتب قفزات كبيرة في مجال النشر وأبرزها معرض ” أبوظبي الدولي للكتاب ” الذي أشاد المشاركون فيه على أن المعرض الذي تناول صناعة الكتب ومعارضها في العالم العربي جاء كما لم يحدث من قبل حيث شارك فيه /650 / ناشرا يمثلون / 53 / دولة من مختلف قارات العالم .
وتستعد الهيئة لاستضافة ” المؤتمر العالمي لاتحاد الناشرين الدوليين لحقوق النشر ” خلال فبراير 2010 للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ..
وتؤكد اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدوليين أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أصبحت منبرا دوليا محترفا لتبادل حقوق النشر في المنطقة والعالم.
وأصبحت جائزة ” الشيخ زايد للكتاب ” تتجه أكثر نحو العالمية وتعاون وثيق مع كبرى الجوائز العالمية ومقدمتها جائزة نوبل.
وتواصل دار الكتب الوطنية إصداراتها المتميزة وخاصة من خلال مشروع ” قلم ” وسلسلة ” رواد المشرق العربي ” فيما أصبح مشروع ” كلمة ” المشروع الأهم للترجمة في العالم العربي واستطاع أن يستقطب كبار الكتاب حيث ترجم حوالي /300/ كتاب وحصل على حقوق ترجمة أهم المؤلفات العالمية من كبرى دور النشر بينما تواصل أكاديمية الشعر استقطابها للطلبة العرب وإصدار المزيد من الكتب التي تعنى بالشعر والأدب العربي وتبرز العديد من شعراء الإمارات وتقدمهم للجمهور